عربي وعالمي

ليبيا: مقابر جماعية لضحايا «دانيال».. والحصيلة الأولية «بالآلاف»

قامت السلطات في ليبيا بدفن مئات الجثث التي انتشلت جراء الإعصار «دانيال» في مقابر جماعية، فيما لا يزال حجم الكارثة المأساوية الكامل لم يتضح بعد، وبالتوازي أطلقت عمليات الإغاثة الطارئة التي تعيقها الأوضاع السياسية وحالة الانقسام بين حكومتين متنافستين.

وسقط آلاف القتلى في ليبيا ولا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين إثر سيول وفيضانات جلبتها عاصفة عاتية هبت من البحر المتوسط وأدت إلى انهيار سدود وجرفت في طريقها بنايات ومنازل.

وتفيد تقديرات بعض المسؤولين في شرق ليبيا، بأن عدد القتلى في درنة وحدها قد يصل إلى اكثر من خمسة آلاف شخص.

وأعلن وزير في حكومة شرق ليبيا، امس عن إحصاء أكثر من 5300 جثة في مدينة درنة وانه من المتوقع أن يرتفع العدد بشكل كبير وربما يتضاعف بسبب الفيضانات الكارثية.

وقدرت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، امس إن ما لا يقل عن 30 ألفا نزحوا في درنة التي محى «دانيال» 25% منها، فيما أعلنت السلطات المحلية عن إحصاء آلاف القتلى في المدينة الأكثر تضررا.

وأضافت المنظمة في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا) أن العدد المعروف للنازحين في مناطق أخرى ضربتها العاصفة، بما في ذلك بنغازي هو 6085 شخصا على الأقل.

وتابعت «المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها يقومون على الفور بالتجهيز المسبق للمواد غير الغذائية والأدوية ومعدات البحث والإنقاذ والأفراد للمناطق المتضررة».

وفي وقت يواصل البحر لفظ عشرات الجثث إلى الشاطئ، توقعت السلطات الليبية أن تكلف إعادة الإعمار مليارات الدولارات، متوقعة ارتفاع عدد الوفيات إلى اكثر من 10 آلاف شخص.

وفيما يتفاقم القلق الدولي حيال الكارثة، قدمت دول عدة مساعدات عاجلة وأرسلت فرق إنقاذ لمساعدة ليبيا التي تعاني من الحروب وتعصف بها ما وصفها مسؤول أممي بـ «نكبة بأبعاد أسطورية».

في هذه الأثناء، قالت شركة العمران المتحدة للخدمات البحرية واللوجستية الليبية إن أربعة موانئ نفطية رئيسية أعيد فتحها بعد إغلاقها، السبت الماضي، في أعقاب العاصفة القوية التي اجتاحت البلاد.

وأضافت أن موانئ البريقة والسدرة ورأس لانوف بشرق البلاد فتحت وكذلك ميناء الزويتينة.

وقال متعاملان لوكالة رويترز إن عوامة إرساء في ميناء السدرة أغلقت مؤخرا للصيانة بعد حدوث تسريب. وأوضح مصدر في قطاع الشحن أن فرق الصيانة مازالت تعمل على إصلاح التسريب.

إلى ذلك، شيعت مصر جثامين 87 من أبنائها قضوا نتيجة العاصفة الكارثية في ليبيا من أصل 145 من بضحايا إعصار دانيال في مدينة درنة.

في موكب جنائزي مهيب شيع أهالي قرية الشريف بمدينة ببا محافظة بني سويف جنوب مصر، جثامين 74 شخصا ونقلت سيارات إسعاف الجثامين فور وصولها إلى مقابر القرية، حيث أدى الأهالي صلاة الجنازة.

وأكدت الخارجية المصرية أنها تتابع على مدار الساعة الآثار المترتبة على الإعصار دانيال، الذي ضرب العديد من المناطق والمدن الليبية، وأسفر عن عدد من الضحايا والمفقودين من المواطنين المصريين.

وذكرت الوزارة أنه تم فتح خط ساخن للتواصل بين الخارجية والقنصلية المصرية في بنغازي، والتي تقوم بالتنسيق مع الجانب الليبي للوقوف على آخر تطورات أوضاع المواطنين المصريين في المناطق المنكوبة وجهود البحث والإنقاذ، وكذلك الحصول على البيانات الخاصة بالضحايا وسبل حصر أعدادهم، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات الوطنية المعنية، في ضوء انقطاع الاتصالات في عدد كبير من المناطق وتدمير الطرق الرئيسية المؤدية إليها.

من جهتها، قالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي، إن الوزارة تعمل على تحري الدقة والتأكد من أسماء وأعداد المصريين المتضررين جراء الإعصار.

وأكدت وزيرة الهجرة أن مصر لا تترك أبناءها، وأن القوات المسلحة بالتعاون مع السلطات الليبية استطاعت أن تقوم بطلعات جوية لتقديم مساعدات للمتضررين، وكذلك لإعادة جثامين المصريين للمحافظات التي ينتمون إليها لدفنهم بأرض الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى