ظهور سلالة هجينة جديدة من «كورونا».. ناتجة عن اندماج سلالتين
د. بلقيس دنيازاد عياشي – كشف علماء عن ظهور سلالة هجينة جديدة من فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأميركية، نتجت عن اندماج سلالتين من الفيروس داخل جسد شخص واحد مصاب. ظهرت النسخة الهجينة الجديدة من فيروس كورونا في ولاية كاليفورنيا، بعد اندماج السلالة الجديدة من الفيروس التي عثر عليها في بريطانيا، مع السلالة الأخرى الجديدة التي عثر عليها في الولايات المتحدة، وفق ما كشفت عنه مجلة New scientist الطبية العلمية، وهي مجلة مرموقة تصدر منذ عام 1956. النسخة الجديدة من الفيروس لم يتم تسميتها بعد من قبل العلماء، وتم رصدها مرة واحدة فقط، لكن الخبراء يخشون من احتمال وجود المزيد من الحالات. يشعر الخبراء بالقلق لأن النسخة الجديدة الهجينة من الفيروس تحمل طفرات يبدو أنها تجعلها قادرة على الانتشار بشكل أسرع، وأيضًا يمكنها أن تتخطى المناعة الناتجة عن اللقاحات أو الأجسام المضادة الناتجة عن الإصابة السابقة بالفيروس. علمياً تم اندماج متغير الفيروس الذي عثر عليه في مدينة «كينت» البريطانية والذي يطلق عليه اسم B.1.1.7، مع متغير آخر عثر عليه في الولايات المتحدة وأطلق عليه اسم B.1.429. كيف ظهرت؟ يقول العلماء في مجلة New scientist، أن هذا الاندماج وولادة النسخة الهجينة، يحدث عندما تصيب نسختان مختلفتان من كورونا نفس الخلية، ثم تقومان بتبادل الجينات أثناء التكاثر، مما يؤدي إلى ظهور نوع جديد وسلالة هجينة جديدة. حذر الباحثون في وقت سابق من أن هذه الأحداث ممكنة، لكنهم قالوا إنها «غير مرجحة» لأنها تتطلب ظروفًا محددة للغاية، ومصادفة أحداث لا يمكن السيطرة عليها في الغالب. يُعتقد أنه حدث في هذه الحالة لأن عددًا من الطفرات المطابقة لتلك الموجودة في متغيرات بريطانيا وكاليفورنيا ظهرت جميعها في نفس المكان مرة واحدة، لا توجد تفاصيل عن المريض المصاب بالسلالة الهجينة الجديدة لحد الآن. الخبراء يقولون أنه لا داعي للذعر بشأن المتغيرات الجديدة، لكن أحد العلماء اعترف أن إعادة التركيب والاندماج بين سلالتين في شخص واحد، أمر خطير، لأنه يمكن أن يغير بنية الفيروس بشكل مفاجئ. كيف تشكلت؟ لكي تظهر سلالة هجينة جديدة من نوع مشترك من الفيروس، يجب إصابة شخص واحد بسلالتين من هذا الفيروس على الأرجح من مصدرين منفصلين وفي نفس الوقت، ومن ثم يجب أن تصطدم الفيروسات ببعضها البعض داخل الجسم. بمجرد دخول الفيروسات إلى الجسم، فإن طريقة انتشارها هي إجبار الخلايا البشرية على إنتاج المزيد منها. يتكون فيروس كورونا من مادة وراثية تسمى RNA، وللتكاثر، يجب أن يجبر الجسم على قراءة هذا الحمض النووي الريبي وعمل نسخ دقيقة منه. إذا كان هناك فيروسان في نفس المكان في وقت واحد، وكلاهما يتكاثر بواسطة نفس الخلايا، فهناك احتمال أن تختلط جينات الحمض النووي الريبي، ومن ثمة تنتج سلالة جديدة هجينة من الفيروس. رأي خبراء يقول الدكتور جون ماكولي، خبير الأنفلونزا في منظمة الصحة العالمية ومعهد فرانسيس كريك في لندن، وفق صحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «كنا نعلم أن هذا النوع من الأشياء كان محتمل الحدوث»، مضيفاً: «ما لا نعرفه في هذه المرحلة هو كيف يؤثر هذا على الفيروس مثل متغير بريطانيا الذي يبدو أنه أكثر انتشاراً من سابقه، أو كيف يمكن التعرف عليه بواسطة الأجسام المضادة بعد التطعيم أو الإصابة بالعدوى». بدورها قالت الدكتورة إميليا سكيرمونت، عالمة الفيروسات في جامعة أكسفورد: «يمكن أن يحدث هذا ولكنه أكثر تعقيدًا قليلاً من الأنفلونزا»، مضيفة: «سيكون ذلك خطيرًا للغاية ويمكن أن يغير الأجزاء الكاملة من بروتينات الفيروس مما قد يجعل اللقاحات غير فعالة».