( انتوني بلينكن في كابول) : شراكتنا تتغير لكنها مستمرة
بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس جو بايدن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر من هذا العام، لتنهي ما يقرب من عقدين من انتشار القوات على الأرض في هذه البلاد، وصل وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، أمس، إلى افغانستان في زيارة مفاجئة غير معلنة، ليعرض على الحكومة الأفغانية خطة إدارة بايدن للانسحاب في الذكرى العشرين لهجمات 2001.
وذهب بلينكن إلى السفارة الأميركية في كابول، حيث التقى جنودا أميركيين، ثم ذهب للقصر الرئاسي، حيث اجتمع مع الرئيس أشرف غني. واجتمع أيضاً مع مسؤولين بارزين آخرين.
وقال بلينكن في السفارة الأميركية: «سبب وجودي هنا بعد فترة وجيزة جدا من خطاب الرئيس، هو أن نُظهر بوجودنا بما تعنيه الكلمة أن لدينا التزاما متواصلا ومستمرا إزاء أفغانستان».
وتحدث إلى غني: «الشراكة تتغير، لكنها مستمرة».
وأعلن الرئيس الأميركي، أمس الأول، أنه سيبدأ سحب القوات من أفغانستان اعتبارا من أول مايو، لإنهاء أطول حرب أميركية، رافضا دعوات لبقاء القوات الأميركية لضمان حل سلمي للصراع الأفغاني.
واتفقت الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي أيضا على سحب القوات الأجنبية، التي يقودها الحلف، من أفغانستان بالتنسيق مع انسحاب القوات الأميركية من هناك بحلول 11 سبتمبر.
في المقابل، شدد الاتحاد الأوروبي، أمس، على ضرورة التوصل إلى “تسوية سياسية تفاوضية” في أفغانستان من خلال الاستمرار بالمحادثات المباشرة.
ويرى الكثير من المحللين أن هذا الانسحاب قد يغرق البلاد في حرب أهلية جديدة أو يسمح بعودة «طالبان» إلى السلطة، التي طردت منها في نهاية 2001.
وفي هذا السياق، قال رئيس أركان الجيش الهندي الجنرال بيبين راوات، أمس، إن الهند قلقة بشأن الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب المقترح للقوات الأميركية وقوات «الأطلسي» من أفغانستان. وأضاف راوات، خلال مؤتمر أمني، أن سبب القلق هو أن يسارع «مثيرو الاضطرابات» بملء الفراغ الناتج عن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. وأكثر ما يقلق الهند هو أن يمتد عدم الاستقرار في أفغانستان إلى إقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة، الذي تقاتل فيه مسلحين منذ نحو 30 عاما. كما يقلقها أن يصبح لباكستان، خصمها التقليدي، نفوذ أقوى في أفغانستان، بسبب علاقاتها طويلة الأمد مع حركة «طالبان» المتشددة، التي من المتوقع أن تلعب دورا بارزا بعد الانسحاب الأميركي.
إلى ذلك، أعلن بايدن أنه تحدّث مع الرئيس السابق جورج بوش لـ«إبلاغه بقراري سحب القوات الأميركية من أفغانستان»، قبل يوم من الإعلان عنه.
وقال بايدن: «في حين كان لدينا العديد من الخلافات حول السياسة على مرّ السنين، الا أننا متّحدون تماماً في احترامنا ودعمنا لبسالة وشجاعة ونزاهة الرجال والنساء في قواتنا المسلحة، ونحن ممتنون جدا للشجاعة والثبات الذي أظهروه خلال ما يقرب من عقدين من عمليات الانتشار القتالية» في أفغانستان.
كما ذكر البيت الأبيض أن بايدن تحدّث بهذا الخصوص مع الرئيس السابق باراك أوباما.