فنون

عبدالكريم عبدالقادر.. (الصوت الجريح) أمضى عقودا في إثراء المكتبة الغنائية الكويتية والعربية بأعمال خالدة

بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجال الغناء، رحل عن عالمنا اليوم الجمعة الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر بعد معاناة مع المرض.

وخلال مشواره الممتد لنحو ستة عقود أثرى الفنان الراحل المكتبة الغنائية الكويتية والخليجية والعربية بباقة من أروع الأغنيات بإيقاعاتها المتميزة نال على إثرها العديد من الجوائز التقديرية محليا وإقليميا.

وتميزت أعمال الفنان الملقب بـ(الصوت الجريح) – بعد إطلاق أغنيته (اجر الصوت) عام 1988 بجودتها كما وكيفا، إذ قدم مئات الأغنيات في نحو 47 ألبوما غنائيا.

شق الراحل طريق نجاحه معتمدا على موهبته، فهو لم يدرس الموسيقى بل بدأ حياته العملية في وزارة الداخلية ثم انتقل إلى إدارة الجمارك حتى انتهى به المطاف في وزارة الاعلام قبل تقاعده عن العمل.

وتعاون الفقيد مع أمهر الملحنين الكويتيين والخليجيين منهم عبدالرحمن البعيجان وأحمد باقر وعبدالرب إدريس وراشد الخضر وأنور عبدالله وسليمان الملا ومرزوق المرزوق وخالد الزايد وغنام الديكان وطلال مداح وغيرهم.

ولم يقتصر غناء الراحل على لون محدد فقد كان مواكبا لتغير الذوق العام مع التزامه دائما بإضفاء شخصيته الفنية على كل لون يقدمه.

تفوق الراحل في أعماله الوطنية التي كانت من أفضل الأغنيات في التعبير عن الانتماء والارتباط بأرض الكويت وعشقها، فغنى لها (حبي وتقديري لها) و(أم الثلاث أسوار) و(محمل الخير) و(وطن النهار)، وقد باتت الأخيرة بعفويتها وإحساسها الصادق رمزا لتحرير البلاد من الغزو العراقي الغاشم.

وقدم الفقيد أغنيات رياضية تتردد في المدرجات أثناء تشجيع المنتخبات الوطنية ومنها أغنية (باسم الله) التي أثارت حماسة متابعي منتخب الكويت الوطني لكرة القدم (الأزرق) في عصره الذهبي.

وخلافا لأغلب المطربين، لم يجد الفنان عبدالكريم عبدالقادر نفسه في الحفلات الغنائية العامة أو الخاصة، وكان يرى أن عطاءه خلف ميكروفونات التسجيل يتيح له نشر فنه على نطاق أوسع، حيث اكتسب شعبية جارفة في دول الخليج في زمن أكثر هدوءا لم تكن من أدواته الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

حصل الفنان عبدالقادر على العديد من الجوائز من ضمنها جائزة الاسطوانة البرونزية في مهرجان القاهرة الغنائي عن أغنية (جمر الوداع)، وجائزة أفضل أغنية في مهرجان القاهرة الغنائي سنة 1998 عن أغنية (شخبارك)،

كما تم تكريمه في مهرجان القرين الثقافي الـ24 ومهرجان (شتاء طنطورة) في المملكة العربية السعودية عام 2019 ومهرجان الكويت للموسيقى عام 2015.

هذا، ونعت وزارة الإعلام في وقت سابق من اليوم الفنان الكبير الذي ترك إرثا فنيا خالدا في تاريخ الأغنية الكويتية ورصيدا لا ينضب من المحبة والتقدير في قلوب عشاقه ومحبيه محليا وخليجيا وعربيا بعد رحلة عطاء فني استمرت لأكثر من ستين عاما.

وقد نقلت المتحدثة الإعلامية باسم الوزارة أنوار مراد تعازي ومواساة وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيد ودعواته للمولى عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.

وقالت مراد إن الراحل الكبير من بين أكثر الفنانين الذين كانت لهم بصمة على الساحة الفنية الكويتية نال من خلالها شهرة جابت أرجاء الوطن العربي الكبير بفنه الراقي وبصوته الأصيل حيث قدم العديد من الأعمال الغنائية التي تمثل تراثا غنائيا تفخر به الكويت.

وأضافت مراد أن الكويت فقدت قيمة وقامة فنية كبيرة وفنانا ذا أخلاق عالية، أجمع على حبه الجميع، داعية الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى