عربي وعالمي

قمة «بريكس» انقسام حول التوسع.. ودعم إنشاء عملة موحدة

وسط سعي المزيد من الدول إلى إحداث توازن مع هيمنة القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة، على الشؤون الدولية، أعربت أكثر من 20 دولة – عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة البريكس، التي بدأت قمتها امس في جنوب أفريقيا وتستمر لـ 3 أيام، فيما أثارت موجة الاهتمام هذه مناقشات حول إضافة أعضاء جدد وتحديد معايير القبول.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات مسجلة أمام قمة «بريكس» إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم.
وأضاف بوتين «نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا البعض، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا و(هو مسار) موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي.. ما يسمى بالأغلبية العالمية».
واعتبر الرئيس الروسي أن التخلص من الدولار في التسويات بين دول «بريكس» عملية لا رجعة فيها مؤكدا ان المجموعة أن تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي.
وأوضح أنه هناك تحديات أمام «بريكس» من تقلبات أسعار الطاقة والتصرفات غير المسؤولة من عدة دول.
وأكد بوتين أن روسيا ستعمل على إعادة توجيه تدفقات النقل والخدمات اللوجستية إلى شركاء موثوقين بما في ذلك من دول مجموعة «بريكس».
من جهته، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن التوسع المستمر في التحالفات العسكرية وتوسيع مجال النفوذ والضغط على المجال الأمني للدول الأخرى، كلها أمور ستؤدي إلى مأزق أمني وإلى انعدام أمن الجميع.
وجاءت تصريحات شي في كلمة ألقاها نيابة عنه أمام القمة وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو.
وحذر الرئيس الصيني من أن المجتمع البشري يقترب من منعطف حرج وعليه أن يقرر ما إذا كان سيحافظ على السلام والاستقرار أم سينزلق نحو هاوية حرب باردة جديدة.
ومن واشنطن، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة تستبعد تحول مجموعة دول «بريكس» إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر.
وأضاف سوليفان في إفادة صحافية «هذه مجموعة متنوعة من الدول ولديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة».

 

 

وفي داخل القمة، ظهر انقسام حول التوسع، إذ تدعم الصين، المنخرطة في منافسة تجارية وجيوسياسية مع الولايات المتحدة، فكرة توسيع المجموعة التي تتألف عضويتها من، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وترى في هذا التوسع وسيلة لتعزيز نفوذها العالمي.

وفي المقابل، تظل البرازيل متشككة وحذرة من إضعاف تماســك الكونسورتيوم وروسيـــا، التي تهـــدف إلى التغلب على العزلة الديبلوماسية بسبب الصراع في أوكرانيا، كما تعد جنوب أفريقيا – التي تسعى إلى تجديد مكانتها – من أنصار ضم أعضاء جدد.

وقال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، ندعم فكرة إنشاء عملة تجارية موحدة لدول مجموعة بريكس، ولا نرفض التعامل بالدولار الأميركي ولكن في بعض الأحيان يمكننا التداول بعملاتنا الخاصة.

وفيما يتعلق بموقف الهند بشأن التوسع فهو يعكس البراغماتية، إذ ألقى وزير الشؤون الخارجية جايشانكار في يونيو الماضي الضوء على العملية الجارية، وذكر أن توسيع كتلة البريكس هو عمل مستمر. وأشار إلى أن القادة كلفوا في العام السابق بصياغة المبادئ التوجيهية والمعايير والإجراءات للقبول الجديد.

وقال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، في خطاب ألقاه قبل الاجتماعات: «إن مجموعة البريكس الموسعة ستمثل مجموعة متنوعة من الدول ذات أنظمة سياسية مختلفة تتشاطر في رغبة مشتركة في الحصول على نظام عالمي أكثر توازنا».

ومن بين القضايا المدرجة على جدول الأعمال، تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء. ورغم ذلك، يقول منظمو قمة جنوب أفريقيا إنه لن تكون هناك مناقشات حول عملة البريكس، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.

وتعد قضية التوسع في المجموعة هدفا للصين منذ فترة طويلة والتي تتمتع بثقل في الكتلة، إذ يحدوها الأمل في أن تمنح العضوية الأوسع نفوذا للتجمع الذي يضم بالفعل حوالي 40% من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء المدينة، حيث يستضيف رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا نظيره الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى جانب نحو 50 زعيما آخر.

وتتشارك بلدان «بريكس» التي تمثل 40% من سكان العالم على مستوى 3 قارات تتباين فيها مستويات النمو الاقتصادي، الرغبة في التوصل إلى نظام عالمي ترى أنه يعكس مصالحها بشكل أفضل ويعزز هيمنتها.

تنعقد القمة الـ 15 للمجموعة تحت شعار «بريكس وأفريقيا» وتأتي فيما باتت القارة مسرحا للمعارك الديبلوماسية مجددا مع تنافس كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين على النفوذ الاقتصادي والديبلوماسي.

وأفاد رامابوزا عشية القمة بأن بلاده «لا يمكن أن تنجر إلى منافسة بين قوى عالمية» وأكد بشدة على سياسة جنوب أفريقيا التاريخية القائمة على عدم الانحياز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى