قمة أردنية مصرية عراقية إماراتية في العقبة
استضافت مدينة العقبة الأردنية قمة جمعت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بضيوفه، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قبيل جولة مهمة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للشرق الأوسط، كما تأتي بعد أيام قليلة على لقاء ثلاثي جمع الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في شرم الشيخ
وشهد الاجتماع الذي حضره ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حضوراً سعودياً من خلال وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء السعودي، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، إضافة إلى مستشار الشؤون الخاصة بوزارة شؤون الرئاسة الإماراتية محمد بن حمد بن طحنون، وذلك وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، أفاد بأن اللقاء تناول سبل تطوير العلاقات بين الدول الشقيقة
لقاء تشاوري
وفضّل الإعلام الرسمي الأردني تسمية هذه القمة بـ”اللقاء التشاوري”، دون الخوض في تفاصيل إضافية، إلا أن مصادر “اندبندنت عربية” أشارت إلى أن اللقاء أتى استكمالاً لمشروع “الشام الجديد” الذي تعثر في السنوات الماضية بفعل عوامل عدة من بينها جائحة كورونا، وليس آخرها أزمة الحرب الروسية في أوكرانيا
وأوضح بيان للرئاسة المصرية، أن اللقاء الرباعي تناول “سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين الدول الأربع في كل المجالات، بخاصة التجارية والاقتصادية. وجرى تبادل لوجهات النظر حول مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، بخاصة ما يتعلق بمواجهة تداعيات الظروف العالمية الحالية على قطاعات الأمن الغذائي والطاقة والتجارة”
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي أن “الاجتماع بحث تطورات الأزمة الاقتصادية العالمية، وسبل مواجهة تداعياتها، والتصدي لتحديات الأمن الغذائي عبر التنسيق بين دول المنطقة، بما يحقق مصالح شعوبها”
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ضم الإمارات إلى التحالف
وربط مراقبون بين هذا اللقاء واستضافة مدينة العقبة في الفترة ذاتها، للمرة الخامسة، جولة جديدة من مبادرة “اجتماعات العقبة الأمنية”، لبحث التصدي للتهديدات الإرهابية المستجدة
ويشارك في هذه الاجتماعات الأمنية ممثلون عن مؤسسات أمنية وعسكرية من دول أفريقية وأوروبية وشرق آسيوية وأميركية، إضافة إلى ممثلين عن منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب
ويتحدث مراقبون عن إمكانية ضم الإمارات إلى الحلف الثلاثي بين الأردن والعراق ومصر، والمعروف إعلامياً بمشروع “الشام الجديد”، والذي أطلق قبل نحو عامين، ويشكل تهديداً مباشراً لنفوذ إيران في المنطقة، وتحديداً في العراق، حيث تبدو فرص تجديد الثقة بحكومة الكاظمي ضئيلة بعد فوضى الانتخابات البرلمانية الأخيرة
وأبرز ملامح هذا التحالف تزويد العراق كلاً من مصر والأردن بالنفط، مقابل مشاركة الشركات المصرية والأردنية في عملية إعادة إعمار العراق، وتزويد بلاد الرافدين بالكهرباء، في ما يعرف بـ”النفط مقابل الأعمار”، إضافة إلى استفادة مصر من فائض قدرات التكرير لديها، لتكرير النفط العراقي وتصديره إلى أوروبا، وستلعب الأردن دور الممر في معظم هذه المشروعات
في المقابل، يربط مراقبون آخرون بين حضور الشيخ محمد بن زايد في العقبة، وبين حجم الاستثمارات الإماراتية في المدينة وإمكانية ربطها بالتكامل التجاري والاقتصادي بين الثلاثي الأردني – المصري – العراقي، حيث تسيطر الإمارات بشكل شبه كامل على استثمارات ميناء العقبة الأردني من خلال مؤسسة موانئ أبو ظبي