واشنطن تدرس التدخل جوياً لمنع سقوط كابول بأيدي «طالبان»
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن وزارة الدفاع (البنتاغون) تدرس طلب الإذن من البيت الأبيض لشنّ غارات جوية لدعم قوات الأمن الأفغانية؛ في حال تعرضت كابول أو مدينة رئيسية أخرى بأفغانستان لخطر السقوط في أيدي حركة «طالبان».
وكان الرئيس جو بايدن وكبار مساعديه في مجال الأمن القومي، اقترحوا في وقت سابق أنه بمجرد مغادرة القوات الأميركية لأفغانستان، سينتهي الدعم الجوي أيضاً، باستثناء الضربات التي تستهدف الجماعات الإرهابية التي يمكن أن تضر بالمصالح الأميركية.
لكن المسؤولين العسكريين كشفوا أنهم يناقشون الآن خططاً للرد في حال أدى الانسحاب السريع إلى عواقب وخيمة على الأمن القومي.
وحسب مصادر «نيويورك تايمز»، فإن «البنتاغون يقر بإمكانية هزيمة القوات الأفغانية في صدامات مع طالبان، وأن الجيش الأميركي يناقش الآن بنشاط ما يمكن أن يفعله إذا انطوى الانسحاب الفوري (للقوات الأميركية) على صعوبات خطيرة من وجهة نظر الأمن القومي، ويقترح البنتاغون في إحدى التوصيات المحتملة، استخدام طائرات حربية، أو طائرات من دون طيار مسلحة، للتدخل في حالة حدوث أزمة غير عادية».
ومن بين هذه الأزمات مثلاً السقوط المحتمل لكابول أو أي مدينة أفغانية أخرى أو في حال محاصرة مجمع السفارة الأميركية والسفارات الأجنبية وأيضا تعرّض المواطنين الأميركيين والحلفاء للخطر.
ورفض الناطق باسم «البنتاغون» جون كيربي، الكشف عن الاتصالات التي تجري مع دول جوار أفغانستان لإنشاء قواعد تنطلق منها مهمات عسكرية مستقبلاً لمساندة حكومة كابول.
كما رفض القول ما إذا ستكون هذه القواعد في دول مجلس التعاون الخليجي.
ورصدت «نيويورك تايمز»، عدم وجود إجماع حتى الآن في واشنطن حول كيفية قيام الولايات المتحدة بعمليات لمنع القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى من «إعادة تواجدها في أفغانستان».
وكان بايدن قد صرّح في 14 أبريل الماضي، بأنه اتخذ قراراً بإنهاء العملية العسكرية في أفغانستان، والتي أصبحت أطول حملة عسكرية خارجية في التاريخ الأميركي. وبدأ بالفعل انسحاب القوات الأميركية، ومن المتوقع أن تغادر القوات العسكرية كلها أفغانستان بحلول 11 سبتمبر.
من ناحية أخرى، ذكر مسؤولون، أمس، أن مسلحي «طالبان» حققوا مزيداً من المكاسب إذ سيطروا على مقاطعتين أخريين، إحداهما مهمة استراتيجياً.
وقال عضوا المجلس المحلي في إقليم باداخشان، عبدالله ناجي نزاري ومحبوب الرحمن طلعت، إنه بعد يومين من الاشتباكات الكثيفة بين «طالبان» وقوات الأمن في مقاطعة أرغانج خوا في الإقليم، اضطر الجنود لمغادرة آخر نقاط التفتيش المتبقية التي كانوا متمركزين بها.
وذكرا أن المقاطعة مهمة استراتيجياً حيث أنها لا تقع سوى على مسافة 10 كيلومترات من العاصمة الإقليمية فايز أباد. وتربط أيضاً 10 مقاطعات أخرى في الإقليم.
وقال بسم الله جان محمد وقدرة الله رحيمي العضوان ببرلمان إقليم أوروزجان، إن طالبان استولت على مقاطعة أخرى في الإقليم الواقع بجنوب أفغانستان.
وبعد جيزان تعد شينارتو المقاطعة الثانية في أوروزجان التي تسقط في يد «طالبان» في الأيام الأخيرة.
من ناحية أخرى، هاجمت «طالبان» قاعدة عسكرية بسيارة مفخخة في عاصمة إقليم بغلان مما أسفر عن مقتل عدد من أعضاء قوات الأمن بينما أصيب آخرون، حسب أعضاء المجلس المحلي. وهذا هو اليوم الخامس على التوالي الذي ينجح فيه المسلحون في السيطرة على مقاطعات.
وحقق المسلحون سلسلة من المكاسب في البلاد. ومنذ بدأ الانسحاب الرسمي للولايات المتحدة وغيرها من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان في الأول من مايو، سقطت 14 مقاطعة على الأقل في يد «طالبان».