إقتصاد

( كامكو إنفست ) : برميل النفط الكويتي قفز 8.1% إلى 85.7 دولاراً خلال أبريل

قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، إن أسعار النفط الخام شهدت انتعاشا جزئيا مع بداية الأسبوع الماضي، وذلك بعد 3 أسابيع متتالية من التراجع، حيث جاءت تلك المكاسب على خلفية وصول أسواق النفط إلى منطقة ذروة البيع والتي شهدت بلوغ الأسعار مستويات 70 دولارا للبرميل.

ورغم ذلك، انخفضت الأسعار مرة أخرى في جلسات التداول الثلاث الأخيرة مدفوعة بالمخاوف بشأن زخم الطلب هذا العام مما أدى إلى تراجع للأسبوع الرابع على التوالي. جاءت المكاسب المؤقتة بعد أرقام التضخم المعتدلة في الولايات المتحدة وتزايد الإجماع على توقف رفع سعر الفائدة في الأشهر المقبلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة من ناحية والاقتراض المنخفض والتضخم الثابت في الصين شككا مرة أخرى في نمو الطلب المتوقع خلال بقية العام.

كما دعمت عوامل جانب العرض أسعار النفط في ظل الاضطرابات التي تعرضت لها الإمدادات الكندية نتيجة لحرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا، حيث تم إعلان حالة الطوارئ في المنطقة مما أدى إلى قيام المنتجين بتقليص الإنتاج بنحو 185 برميل يوميا، أو ما يعادل 2% تقريبا من إنتاج البلاد، وقد أثر ذلك على إمدادات النفط الرملي الثقيل الذي تنتجه المنطقة.

من جهة أخرى، استمر توقف الصادرات النفطية للعراق عبر ميناء جيهان التركي مما أثر على الإمدادات العراقية، على الرغم من استئناف بعض الموانئ عملياتها.

أما على صعيد الطلب، فحصلت الأسعار على دفعة قوية بعد أن أشار تقرير صادر عن وكالة رويترز نقلا عن وزير الطاقة الأميركي، إلى أن الحكومة الأميركية قد اقترحت شراء النفط لإعادة ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في وقت لاحق من العام الحالي. وتهدف عملية الشراء إلى إعادة تعبئة مخزونات الاحتياطي الذي وصل إلى أدنى مستوياته منذ عقود (عند مستوى 372 مليون برميل، فيما يعد أدنى مستوى يتم تسجيله منذ العام 1983) بالإضافة إلى الاستفادة من الأسعار المنخفضة السائدة هذا العام. كما ساهمت توقعات ارتفاع الطلب الموسمي في الولايات المتحدة هي الأخرى في تعزيز الأسعار. وأشار أحدث تقرير لتوقعات الطاقة على المدى القصير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، إلى ارتفاع الطلب، إلى جانب انخفاض الإنتاج عن المستوى المتوقع، خاصة من جهة منتجي الأوپيك.

في حين أدت البيانات الصادرة مؤخرا من الصين، إلى خفض توقعات الطلب على النفط خلال الأشهر المقبلة، والتي كان من أبرزها الانتعاش غير المتكافئ. وأظهر أحدث تقرير عن التضخم أن زيادة الأسعار في الصين على أساس سنوي كانت قريبة من الصفر (+0.1%) في أبريل 2023. كما كشفت البيانات أيضا عن انخفاض الواردات بوتيرة حادة في الصين بينما نمت الصادرات بوتيرة أبطأ.

من جهة أخرى، أظهر تقرير صادر عن OilChem، أن مصافي التكرير في الصين تخطط لزيادة تشغيل المصافي لتصل إلى أعلى طاقتها الإنتاجية المسجلة منذ بداية العام 2021. وأظهر تقرير صادر عن وكالة بلومبرغ نقلا عن شركة JLC، أن الصين أصدرت مؤخرا المجموعة الثانية من حصص تصدير المنتجات النفطية للعام 2023، والتي وصلت إلى 12 مليون طن.

وأظهرت أحدث بيانات إنتاج النفط الصادرة عن وكالة بلومبرغ تراجع إنتاج الأوبك للشهر الثاني على التوالي في أبريل 2023، إذ انخفض إنتاج الأوپك إلى أقل من 29 مليون برميل يوميا للمرة الأولى في 10 أشهر ليصل إلى 28.8 مليون برميل يوميا خلال شهر أبريل 2023. ويعزى هذا الانخفاض بصفة رئيسية إلى التراجع الحاد لإنتاج العراق، هذا إلى جانب انخفاض الإنتاج في نيجيريا والإمارات. في المقابل، سجلت السعودية وأنغولا زيادات هامشية خلال العام، وظل إنتاج النفط في الولايات المتحدة مستقرا في حدود 12.3 مليون برميل يوميا ليعكس بذلك اتجاها مشابها لنمو عدد منصات الحفر النفطي في الولايات المتحدة.

الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط

ظلت أسعار النفط متقلبة خلال شهر مايو 2023، إلا انها اتجهت في الغالب نحو الانخفاض منذ النصف الثاني من الشهر الماضي. وفي 3 مايو 2023 وصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج خام برنت إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ ديسمبر 2021 ببلوغها 72.3 دولارا للبرميل على خلفية المخاوف المتعلقة بتباطؤ الطلب في وقت لاحق من العام الحالي، إلا انه على الرغم من ذلك، تعافى السوق جزئيا الأسبوع الماضي في ظل إشارة المتداولين إلى وصول السوق إلى منطقة ذروة البيع، هذا إلى جانب ظهور بعض نقاط البيانات الإيجابية بما في ذلك تراجع معدلات التضخم إلى مستويات أقل من المتوقع في الولايات المتحدة. كما أدى انخفاض مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بوتيرة أعلى مما كان متوقعا بمقدار 3.2 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 4 مايو 2023 إلى دعم الأسعار، مما يؤكد الطلب القوي على وقود النقل في الولايات المتحدة. كما تراجعت مخزونات نواتج التقطير وارتفع الطلب على وقود الطائرات إلى أعلى المستويات المسجلة منذ ديسمبر 2019، إلا أن مخزونات النفط شهدت نموا حادا بمقدار 2.95 مليون برميل خلال الأسبوع.

كما أثرت اضطرابات الإنتاج في كندا بسبب حرائق الغابات على الأسعار. وقد أدى ذلك أيضا إلى وصول سعر خام غرب كندا الثقيل إلى أقوى مستوياته المسجلة منذ أبريل 2022. كما ارتفعت أسعار الدرجات المختلفة من الخام الثقيل، خاصة للمشترين الآسيويين والأوروبيين بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، وكذلك خفض حصص الإنتاج الذي أعلنت عنه الأوپيك وحلفاؤها.

وكشف تقرير صادر عن وكالة بلومبرغ، أن أرامكو السعودية ستخفض الشهر المقبل سعر بيع الخام العربي الخفيف جدا إلى آسيا، والذي يتسم عادة بغلاء سعره، ليباع بأقل من أسعار الخام العربي الخفيف. كما أدى انقطاع تدفق النفط من كردستان العراق إلى ارتفاع أسعار درجات الخام الثقيلة.

وأدى ارتفاع أسعار النفط خلال النصف الأول من أبريل 2023، إلى ارتفاع متوسط الأسعار لهذا الشهر، إذ وصل متوسط سعر سلة نفط الأوپيك إلى أعلى مستوياته المسجلة في خمسة أشهر عند 84.2 دولارا للبرميل في أبريل 2023، بنمو شهري بلغت نسبته 7.3%.

وكان معدل نمو متوسط أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت أعلى بنسبة 8.2%، ليصل في المتوسط إلى 84.8 دولارا للبرميل، بينما شهد سعر متوسط درجة النفط الخام الكويتي نموا مماثلا بنسبة 8.1% ليصل إلى 85.7 دولارا للبرميل.

أما على صعيد التوقعات، فقد أدى التراجع الذي شهدته أسعار النفط مؤخرا إلى قيام إدارة معلومات الطاقة الأميركية بخفض توقعاتها لسعر مزيج خام برنت بنسبة 7% للعام 2023 إلى 78.65 دولارا للبرميل مقابل 85.01 دولارا للبرميل وفقا لتوقعاتها السابقة. كما تم خفض التوقعات للعام 2024 بنسبة 8.3% إلى 74.47 دولارا للبرميل مقابل 81.21 دولارا للبرميل وفقا للتوقعات السابقة. إلا أن إجماع توقعات سعر مزيج خام برنت وفقا لوكالة بلومبرغ، والتي تعتبر أوسع نطاقا، لم تشهد تغيرا يذكر إلى حد كبير مقارنة بالشهر الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى