ويل سميث.. “ملك” الأوسكار
من بين كل ذكريات حفل توزيع جوائز الأوسكار 2022، سيبقى مشهد اعتداء الممثل ويل سميث باليد واللفظ على مذيع الحفل كريس روك بسبب تعليق سخيف، قاله روك حول زوجة سميث.
والحادث سيرتبط في الأذهان إلى الأبد مثل قيام لاعب الكرة الفرنسي الجزائري زين الدين زيدان بالاعتداء على لاعب إيطالي سب والدته في نهائي كأس العالم 2005، وهي آخر مباراة دولية لعبها قبل اعتزاله.
ينتمي سميث، مثل زيدان، إلى إفريقيا، حيث العرق الحار، سريع الانفعال، والغيرة على حرمة نسائه، وعدم المساس بهن، وليس معنى ذلك أن ما فعله سميث أمر صائب، وهو سرعان ما ندم على ردة فعله العنيفة وقدم اعتذاراً باكياً للحاضرين أثناء صعوده لتسلم جائزة أفضل ممثل.
ويل سميث يعتدي بالضرب على كريس روك في حفل الأوسكار – REUTERS
فوز كاسح
كما متوقع، حصل ويل سميث على أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم “الملك ريتشارد – King Richard” بعد أن فاز بمعظم الجوائز الكبرى السابقة، مثل جولدن جلوب، واتحادي الممثلين والنقاد و”البافتا” و”الأكاديمة الأسترالية لفنون السينما” و”جمعية نقاد السينما الأميركيين الأفارقة” ومهرجاني شيكاجو ودنفر وغيرهما.
هذا الفوز الكاسح وسط منافسة هائلة تبين كيف استطاع سميث وفيلم “الملك ريتشارد” بشكل عام أن يستولي على قلوب الملايين من خلال قصة إنسانية واقعية.
ويؤدي سميث شخصية والد لاعبتي كرة التنس الشهيرتين سيلينا وفينوس وليامز، الذي حفر الصخور وأفنى عمره وصحته في سبيل تدريب وحماية ابنتيه، حتى وصلتا إلى العالمية وصنعتا تاريخاً جديداً للعبة التي كانت حكراً على البيض حتى وقت قريب، مثلما صنع ويل سميث التاريخ بفوزه بكل هذه الجوائز عن فيلم واحد!
من الغناء للتمثيل
ولد ويل سميث في 25 سبتمبر 1968، وبدأ حياته كمغني راب، حقق شعبية هائلة قبل أن ينتقل إلى التمثيل ليصبح واحداً من ألمع وأغلى الممثلين الأميركيين الأفارقة على الإطلاق.
كانت أول بطولة له في فيلم “ست درجات من الانفصال – Six Degrees of Separation” في 1993، وفي 1995 لعب بطولة فيلم “الأشقياء” Bad Boys الذي تحول إلى سلسلة ناجحة، صنع منها جزءاً ثانياً في 2003 وثالثاً في 2020، وحققت الأفلام الثلاثة إيرادات قدرها 841 مليون دولار، بجانب تحولها إلى لعبة “فيديو جيم” شهيرة.
ويل سميث من أغلى النجوم أجراً في هوليوود، وحصل عن دوره في الجزء الثالث من سلسلة أفلام “رجال يرتدون الأسود” Men In Black على 100 مليون دولار، وهو أعلى أجر يحصل عليه ممثل على الإطلاق، كما حصل عن دوره في “الملك ريتشارد” على 40 مليون دولار.
فيلمه الأحدث، بعد “الملك ريتشارد”، الذي يحمل عنوان “تحرر” Emancipation بيع لشركة “استديو أبل” مقابل 120 مليون دولار، وهو أعلى رقم بيع به فيلم في التاريخ.
حصل ويل سميث في بداية حياته الموسيقية على العديد من الجوائز، مثل “جرامي” و”إم تي في” و”جوائز الموسيقى الأميركية”، ولكن اسمه في مجال السينما ظل مرتبطاً بالأفلام الجماهيرية غير الفنية، إلى أن واتته الفرصة أخيرا ليحقق بدور واحد ما يحققه كبار الممثلين بعشرات الأفلام.