أخبارعربي وعالمي

( نافالني ) يضع بوتين أمام أزمة جديدة

في أعقاب انتقادات أميركية وأوروبية لتدهور الوضع الصحي لأليكسي نافالني، وسط تلويح بفرض عقوبات جديدة ضدها، قرّرت موسكو – التي بات رئيسها فلاديمير بوتين يواجه أزمة جديدة – نقل السياسي المعارض، الذي يخوض إضراباً عن الطعام، إلى المستشفى، وذلك عشية إلقاء زعيم «الكرملين» خطاباً إلى الأمة.

قبل ساعات من خطاب سيوجه إلى الأمة لم يكشف “الكرملين” عن خطوطه العريضة، وجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه أمام أزمة جديدة سببها معارضه الأول أليكسي نافالني.

وبعد ضغوط دولية كبيرة وتحذيرات لموسكو، قررت إدارة السجون الروسية، أمس، نقل نافالني المضرب عن الطعام منذ 3 أسابيع، ويقول أنصاره إنه معرّض للموت، إلى المستشفى، معلنة أن وضعه الصحي “مُرْضٍ”.

وقالت إدارة السجون إنه بعد “موافقة المريض، وصف له علاجاً بالفيتامينات”، بينما واجه الناطق باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، أمس، الضغوط الغربية بكثير من البرودة، مؤكداً إن الإدارة الروسية “لا تتابع الوضع الصحي للسجناء الروس”، وأن صحة نافالني “يجب ألا تحظى باهتمام” من جانب حكومات أخرى.

ونافالني محتجز في معسكر بوكروف على مسافة 100 كلم شرق موسكو، وهو يعتبر من أكثر السجون قسوة في روسيا. وأكدت زوجته يوليا، التي زارته الأسبوع الماضي، أنه خسر 9 كيلوغرامات منذ بدء إضرابه عن الطعام.

وحذّرت واشنطن، الأحد، من أنه ستكون هناك “عواقب” بالنسبة إلى موسكو في حال توفي نافالني، كما دعت برلين وباريس الى توفير علاج طبي مناسب بشكل عاجل له، وتمكينه من “الوصول إلى أطباء يثق بهم”، وطالبتا بالإفراج الفوري عنه.

من ناحية أخرى، حذّرت وزارة الداخلية الروسية، أمس، من المشاركة في الدعوات التي أطلقها أنصار نافالني للتظاهر مساء اليوم، مشدّدة على أن “التظاهرات غير مرخّص لها”. وأفادت الوزارة، في بيان، بأن “وحدات وزارة الداخلية وقوى أمن أخرى لن تسمح بزعزعة استقرار الوضع، وستتخذ كافة التدابير اللازمة لحفظ النظام”.

وصرح بيسكوف بأنه لا يَملك معلومات عما إذا كان أحد تقدم إلى سلطات أي من المناطق الروسية بطلب تنظيم تظاهرات دعماً لنافالني غداً، مشددا على أنه “من المهم جداً تذكُّر أن هذه الدعوات الاستفزازية لا تأتي من داخل الأراضي الروسية بل من أشخاص ما يقيمون في الخارج”.

ورغم أن تظاهرات أنصار نافلني ستكون بالمساء، أي بعد ساعات من خطاب بوتين، فإن محللين تحدثوا الى صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، اعتبروا أن “احتمال وقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة قد يقوّض جهود بوتين لتقديم أجندة محلية تسلط الضوء على الوحدة والاستقرار”، مضيفين أن التظاهرات تعد بمنزلة “توبيخ مباشر” لزعيم “الكرملين”.

وقال خبير السياسات الداخلية الروسية في “مركز كارنيغي موسكو”، أندريه كولسنيكوف، لـ “وول ستريت”: “التظاهرات بمنزلة رسالة إلى بوتين، هي أنه إذا كان يستطيع إيصال رسالة إلى الأمة، فإنه في الوقت ذاته تستطيع المعارضة كذلك توجيه رسالتها إلى الشعب الروسي، وهذا يعني أن المعارضة تستطيع الإعراب عن رأي مضاد للرئيس عن طريق التظاهرات”.

العقوبات والرد بالمثل

على صعيد آخر، أوضح “الكرملين” أمس، أن روسيا ستواصل الرد بالمثل إذا تم فرض المزيد من العقوبات عليها، بعد أن ردّت على إجراءات أميركية جديدة الأسبوع الماضي تستهدف الديون السيادية وتدرج شركات روسية في القائمة السوداء.

واعتبر “الكرملين” أن قرار جمهورية تشيكيا طرد 18 دبلوماسياً روسياً متهمين بالتجسس “استفزازاً وعملا غير ودّي”، بينما اتهمت الناطقة باسم “الخارجية” الروسية، ماريا زاخاروفا، واشنطن بالوقوف وراء الخطوة التشيكية.

الاجتماع الأوروبي

وفي بروكسل، حذّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قبل اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ 27 عبر الفيديو من أن “الأوروبيين طلبوا من السلطات الروسية تقديم الرعاية الصحية لنافالني، والآن مع تدهور الوضع، سنعتبر السلطات الروسية مسؤولة عن صحة نافالني”.

وأضاف أن “العلاقات مع روسيا لا تتحسن. على العكس، يتصاعد التوتر في مختلف المجالات”، مشيرا إلى تبادل موسكو وبراغ طرد دبلوماسيين.

وناقش الوزراء أيضاً مسألة أوكرانيا والوضع “المقلق جداً” الذي تسبب فيه نشر القوات الروسية على حدودها، مما أثار مخاوف من حدوث تصعيد. كما عقد الوزراء الأوروبيون اجتماعاً مع نظيرهم الأوكراني دميترو كوليبا.

وقال مسؤول أوروبي كبير: “لا يزال النزاع احتمالاً مطروحاً مع نشر قوات بهذا الشكل. لا يمكن استبعاد خطر اندلاع نزاع عن طريق الخطأ”. وأكد أن “بوتين يواجه صعوبات على المستوى الداخلي وروسيا تفقد نفوذها في أوكرانيا وعلى الصعيد الدولي. لا أعتقد أنه سيكون هناك عمليات حساب جيوسياسية في خطواتها”.

بيلاروسيا

في غضون ذلك، أعلن “الكرملين”، أمس، أن الرئيس الروسي تحدّث مع نظيره الأميركي جو بايدن عن محاولة الانقلاب في بيلاروسيا، وأضاف أن “المتهمين بالتخطيط لانقلاب في بيلاروسيا بحثوا خططا محددة ومدمرة”.

وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أكد، أمس الأول، “إحباط محاولة انقلاب واغتيال” تستهدفه وعائلته، خططت لها الولايات المتحدة، معلناً توقيف شخصين بمساعدة موسكو. وقال لوكاشينكو: “اعتقلنا المجموعة وكشفوا لنا كيف خطّطوا لكلّ شيء. اكتشفنا عمل أجهزة استخبارات أجنبية بوضوح، من المرجح جداً أن تكون سي آي إيه (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) وإف بي آي (مكتب التحقيقات الفدرالي)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى