نتنياهو يخطب ودّ «عرب 48» ويتبنى شعار «كلنا معك أبو يائير»
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيفعل كل ما بوسعه لكسب العرب في صفه من خلال دعايته الانتخابية، للفوز من جديد بانتخابات الكنيست الإسرائيلية للفوز بانتخابات الكنيست المقرر إجراؤها في 23 الجاري، بعد عاصفة الانشقاقات التي اجتاحت حزبه الليكود، وفشل تحالفاته الانتخابية الأخيرة.
ولو اضطره ذلك لخطب ود «عرب 48» وتجميل صورته أمامهم خصوصا بعد تحول القائمة العربية (تحالف 4 أحزاب عربية مركزية داخل إسرائيل) التي حصلت على 15 مقعدا بالكنيست في آخر انتخابات، إلى رقم يصعب تجاوزه في الخريطة السياسية بإسرائيل.
فقد انتشرت في المناطق العربية، العديد من اللافتات الدعائية لحزب الليكود، عليها صورة نتنياهو وتعليق يقول: «كلنا معك أبو يائير». وذلك تيمنا على ما يبدو بعادة العرب ربط اسم الرجل باسم ابنه الذكر البكر وهي عادة دارجة في فلسطين حيث يعرف الرئيس محمود عباس بـ«أبو مازن» وكذلك يكنى جميع القادة الفلسطينيون.
ولعل نتنياهو وحاشيته، قرروا استغلال هذه النقطة لدخول قلوب عرب إسرائيل من خلال عاداتهم رغم غرابتها عن المجتمع الإسرائيلي.
وحتى نجله البكر يائير نتنياهو، والذي كني على اسمه، فقد انضم إلى حملة «كلنا معك أبو يائير»، الداعمة لوالده في الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر مارس المقبل.
ونشر يائير عبر حسابه على «فيسبوك» صورة له وفيها شعار «كلنا معك أبو يائير»، مؤكدا فيها دعمه لوالده. ونشر نتنياهو نفسه على حسابه صورة اللافتة التي تحمل ذات العبارة.
وكانت هذه الحملة انطلقت بعد انتشار فيديو لنتنياهو أعرب فيه عن تأثره لسماعه هتافات «أبو يائير». وقال: «تأثرت عندما مررت الآن في عرعرة النقب ورأيت شبانا هتفوا لي وقالوا «أبو يائير.. أبو يائير».
وأضاف: «إنهم يفهمون ويعرفون أنه في عهدي يحصلون على ما يحتاجونه»، كما دعا المواطنين العرب للتصويت لحزب الليكود، قائلا: «صوتوا من أجلي، لا تصوتوا من أجل قوائم هامشية لا يمكن أن تساعدكم».
وقام نتنياهو بحملة مؤخرا لجذب فلسطينيي الخط الأخضر، إذ زار مناطق ذات غالبية عربية، في مبادرة منه قبل الانتخابات، نحو مجتمع لطالما اتهمه بالعنصرية والوحشية.
لكن وفقا لاستطلاع أجراه معهد الديموقراطية الإسرائيلي، اعتبر 66% من فلسطينيي الخط الأخضر أن حملة نتنياهو لاستمالتهم غير صادقة.
كما أعلن نتنياهو يوم الجمعة الماضي أنه سيمنح منصبا وزاريا لمرشح عربي مسلم مدرج على قوائم الليكود الانتخابية في حال فوز حزبه بالانتخابات.
وبموجب القانون، يتمتع العرب الفلسطينيون بحقوق متساوية مع المواطنين اليهود، لكن في الممارسة يعانون من التمييز في التوظيف والإسكان وأمور أخرى، خصوصا بعد صدور القانون الذي يعرّف إسرائيل بأنها «الدولة القومية للشعب اليهودي» عام 2018.
واتخذ نتنياهو عددا من الخطوات وهو ساهم سابقا في رفع «الفيتو» عن شرعية الصوت الفلسطيني العربي في الانتخابات للكنيست الإسرائيلي، ومبالغته في السير على هذا النهج، الى درجة فرض نفسه ضيفا على قبائل ومضارب وقرى بدوية في النقب الفلسطيني، وتقديم فناجين «القهوة السادة» ليس لنفسه فقط.. بل ولمضيفيه أنفسهم أيضا، وباعتباره «ابو يائير» وليس مجرد رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو.
وأقر خطة قيمتها 45 مليون دولار، لمكافحة انتشار العنف والجريمة المنظمة في مناطق عرب إسرائيل، في إطار استراتيجيته لجذب أصوات الناخبين العرب في الانتخابات النيابية المقررة في 23 الجاري.
وقد لاقت هذه الخطة انتقادات لاذعة من معارضي نتنياهو، حيث انتقد زعيم حزب «أمل جديد»، جدعون ساعر، مساعي نتنياهو نحو التقارب مع الوسط العربي في إسرائيل، وقال في تغريدة عبر «تويتر»، إن رئيس الوزراء فجأة تذكر وضع خطة للقضاء على الجريمة في المجتمع العربي بعد سنوات من التجاهل».
أما نفتالي بينت، رئيس حزب «يمينا»، فقد وصف أي تعاون بين أحزاب اليمين والقائمة المشتركة العربية بأنه «ضرب من الهذيان».
واعتبرت القائمة المشتركة للأحزاب العربية، وغالبية القوى السياسية والجمعيات والحركات المجتمعية، هذه الخطة، هزيلة وغير كافية. وقالت القائمة المشتركة (الجبهة، التجمع، العربية للتغيير) «هذه خطة علاقات عامة انتخابية، وليست خطة حقيقية وجادة وشاملة لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي».
ويعتقد الكاتب الإسرائيلي، «أوري تل شير»، أن الهدف من تصريحات نتنياهو وكبار حزبه حول التغيير الجوهري في تعاطي الليكود مع العرب في إسرائيل، ينبع من نتيجة الاستطلاعات الداخلية الأخيرة في الليكود، والتي أظهرت أن القيادي الأسبق المنشق عن الحزب، جدعون ساعر، والذي شكل حزبا سياسيا جديدا، يمثل منافسا قويا لنتنياهو على زعامة اليمين، ورئاسة الحكومة.