وسط متابعة عالمية وتغطية إعلامية واسعة، شهدت العاصمة المصرية القاهرة امس «الموكب الملكي» لنقل 22 مومياء ملكية مصرية بينها رمسيس الثاني وحتشبسوت، في عربات صممت خصيصا لذلك في موكب ضخم مهيب لتستقر في موقعها الجديد داخل المتحف القومي للحضارة المصرية في جنوب القاهرة.
وقد افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي امس المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط فور وصوله الى حفل نقل مومياوات ملوك وملكات مصر القديمة.
واستمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال جولة تفقدية داخل المتحف القومي للحضارة المصرية، لشرح من وزير السياحة والآثار د.خالد العناني، حيث أوضح أن المتحف مكون من مبنيين ومقام على مساحة 135 ألف متر مربع.
ونقلت مومياوات 18 ملكا وأربع ملكات من عصور الأسر الفرعونية السابعة عشرة إلى العشرين على متن عربات مزينة على الطراز الفرعوني تحمل أسماءهم، تباعا بحسب الترتيب الزمني لحكمهم.
وسار الموكب قرابة سبعة كيلومترات من المتحف المصري في ميدان التحرير، حيث مقر المومياوات منذ أكثر من قرن، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، في رحلة اقيمت وسط اجراءات أمنية مشددة.
وقال عالم الآثار المصري زاهي حواس، «العالم كله شاهد هذا الموكب الملكي.. أربعون دقيقة مهمة في عمر مدينة القاهرة».
وأضاف حواس لفرانس برس «ستعرض المومياوات لأول مرة بطريقة جميلة لأغراض ثقافية وليس من أجل الإثارة».
وتابع «لن أنسى أبدا عندما اصطحبت (الأميرة) مارغريت، شقيقة الملكة إليزابيث الثانية، إلى المتحف.. أغمضت عينيها وهربت».
وأغلقت السلطات طرقا تطل على نهر النيل من أجل هذا الحدث الذي أعد لجذب الاهتمام بالقطع الأثرية النفيسة.
وأكد حواس لـ«رويترز» وضع كل مومياء في كبسولة خاصة مملوءة بالنيتروجين لضمان سلامتها، محمولة على عربات مصممة لحملها وضمان ثباتها.
وأضاف حواس أن الاختيار وقع على متحف الحضارة لأن مصر تريد عرض المومياوات بطريقة تعبر عن الحضارة وتنقل علما وثقافة وليس لمجرد الترفيه كما كان الحال في المتحف المصري.
وتقدم الموكب «الذهبي للفراعنة»، الملك سقنن رع آخر ملوك الأسرة الفرعونية السابعة عشرة (القرن السادس عشر قبل الميلاد) ويعتقد أنه لقي حتفه عندما تهشمت جمجمته أثناء المعارك مع الهكسوس، واختتمه الملك رمسيس التاسع من الأسرة الفرعونية العشرين (القرن الثاني عشر قبل الميلاد). وشمل أيضا مومياوات رمسيس الثاني وسيتي الأول والملكة أحمس نفرتاري.
من جهتها، قالت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي، إن نقل المومياوات الى المتحف القومي للحضارة المصرية هو «نتاج عمل طويل للحفاظ عليها وعرضها بشكل أفضل».
وأضافت أزولاي «أمام أعيننا يمر تاريخ الحضارة المصرية».
واكتشفت معظم هذه المومياوات بالقرب من الأقصر، ولم تغادر المتحف المصري في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية منذ بداية القرن العشرين.
يسرا: موكب «نقل المومياوات الملكية» حدث عالمي مهم
القاهرة – أ.ش.أ: أكدت الفنانة يسرا أن موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير لعرضها بمقرها الدائم داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، حدث عالمي مهم.
وقالت يسرا في تصريح صحافي امس: «لابد أن يفتخر المصريون بهذا الحدث المهم وما بذلته الدولة المصرية من جهود ليظهر بهذه الصورة».
ملوك ورؤساء زاروا المومياوات الملكيةقبل نقلها
القاهرة – أ.ش.أ: كشف الباحث الأثري تامر المنشاوي عن أهم الشخصيات من ملوك ورؤساء الذين حرصوا على زيارة المومياوات الملكية بالمتحف المصري في التحرير، والتي كانت موجودة فيه منذ نحو ١١٩ عاما قبل نقلها لمقرها النهائي بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط امس. وأشار المنشاوي في تصريح امس، إلى زيارة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر واليكسي كوسيجين رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي يوم 11 مايو 1966 للمتحف المصري بالتحرير ومشاهدة مومياء الملك رمسيس الثاني، موضحا أنه في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات قام بزيارة وافتتاح قاعة الحرب والسلام عام ١٩٧٩ بالمتحف المصري بالتحرير والتي تضم مومياء الملك رمسيس الثاني، بحضور جيهان السادات والنائب محمد حسني مبارك في ذلك الوقت.
وعرض المنشاوي قائمة لأبرز أسماء الملوك والرؤساء الذين توافدوا على زيارة المتحف خلال السنوات الماضية منهم: أنديرا غاندي التي زارت المتحف في 9 يوليو 1966، والملكة فرح بهلوي حرم شاه إيران في 24 فبراير 1974، وليوبولد سنجور رئيس جمهورية السنغال في 22 أكتوبر 1980، كما زار فرانسوا ميتران رئيس فرنسا المتحف مرتين الأولى كانت عام 1985 والثانية في 1986.
وأضاف أن جاك شيراك رئيس فرنسا الأسبق زار المتحف في 7 أبريل 1996، والرئيس جيانغ زيمين رئيس جمهورية الصين الشعبية في 14 مايو 1996.