( %4 ) فقط من الأوروبيين تطعموا و «الصحة العالمية» تنتقد وقرار هندي يعرقل إمدادات اللقاح عالمياً
انتقدت منظمه الصحه العالميه أمس البطء «غير المقبول» لحملة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» في أوروبا التي تواجه وضعا وبائيا يعد «الأكثر إثارة» للقلق منذ أشهر، في حين اضطرت فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى فرض تدابير صارمة بمناسبة عيد الفصح لمواجهة الموجة الثالثة من الوباء.
وقال الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية في بيان إن «الوتيرة البطيئة للتلقيح تطيل أمد الوباء» مؤكدا أن عدد الإصابات الجديدة في أوروبا ارتفع كثيرا في الأسابيع الخمسة الماضية.
وحذر مدير الفرع الأوروبي هانس كلوغه من أنه «حاليا الوضع الإقليمي هو الاكثر إثارة للقلق الذي شهدناه منذ عدة أشهر».
ففي المنطقة التي تضمن جغرافيا نحو 50 دولة بينها روسيا وعدة دول من آسيا الوسطى، تجاوز عدد الوفيات 24 ألفا الأسبوع الماضي ويقترب «سريعا» من عتبة المليون بحسب المنظمة.
واعتبر كلوغه أن «الوتيرة البطيئة للتلقيح تطيل أمد الوباء. وإعطاء اللقاحات يجري ببطء غير مقبول»، وكشف أن 10% فقط من سكان المنطقة الأوروبية تلقوا جرعة واحدة من اللقاح، وأن 4% فقط أكملوا عملية التطعيم، داعيا أوروبا إلى «تسريع العملية عبر تعزيز الانتاج وخفض العراقيل أمام إعطاء اللقاحات وعبر استخدام كل جرعة لدينا في المخزون».
لكن يبدو ان العقبات أمام عمليات التطعيم لن تقتصر على أوروبا بل ستمتد إلى دول أخرى، حيث أعلنت الهند توسيع برنامجها للتطعيم ليشمل من تزيد أعمارهم عن 45 عاما، الأمر الذي سيعطل صادرات اللقاحات من أكبر منتج للعقاقير في العالم.
وقررت الهند بالفعل تأجيل صادرات اللقاحات الكبيرة في الوقت الحالي، بما في ذلك الصادرات لتحالف كوفاكس المدعوم من منظمة الصحة العالمية.
وقامت الهند، التي تعاني من ثالث أعلى إصابات بعد الولايات المتحدة والبرازيل، بتوزيع 64 مليون جرعة لقاح على مواطنيها حتى الآن وصدرت العدد نفسه من اللقاحات تقريبا.
وأثار هذا انتقادات في الداخل حيث ان نسبة السكان الذين حصلوا على اللقاح أقل من بلدان كثيرة.
وركزت في البداية على العاملين في الخطوط الأمامية والمسنين والذين يعانون من ظروف صحية أخرى، خلافا لبعض البلدان الأغنى التي أتاحت التطعيم لجميع سكانها البالغين.
وتقول نيودلهي إنها تتحرك نحو ذلك الهدف، وكتب وزير الصحة هارش فاردان على تويتر إن البلاد لن تعاني من نقص في اللقاحات مع توسيع برنامج التطعيم.
وقال على تويتر «نركز على سد النقص في إمدادات الولايات باستمرار».
وتستخدم الهند في الوقت الحالي لقاح أسترازينيكا ولقاحا طورته شركة بهارات بايوتيك المحلية.
على صعيد اللقاحات ايضا، قالت شركتا فايزر وبيونتيك أمس، إن لقاحهما المضاد لكوفيد-19 فعال بنسبة 91 % في الوقاية من المرض، وفقا لبيانات التجارب الجديدة التي شملت مشاركين تم تطعيمهم منذ ما يصل إلى ستة أشهر.
وكان اللقاح فعالا بنسبة 100% في الوقاية من المرض بين المشاركين في التجربة في جنوب أفريقيا، حيث تنتشر سلالة متحورة من فيروس كورونا تعرف باسم (بي1351)، على الرغم من أن عدد المشاركين فيها كان صغيرا نسبيا وبلغ 800.
ومعدل الفاعلية الجديد البالغ 91.3% أقل من 95% المبلغ عنها خلال تجربة شملت 44 ألفا في نوفمبر.
وقال أوغور شاهين الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك إن بيانات التجربة «تقدم النتائج السريرية الأولى التي تثبت أن لقاحا يمكن أن يوفر الحماية بشكل فعال من السلالات المتحورة المنتشرة حاليا، وهو عامل حاسم للوصول إلى مناعة القطيع والقضاء على هذه الجائحة».
يأتي ذلك في حين اضطرت فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى فرض تدابير صارمة بمناسبة عيد الفصح.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توسيع إجراءات العزل لتشمل كامل فرنسا وتتضمن إغلاق المدارس وتقييد حركة التنقل، وعلى غرار فرنسا تكثف الدول الأوروبية الأخرى الإجراءات في محاولة للحد من انتشار الفيروس خصوصا على صعيد السفر.
وستعزز ألمانيا «في الأيام الثمانية إلى الأربعة عشر المقبلة» عمليات التدقيق حول حدودها البرية ولاسيما مع فرنسا والدنمارك وپولندا.
أما إيطاليا فقد قررت تمديد التدابير المعمول بها حتى 30 أبريل. وفي النمسا بدأ أمس تطبيق الإغلاق الشامل وهو الرابع منذ مارس 2020، حيث ستشدد قيود الاتصال والخروج اضافة الى فرض حظر تجول وإغلاق جميع المؤسسات التجارية غير الضرورية والمدارس فضلا عن الزامية ارتداء الكمام في الأماكن المفتوحة المزدحمة. وستمتد الإجراءات الى ما بعد عيد الفصح.
وفي كندا، تتهيأ أونتاريو، أكبر مقاطعة كندية لناحية عدد السكان والعاصمة الاقتصادية للبلاد، إلى فرض إغلاق جديد لمدة 28 يوما بسبب تسارع الإصابات، في حين أعلنت مقاطعة كيبيك تشديد القيود وإغلاق المؤسسات التجارية غير الأساسية والمدارس.
وفي الولايات المتحدة، حيث تشهد الأوضاع تحسنا طفيفا بفضل تسارع حملة التلقيح، دعا الرئيس جو بايدن إلى الالتزام بالتدابير الوقائية ووضع الكمامات.