قمة مصرية – قبرصية تستبق «محادثات أنقرة»
قبيل 3 أيام من انطلاق مباحثات مصرية- تركية في العاصمة أنقرة الثلاثاء المقبل، اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره القبرصي نيكوس أناستاسياديس، في قمة بالعاصمة المصرية القاهرة أمس، على الالتزام السياسي بتعزيز وترسيخ علاقات التعاون والتكامل بين البلدين، خصوصا في مجالات الربط الكهربائي، أو في تسريع خطوات تنفيذ مشروع خط الأنابيب الذي سيربط «حقل أفروديت» القبرصي بمحطات الإسالة المصرية، تمهيدا لتصدير الغاز للأسواق الأوروبية.
السيسي الذي وضع التحالف مع اليونان وقبرص على رأس أولويات سياسته الخارجية منذ 2014، استقبل نظيره القبرصي في قصر الاتحادية الرئاسي، للمشاركة في أعمال اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص، والتي تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسي، سبقها عقد جلسة مباحثات ثنائية.
وأكد الرئيس المصري، الذي تمتلك بلاده أكبر احتياطي مؤكد للغاز الطبيعي في شرق المتوسط، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي، التوافق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، إذ أكد للجانب القبرصي الموقف المصري الثابت إزاء الوضع في شرق المتوسط والقضية القبرصية، والمستند إلى ضرورة التزام كل الدول باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خصوصا مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام السيادة الإقليمية للدول، وأهمية احترام الحقوق السيادية لدول المنطقة، اتصالا بمسألة التنقيب على الغاز الطبيعي في مناطقها الاقتصادية الخاصة.
وأكد الرئيس المصري موقف بلاده الثابت من مساعي تسوية القضية القبرصية، وفقا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، مشددا على تضامن مصر مع قبرص حيال أي ممارسات من شأنها المساس بالسيادة القبرصية، أو محاولة فرض أمر واقع مستحدث بمخالفة لقرارات مجلس الأمن، وبما يقوض فرص التوصل لفرص التوصل لتسوية القضية القبرصية على أساس وحدة الجزيرة، والأطر التي توافق المجتمع الدولي عليها لحل القضية، لافتا إلى الاتفاق على تعزيز آلية التعاون بين دول مصر واليونان وقبرص، والتحضير بجدية للقمة الثلاثية المقررة في اليونان أكتوبر المقبل.
كما جدد السيسي أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، ودعا الى خروج كل القوات الأجنبية من ليبيا.
المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، صرح بأن اللجنة العليا شهدت استعراض مختلف أوجه التعاون، وعلى رأسها مجال الطاقة بأطرها لقائمة مثل مشروعات الربط الكهربائي، أو أطر جديدة ممكنة مثل مشروعات الطاقة المتجددة، مع التأكيد على أهمية الإسراع في خطوات تنفيذ مشروع خط الأنابيب الذي سيربط حقل «أفروديت» القبرصي بمحطتي الإسالة المصرية في إدكو ودمياط، تمهيداً للتصدير للأسواق الأوروبية.
وتطرقت المباحثات إلى التعاون في مجالات الأمن والدفاع، والزراعة، والاستزراع السمكي، والسياحة والثقافة والنقل، والبحث العلمي، والتعليم العالي.
ودشن السيسي في 2014 تحالفا رئيسيا في شرق المتوسط مع اليونان وقبرص، ينظر إليه على أنه ضد تركيا بشكل أساسي، إذ تقاسمت الدول الثلاث المناطق الاقتصادية بشكل أخرج تركيا خاوية الوفاض من مكاسب اكتشافات الغاز الضخمة، الأمر الذي أصاب أنقرة بالغضب، ومحاولة تغيير الواقع الجديد دون جدوى، وينظر إلى هذا الملف باعتباره أهم ملف سيتم تناوله في مباحثات أنقرة بين كبار المسؤولين المصريين والأتراك الثلاثاء المقبل