عربي وعالمي

ما هي المادة 5 من معاهدة الناتو التي هددت بها واشنطن موسكو؟

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إنه في حال أطلقت روسيا “رصاصة واحدة” على أراضي بلد عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيتم تفعيل المادة الخامسة من معاهدة الحلف، و”سيجنّد الناتو كل قوته للرد على ذلك”.

وأضاف سوليفان في حديث لشبكة “إن بي سي” التلفزيونية الأميركية الأحد، أن الولايات المتحدة ستدافع عن “كل بوصة” من أراضي الناتو. لكنه قال إن الجيش الأميركي لن يتدخل بشكل مباشر في أوكرانيا تجنباً لمواجهة مع روسيا.

وجاء تصريح سوليفان بعد إطلاق القوات الروسية أكثر من 30 صاروخاً، فجر الأحد، على قاعدة يافوريف العسكرية الأوكرانية الواقعة على بُعد 20 كيلومتر من الحدود مع بولندا، البلد العضو في حلف الناتو.

ولقى 35 شخصاً حتفهم في الهجوم وأصيب أكثر من 100 حسب ما أعلنه حاكم منطقة لفيف غربي أوكرانيا، ماكسيم كوزيتسكي في مؤتمر صحافي، مضيفاً أن الضربات نُفّذت من البحر الأسود وبحر آزوف.

وحذر سوليفان من أن موسكو ستدفع “ثمناً باهظاً” إذا شنت هجوماً بأسلحة كيماوية على أوكرانيا، مضيفاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجرون مشاورات بشأن الخطر المتزايد لشن هجوم بأسلحة كيماوية، ويتواصلون مباشرة مع موسكو للتحذير من القيام بمثل هذه الخطوة.

المادة الخامسة

وتنص المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو على أن “أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم”.

وتضيف المادة أن الدعم يكون “باتخاذ الإجراءات التي يراها ضرورية على الفور، بشكل فردي وبالتوافق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام قوة السلاح، لاستعادة والحفاظ على أمن منطقة شمال الأطلسي”.

ولم يجر تفعيل المادة 5 من المعاهدة إلا مرة واحدة في تاريخ الحلف، عقب هجمات 11 سبتمبر 2011 على الولايات المتحدة، إذ نشرت قوات تابعة للحلف في أفغانستان، لتكون أول مرة تنتشر فيها قوات الناتو خارج أراضي دول الحلف.

وشارك حلف الناتو في عمليات ومهام عسكرية أخرى صنفت على أنها تندرج ضمن “إدارة الأزمات”، في دول مثل ليبيا والصومال والعراق وباكستان ودول البلقان، وكذلك في الولايات المتحدة بعد إعصار كاترينا.

كما ينفّذ الحلف حالياً عمليات نشطة في كوسوفو والعراق والبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى عمله مع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي.

ويعيد الحديث عن المادة 5 من ميثاق “الناتو” إلى الأذهان الهدف من تأسيس الحلف عام 1949، وهو مناهضة الحركات الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفيتي، الذي ورثته روسيا الاتحادية.

وفي عام 1948 أطاح الحزب الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا بالحكومة الديمقراطية، بالتزامن مع حصار السلطات السوفيتية القسم الذي يسيطر عليه الحلفاء في العاصمة الألمانية برلين، وتصاعدت التوترات مع احتياج الدول الأوروبية لدعم الولايات المتحدة في مواجهة المد الشيوعي.

وفي أبريل 1949، اجتمع في واشنطن ممثلون من 12 دولة وهي الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا والنرويج والدنمارك ولوكسمبورج وأيسلندا وإيطاليا والبرتغال، للتوقيع على معاهدة شمال الأطلسي.

“هجوم على الجميع”

وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، جون كيربي، لشبكة “أيه بي سي” التلفزيونية الأميركية الأحد، إلى أن “أي هجوم مسلح على دولة بالناتو يعتبر هجوماً مسلحاً على الجميع”، في إشارة لترتيبات الناتو للدعم العسكري المشترك.

وقال كيربي: “لقد أوضحنا تماماً لروسيا أنه سيتم الدفاع عن أراضي الناتو، ليس من جانب الولايات المتحدة فحسب، بل من كل حلفائنا أيضاً”. ولفت إلى أن هناك خط اتصال قائم مع وزارة الدفاع الروسية لتجنب صراع مباشر.

واستخدمت المنشأة العسكرية التي استهدفتها روسيا في تدريبات عسكرية مشتركة مع حلف الناتو، وذكر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن “مدربين عسكريين أجانب” يعملون في القاعدة المعروفة باسم المركز الدولي لحفظ السلام، لكن لم يتضح ما إذا كان هؤلاء موجودين داخل القاعدة لدى وقوع الهجوم.

وجاء الهجوم الروسي بعد يوم واحد من تحذير أطلقته موسكو من أنها سوف تعتبر شحنات الأسلحة التي ترسلها الدول الغربية “أهدافاً شرعية”.

المرتزقة

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايجور كوناشنكوف إن “روسيا استهدفت المركز الدولي للحفاظ على السلام والأمن. يعمل مدرّبون أجانب هناك”، بدون تحديد ما إذا كانوا هناك أثناء الضربات.

وأكد أن “نتيجة هذه الضربة، تم القضاء على ما يصل الى 180 من المرتزقة الأجانب (إضافة الى تدمير) كمية كبيرة من الأسلحة الأجنبية”.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن الجنرال البولندي فالديمار سكشبتشاك، القائد السابق لسلاح الجوّ، قوله إن هذه القاعدة تُستخدم لتدريب وحدات من القوات الأجنبية مع متطوّعين يصلون إلى أوكرانيا لمحاربة الروس.

وتصل إلى هذه القاعدة جزء من المساعدة العسكرية المخصصة لأوكرانيا من جانب الدول الغربية، منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.

وذكر المتحدث باسم البنتاجون أن يافوريف “ثالث منشأة عسكرية أو مهبط طائرات يضربه الروس في غرب أوكرانيا في اليومين الأخيرين”.

وأضاف: “يبدو واضحاً إذاً أنهم يوسّعون أهدافهم أقلّه من ناحية الضربات الجوية”.

وسبق أن استهدفت ضربات مطاراً عسكرياً في لوتسك (شمال غرب) السبت، ومطار إيفانو فرانكيفسك في أقصى الغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى