«كورونا»: البريطانيون يتنسمون هواء الحرية «الصحة العالمية» تحث الشركات على تسريع إنتاج اللقاحات
تدفق البريطانيون إلى الحانات والمتاحف وغيرها من الأماكن العامة المغلقة في وقت خففت البلاد قيود احتواء «كوفيد-19» امس، بينما تفاقمت في المقابل مأساة الهند، حيث عرقل إعصار قوي جهود مكافحة موجة الوباء المدمرة التي تعصف بالبلاد.
وسمحت برامج التطعيم السريعة للولايات المتحدة وبريطانيا بالتخلي عن القيود الصارمة التي شددتها في المقابل كل من تايوان وسنغافورة، ما يسلط الضوء على التهديد المستمر الذي يمثله الوباء. ومع اقتراب عدد الإصابات العالمية المعلنة من 163 مليونا وظهور نسخ متحورة جديدة تعقد مواجهته، اضطرت الحكومات، حتى تلك التي تخفف القيود، إلى تحذير المواطنين بشأن ضرورة توخي الحذر.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: «وصلنا معا إلى عتبة جديدة في خارطة الطريق التي وضعناها للخروج من الإغلاق، لكن علينا أن نرفق هذه الخطوة المقبلة بجرعة كبيرة من الحذر».
وتابع: «نراقب عن كثب تفشي المتحور الذي رصد للمرة الأولى في الهند ونتحرك بشكل سريع في المناطق حيث ترتفع معدلات الإصابة».
وعاودت الحانات والمطاعم والمقاهي استضافة الزبائن في الأماكن المغلقة في أنحاء انجلترا وويلز ومعظم أجزاء اسكتلندا. كذلك ستعيد دور السينما والمتاحف والصالات الرياضية فتح أبوابها للمرة الأولى منذ شهور.
وسيسمح بالتجمع في المنازل الخاصة لكن مع مراعاة بعض القيود فيما سيستأنف السفر الدولي إلى بلدان محددة بينها البرتغال.
وبدأ السياح البريطانيون الوصول إلى البرتغال مع رفع قيود السفر بالنسبة لدول محددة.
وقالت رئيسة وزراء سكتلندا نيكولا ستورجون: «في الحقيقة تغمرني العاطفة بعض الشيء وأنا أقول ذلك.. بإمكانكم معانقة أحبائكم مجددا».
لكن خطوة بريطانيا المقبلة المتمثلة بالرفع الكامل لقيود احتواء كوفيد-19 في 21 يونيو قد تواجه مصاعب نظرا لانتشار النسخة المتحورة للفيروس والأكثر عدوى التي رصدت للمرة الأولى في الهند.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن الحكومة البريطانية لا يمكنها حتى الآن أن تتوصل إلى قرار حول المضي قدما في تخفيف المزيد من قيود الإغلاق في يونيو، وتسعى للنظر في أكبر قدر ممكن من البيانات قبل اتخاذ القرار.
وقال المتحدث للصحافيين: «لسنا في مرحلة تمكننا من اتخاذ قرار نهائي… نريد متابعة البيانات عن قرب ونسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات قبل النظر في الخطوات المقبلة».
وتلقى أكثر من 36.5 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 وتلقى 20 مليونا الجرعتين، لكن الوزراء يسعون لإقناع مزيد من السكان بتلقي اللقاحات من أجل منع أي تأخير قد يطرأ على إعادة فتح الاقتصاد بشكل كامل.
وكتبت «ديلي ميل» «لا تفسدوا الأمر أيها البريطانيون» بينما عنونت «ذي صن» «خذوا الجرعات»!.
ومع رفع القيود والقلق بشأن النسخة الجديدة المتحورة، سيتم تقديم موعد إعطاء الجرعات الثانية من اللقاحات لحماية الأشخاص البالغة أعمارهم فوق 50 عاما وأولئك الضعفاء صحيا.
وبحسب البيانات الحكومية، يتفشى المتحور الهندي على الأراضي البريطانية إذ ارتفعت الإصابات الناجمة عنه من 520 إلى 1313 الأسبوع الماضي، معظمها في مدينتي بولتن وبلاكبرن في شمال انجلترا، حيث يقطن العديد من المتحدرين من أصول آسيوية.
وفي السياق، دعا مدير منظمة الصحة العالمية شركات صناعة الأدوية إلى تبكير طرح اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في برنامج مشاركة اللقاحات وذلك بسبب نقص في الإمدادات ناجم عن تعطل الصادرات الهندية من اللقاحات.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في إفادة صحافية عبر الإنترنت «مع تقديرنا لجهد شركة أسترا زينيكا التي تعمل جاهدة وبصورة مطردة على زيادة سرعة وحجم طلبياتها، فإننا نحتاج من الشركات المصنعة أن تحذو حذوها» وخص بالذكر شركتي فايزر وموديرنا.