#محمد بن سلمان يبحث مع لافروف تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، في الرياض أمس.
وقالت وكاله الانباء السعوديه الرسمية «واس» أنه جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومجالات التعاون المشترك وسبل دعمه وتطويره في مختلف المجالات.
كما تم خلال الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وتنسيق الجهود المبذولة تجاهها بما يعزز الأمن والاستقرار فيها، بالإضافة إلى بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان أكد أن «محاولات الاستهداف الحوثية الفاشلة تستهدف عصب الاقتصاد العالمي».
وقال الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الرياض أمس إن هذه السنة الـ 95 منذ اعتراف روسيا بالمملكة والسنة 30 لإعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، مؤكدا تطلع الحكومتين للاستفادة من العلاقة لتنسيق المواقف وخدمة مصالح البلدين المشتركة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن بن فرحان ثمن جهود لافروف في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات.
وأوضح أنه «ناقشنا مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، ونجدد التزامنا المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب وحماية المدنيين والأعيان المدنية وذلك وفقا للقانون الدولي والإنساني وقواعده العرفية».
وأكد وزير الخارجية السعودي أن محاولات الاستهداف الفاشلة لميناء رأس تنورة ومرافق شركة أرامكو بالظهران، لا تستهدف أمن المملكة ومقدراتها الاقتصادية فحسب، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته البترولية، وكذلك أمن الطاقة العالمي، مشيرا إلى أن المملكة ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها بما يحفظ أمن الطاقة العالمي ويوقف مثل هذه الاعتداءات الإرهابية لضمان استقرار إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية وضمان حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية.
وجدد دعم المملكة للوصول إلى حل سياسي للأزمة في اليمن.
وقال: «إن المملكة تؤيد الجهود الدولية الرامية إلى ضمان عدم تطوير إيران للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، وذلك لجعل منطقة الخليج خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، ولاحترام استقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، متطلعا لمتابعة الحوار والتشاور مع الأصدقاء في روسيا حيال الأمن في المنطقة.
وأضاف: أن المملكة تؤكد أهمية استمرار دعم الجهود الرامية لحل الأزمة السورية، بما يكفل أمن الشعب السوري الشقيق ويحميه من المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي تعطل الوصول إلى حلول حقيقية تخدم الشعب السوري الشقيق.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده مهتمة بوحدة سورية وسلامة أراضيها وحق السوريين في تقرير مستقبلهم بشكل مستقل على نحو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأعرب عن القلق العميق إزاء ما يحدث في اليمن، حيث يحتاج أكثر من ثلث السكان إلى مساعدة عاجلة نتيجة النزاع المسلح الدموي الذي استمر قرابة 6 سنوات، مؤكدا الإجماع على ضرورة عودة الجميع للمفاوضات وإنهاء الأزمة.
ثم أجاب الوزيران على أسئلة الصحافيين. وفيما يخص الهجوم على المنشآت النفطية، قال الوزير السعودي: «شهدنا تنديدا واسعا لهذا الهجوم وموقفا قويا من المجتمع الدولي يوازي خطورة هذا الهجوم، وكما ذكرت الهجوم ليس على المملكة فحسب بل على منظومة الاقتصاد العالمي، وبالتأكيد مثل هذه الهجمات تتطلب وقفة من المجتمع الدولي في مواجهة مسببيها، ولابد أن تتضافر الجهود أولا للوصول إلى وقف إطلاق النار في اليمن، وأهمها وقف استمرار تزويد إيران للحوثيين بالأسلحة المتطورة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المفخخة التي تستخدم في مثل هذه الهجمات».
وشدد على أنه «لابد من تمديد حظر السلاح على إيران لأنها تستخدم ما تورده للميليشيات المختلفة في المنطقة لتحقيق أهدافها لإذكاء الصراعات وعدم الاستقرار» وطالب المجتمع الدولي بأن «يقف بقوة في وجه استمرار تدفق هذه القدرات للميليشيات في منطقتنا لأن هذا هو السبيل للاستقرار ومنع مثل هذه الأحداث».
وعن وقف العمليات في اليمن أضاف سموه: «التحالف والمملكة العربية السعودية أوقفا عملياتهما في اليمن منذ ما يزيد على سنة بمبادرة من التحالف ومن جانب واحد والعمليات القتالية الآن تقتصر على الدفاع عن الخطوط الأمامية والتصدي لمصادر التهديد من الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار».
وفي الشأن السوري أوضح الأمير فيصل بن فرحان أن التسوية السورية تتطلب أن يكون الحل سياسيا من وجهة نظر المملكة وهو ما تحتاجه الأزمة السياسية، مشيرا إلى أن هذا يرجع بالأساس إلى الأطراف لهذه القضية، ويتطلب أن يقوم النظام السوري والمعارضة بالتوافق على حل سياسي.
وقال سموه: «نتمنى أن تظفر الجهود القائمة بحلول في هذا الاتجاه، وهذا البلد يستحق أن يعود إلى حضنه العربي، وأن يحظى بالاستقرار والسلام والأمن، وسوف ندعم أي جهود تخدم هذا التوجه».
وأضاف: «المملكة منذ بداية الأزمة تدعو إلى إيجاد حل لها، وحريصة على التنسيق مع جميع الأطراف بمن فيهم الأصدقاء الروس فيما يتعلق بإيجاد سبيل لإيقاف النزيف الحاصل في بلد شقيق علينا ومهم لنا وهو «سورية» ومتفقون مع أصدقائنا الروس على أهمية إيجاد مسار سياسي يضفي إلى تسوية واستقرار الوضع في سورية لأنه لا يوجد حل للأزمة السورية إلا من خلال المسار السياسي».
وعن الموقف الروسي من الهجوم الأخير على ميناء رأس تنورة، قال لافروف: «عبرت عن الموقف الروسي لهذا الحدث غير الجيد بما في ذلك الصراع في اليمن وأي صراع آخر أو خلاف في أي منطقة أخرى بما في ذلك الهجمات التي تتعرض لها البنية التحتية السكنية في مختلف المناطق، ونحن نتمسك بهذا الموقف منذ البداية، بالإضافة إلى دعمنا لتقيد جميع الأطراف بالاتفاقيات، ووقف مثل هذه الهجمات العدائية، وبيننا وبين المبعوث الخاص نفس الموقف تقريبا نتمسك به».