( فلسطينيو الضفة الغربية ) يفتحون على الإسرائيليين جبهة ثالثة
تدور منذ أيام مواجهات عنيفة في الضفه الغربيه المحتلة بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال استشهد فيها أكثر من 11 فلسطينيا وأصيب المئات، في جبهة ثالثة فتحت على إسرائيل، إلى جانب التصعيد الدامي المتواصل منذ 5 أيام مع قطاع غزه والصدامات غير المسبوقة منذ سنوات بين العرب واليهود في أراضي الـ 48 التي يقطنها فلسطينيون ومستوطنون يهود.
وبدأت المواجهات في عدد من بلدات ومدن الضفة الغربية المحتلة بتظاهرات غاضبة تضامنا مع الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والقدس المحتلة التي انطلق منها التوتر قبل أسابيع. وما لبثت أن تطورت هذه التظاهرات إلى صدامات عنيفة مع الجيش استشهد فيها 11 فلسطينيا وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني.
وعلى الرغم من المساعي الدولية للتهدئة، أبقت إسرائيل الضغط على قطاع غزة، إذ واصلت قصفه بالطائرات والمدفعية.
وقال مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس «لم نشهد صدامات وتظاهرات (بهذا الحجم) منذ الانتفاضة الثانية». واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو «انتفاضة الحجارة» في 1987 واستمرت حتى 1991 واستشهد فيها مئات الفلسطينيين، بينما اندلعت الانتفاضة الثانية في 2000 واستمرت حتى 2005 وعرفت بـ «انتفاضة الأقصى».
أما عدي (21 عاما) المتظاهر الذي لف رأسه بالكوفية الفلسطينية وغطت وجهه آثار الدخان الأسود المنبعث من الإطارات الكثيفة المشتعلة عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة بالضفة الغربية فقال: «من العار أن نبقى ساكتين عما يجري في غزة، يجب أن نتحرك وإن لم تتحرك قيادتنا السياسية».
في الوقت ذاته، واصلت حركة حماس وسائر الفصائل الفلسطينية في غزة إطلاق دفعات متتالية من الصواريخ من القطاع المحاصر باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية.
في الداخل الإسرائيلي، تواصل قوات الاحتلال محاولة احتواء المواجهات وأعمال الشغب الدامية بين المستوطنين اليهود والسكان العرب في البلدات المختلطة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن: «قلقة للغاية بشأن العنف في شوارع إسرائيل»، وحثت وزارة الخارجية رعاياها على تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف.
وتخللت المواجهات في المدن المختلطة أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات.
وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بإرسال «تعزيزات مكثفة» من القوى الأمنية إلى تلك المدن.
وقالت شرطة الاحتلال التي عززت عديدها بأكثر من ألف عنصر لمواجهة هذه الانتفاضة إنها اعتقلت أكثر من 750 ممن تعتبرهم «مثيري الشغب»، بينهم أكثر من 100 أمس الأول، وتم تمديد اعتقال أكثر من 450 على ذمة التحقيق.
وأوضحت أن الاعتقالات شملت يهودا إسرائيليين «كانوا يتجولون بحثا عن المشاكل» في مدينتي نتانيا وبئر السبع، بينما هاجم مواطنون عرب الشرطة «بالزجاجات الحارقة».
وتعليقا على تلك المواجهات قال نتنياهو إن مثيري الشغب العرب الإسرائيليين هم «أقلية مهمة تقوض العلاقات القائمة بين اليهود والعرب»، معلنا نشر قوات جديدة.
وجدد نتنياهو في بيان بالعربية أمس الأول التأكيد على ضرورة استعادة الأمن والنظام. وقال: «قلت وأكرر، ندعم أفراد الشرطة وجنود حرس الحدود وأفراد قوات الأمن الأخرى دعما كاملا، من أجل استعادة القانون والنظام العام».
وقال: «لا شيء يبرر قتل العرب من قبل اليهود ولا شيء يبرر قتل اليهود من قبل العرب».