( إشارات سلبية ) تواكب استئناف مفاوضات سد النهضة
وسط ميراث من الشك والاتهامات المتبادلة، انطلقت، أمس، جولة سابعة من المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، بين وزراء خارجية ومياه مصر والسودان وإثيوبيا، في العاصمة الكونغولية كينشاسا.
وتأتي هذه الجولة التي تستمر حتى الغد، قبل نحو ثلاثة أشهر من بدء أديس أبابا الملء الثاني المنفرد لبحيرة السد بـ 13.5 مليار متر مكعب وسط رفض مصري سوداني للخطوة الأحادية .
ويشرف الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، بصفته الرئيس الدوري الحالي للاتحاد الإفريقي، على هذه المحادثات التي تأتي بعد سلسلة من التصريحات عالية السقف خصوصاً من القاهرة وأديس أبابا.
لكن إشارت سلبية سبقت جلوس المفاوضين على الطاولة.
وقالت الرئيسة الإثيوبية، ساهلي وورك زودي، إن تطوير موارد مياه نهر النيل “مسألة بقاء بالنسبة لإثيوبيا”، معتبرة أن بلادها حرمت من الحق في تطوير مشاريع نهرية بسبب التحديات الداخلية والخارجية، مؤكدة أن بلادها ستمضي قدماً في الملء الثاني لخزان “النهضة”.
وفي تعليق على تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الثلاثاء الماضي، والتي تضمنت تلويحاً باستخدام “إجراءات خشنة” حال المساس بحصص مصر المائية، اتهمت الخارجية الإثيوبية الرئيس المصري بـ “تهديد إثيوبيا باستخدام القوة خارج القانون الدولي”.
وأشارت إلى أن السيسي قد يكون هدد للمرة الأولى بهذا الوضوح باستخدام القوة لكنه ليس الزعيم المصري الأول الذي يلجأ لهذا الخطاب، مضيفة أن “الرئيس الراحل محمد مرسي هدد إثيوبيا بالفعل أثناء توليه منصبه، وقبله فعل الرئيس الراحل حسني مبارك… كما هدد الرئيس الراحل أنور السادات إثيوبيا في عام 1979 مباشرة بعد اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وكان أسوأهم هو الخديوي إسماعيل الذي غزا إثيوبيا في عامي 1875 و1876، وخسر الحرب خسارة لا تصدق”.
وتابعت: “إثيوبيا معتادة على استخدام القوة من مصر، وأكثر من مجرد التهديد باستخدامها، لذلك فإن ما قاله الرئيس السيسي ليس جديداً”، لافتة إلى أنه على الجميع أن يعلم أن “جميع الخيارات مطروحة على طاولة إثيوبيا أيضاً”، واتهمت رؤساء مصر، في ادعاء خطير، بالعمل باستمرار على زعزعة استقرار إثيوبيا فـ “لم يقض أي زعيم مصري ليلة دون محاولة خلق حالة من عدم الاستقرار في إثيوبيا، وما قاله الرئيس… هو تأكيد لإثيوبيا على ما تفعله القيادة المصرية منذ أكثر من قرن”.
من ناحيته، أعلن وزير المياه الإثيوبي، سيلشي بيكيلي، أن بلاده تبذل جهودا لبدء إنتاج الطاقة من السد الضخم في أغسطس المقبل، بعد اتمام عملية الملء الثاني التي يجري الاستعداد لها.