أعلنت فرنسا اكتشاف تحور جديد لفيروس كورونا المستجد على أراضيها، في وقت طالت قائمة الدول التي علقت استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد للفيروس، رغم تأكيد مديرة الوكالة الأوروبية للأدوية أمس أن الهيئة «مقتنعة تماما» بفوائد اللقاح.
وأفادت مديرة الوكالة ايمر كوك خلال مؤتمر صحافي «ما زلنا مقتنعين تماما بأن فوائد لقاح استرازينيكا في منع الإصابة بكوفيد ـ 19 وما يرتبط به من مخاطر دخول المستشفى والوفاة تفوق مخاطر هذه الآثار الجانبية».
وأشارت إلى أن التجارب السريرية أظهرت «أعدادا محدودة جدا من الإصابات بجلطات دموية».
وأعلنت المديرة أن لجنة السلامة التابعة للوكالة، ومقرها أمستردام، اجتمعت أمس لتقييم المعلومات الجديدة ومن المتوقع أن تتوصل إلى نتيجة في اجتماع خاص تعقده غدا الخميس.
وانضم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى حملة الدفاع عن سلامة لقاح أسترازينيكا الذي تنتجه بالتعاون مع جامعة أوكسفورد، وأكد التطمينات بأن اللقاح ليس ضارا، وكتب جونسون في صحيفة «ذا تايمز» أن «هذا اللقاح آمن ويعمل في شكل جيد للغاية».
وتابع أنه «يصنع في عدة أماكن من الهند إلى الولايات المتحدة وكذلك بريطانيا ويتم استخدامه حول العالم»، وأفاد بأن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية هي «إحدى الهيئات الأكثر صرامة وخبرة في العالم».
وتنامت المخاوف في بعض البلدان بشأن سلامة اللقاح بعد حدوث عدة حالات لجلطات دموية أو نزيف في المخ لدى بعض من تلقوا جرعات اللقاح، مع حصول عدد قليل من الوفيات.
وأمس، انضمت كل من قبرص والسويد وسلوفينيا إلى قائمة تزيد عن 15 دولة اوروبية أعلنت تعليق لقاح «أسترازينيكا»، وأعلن يانيز بوكلوكار وزير الصحة في سلوفينيا له «وفقا لمقترحات مجموعة من الخبراء في مجال الصحة في البلاد، تقرر وقف استخدام لقاح أسترازينيكا مؤقتا، لحين صدور قرار وكالة الأدوية الأوروبية»
كما ذكرت وزارة الصحة القبرصية في بيان صحافي أوردته وكالة أنباء «سي.إن.إيه» القبرصية في نسختها الإلكترونية انه تم تعليق استخدام لقاح «أسترازينيكا» حتى الغد، في انتظار تقرير لجنة تقييم المخاطر المعنية بسلامة الدواء التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية.
وكانت كل من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبلغاريا وهولندا والبرتغال اوقفت استخدام لقاح استرازينيكا، وكانت الدنمارك أول دولة أوروبية تعلق اللقاح تبعتها النرويج ثم قامت كل من النمسا وإستونيا وليتوانيا ورومانيا بتعليق شحنات معينة من اللقاح قبل أن تقرر تعليقه بشكل كامل.
في المقابل، أطلقت جورجيا وسيراليون حملتهما بهذا اللقاح أول من أمس، متجاهلتين المخاوف من آثاره الجانبية، ودعمت لجنة التطعيم الوطنية في اليونان، مواصلة استخدام لقاح «أسترازينيكا» تأييدا لتوصيات وكالة الأدوية الأوروبية.
وفي تايلند، تلقى رئيس الوزراء برايوت تشان أو تشا الجرعة الأولى من لقاح «أسترازينيكا»، ما يشير إلى بدء الحملة بهذا اللقاح بعد تعليقها لأيام.
وهذه مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكل مختبر «أسترازينيكا» الذي سبق أن أعلن عن خفض جديد في شحنات اللقاحات الموجهة إلى الاتحاد الاوروبي بحلول يونيو بسبب مشاكل في التصدير.
وقبل أن يؤتي سلاح التطعيم ثماره، يستمر الفيروس في التحور، حيث أعلنت وزارة الصحة الفرنسية في بيان ان سلالة جديدة متحورة من فيروس كورونا ظهرت في منطقة بريتاني، وأضافت أن التحاليل الأولية لم توضح أن هذه السلالة أكثر خطورة.
وأفاد مسؤولون صحيون فرنسيون، في بيان عقب اكتشاف عدد كبير من الإصابات في مستشفى بمدينة لانيون، «لا تسمح لنا التحليلات الأولى لهذه السلالة بتحديد ما إذا كانت أكثر خطورة أو عدوى من الفيروس الأصلي».
وجرى اكتشاف الطفرة الجديدة عندما ظهرت أعراض متكررة على المصابين، ولكن اختبارات كورونا التي أجريت لهم جاءت سلبية. ويتعين الآن أن تبدأ الفحوص في فهم السلالة الجديدة بشكل أفضل، لاسيما كيفية تفاعلها مع اللقاحات والأجسام المضادة لمن أصيبوا في السابق بسلالات أخرى من الفيروس، ودعت السلطات الفرنسية منظمة الصحة العالمية لدراسة السلالة الجديدة كما فعلت مع السلالة البريطانية والبرازيلية.
وقد أودى الوباء بحياة أكثر من 900 ألف شخص في أوروبا القارة الأكثر تضررا بالوباء وفقا لإحصاء أجرته وكالة «فرانس برس» أمس. وسجلت المنطقة، التي تشمل 52 بلدا ومنطقة من بينها روسيا وتركيا، 900.936 وفاة من بين 42.689.923 إصابة حتى ظهر أمس.
وأكد وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، الذي يأمل في استئناف حملة التحصين في بلده بلقاح «أسترازينيكا» يوم غد، أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة منه «ليسوا في خطر».