شددت العصفور على أهمية توثيق عادات وتقاليد أهل الكويت ضمن أعمالها، معتبرة أن ذلك يساهم في المحافظة على الإرث الشعبي.
أكدت الفنانة ابتسام العصفور، أنها تهدف إلى توثيق الموروث الشعبي الكويتي عبر أعمالها، مبينة أن المجتمع الكويتي تميز بعادات وتقاليد خاصة بالشهر الفضيل فرضتها طبيعة الحياة في الماضي ببساطتها.
وأضافت: “المناسبات الاجتماعية والدينية لها حيثياتها الخاصة التي امتزجت بظروف المجتمع، بعضها اندثر مثل دق الهريس وأبوطبيلة، وأصبحت من الموروث الشعبي الذي تتناقله الأجيال، وحرصت على إحيائه لوحة دق الهريس، وهو طبق أساسي في السفرة الرمضانية، فقبل حلول شهر رمضان، وتحديدا في شهر شعبان، تجتمع النساء في شكل جماعة أو بشكل منفرد، ويضعن الحبوب في وعاء إسطواني خشبي يسمى المنحاز، ويبلغ طوله تقريبا المتر، مجوف من الداخل، وله يد خشبية طويلة”.
وتابعت العصفور: “بعد وضع الحبوب داخل المنحاز تبدأ عملية ضرب الحبوب، حتى تصل إلى مرحلة التكسير والطحن، وتكون هذه العملية مصاحبة بإيقاع وغناء (الفن العاشوري)، والتي تُعد من أغاني العمل، لتسهيل هذه العملية الشاقة للنساء، وهي عادة اندثرت حاليا، وأحببت أن أوثقها بلوحة، لتعريفها وحفظها للأجيال القادمة”.
لوحة أبوطبيلة
وفيما يتعلق بلوحة أبوطبيلة، قالت إنها “تجسيد للشخصية الرمضانية التي تتكفل بإيقاظ الناس لتناول السحور، ويستخدم طبلة يضرب عليها، وهو يدعو ويتجول بين الفرجان، وكذلك لوحة القرقيعان، وهو من الموروث الشعبي، فيقوم الأهالي بهذه المناسبة بتقديم الحلوى والمكسرات للأطفال الذين يجوبون الشوارع، مرتدين الأزياء الشعبية، وحاملين أكياسا قماشية تخيطها الأمهات من الخيش أو قطع القماش الزائد، لجمع ما يوزعه الأهالي من حلوى وسكاكر”.
ولفتت إلى أن “الأطفال لا يكادون يتناولون طعام الإفطار حتى يسارعوا للتجمع والسير بالطرقات على شكل مجموعات يرددون أهازيج القرقيعان، وبالنسبة للبنات: قرقيعان وقرقيعان، بيت قصير ورميضان، عادت عليكم صيام، كل سنة وكل عام، يا الله تخلي….. يا الله تخله لأمه، عسى البقعة ما تخمه، ولا توازي على أمه. وتكتفي البنات ببيوت الجيران المجاورة لبيوتهن. أما الأولاد، فيتجولون بين الفرجان، مرددين: سلم ولدهم يا الله خله لأمه”.
وختمت العصفور: “عاصرت في صغري عادة القرقيعان الرمضانية الجميلة في فترة السبعينيات، وكنا ننتظرها بفارغ الصبر بملابسنا البسيطة، حيث إن تجميع القرقيعان كان حلما بالنسبة لنا آنذاك، فلم تكن الحياة بهذا الترف والرفاهية، والحلوى لم تكن متوافرة بهذا الكم والتنوع، فالبساطة لها رونقها وجمالها في القرقيعان”.