طهران تُصعِّد نووياً وتُعلن رفع تخصيب اليورانيوم ( 60% )
دخلت مفاوضات العودة للاتفاق النووي الذي تجري محاولات إنعاشه في فيينا مأزقا جديدا، مع تصعيد إيراني جديد بعد أيام على تعرض مفاعل «نطنز» لهجوم وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عدد من مسؤوليها.
وقبل يوم من استئناف مفاوضات فيينا، نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية أمس، عن كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية عباس عراقجي، أن بلاده سترفع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي خطوة تقربها من الوصول لنسبة تخصيب 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.
وقال عراقجي، إنه فضلا عن التعويض عن أجهزة الطرد المركزي المتضررة في «نطنز»، ستتم إضافة 1000 جهاز آخر بطاقة أكبر بنسبة 50%.
ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قوله «بناء على الإيعاز الصادر من رئيس الجمهورية أصبحت منظمة الطاقة الذرية مكلفة بتدشين خط إنتاج اليورانيوم بنسبة 60%.. والذي يستخدم في إنتاج عنصر الموليبدن لاستعماله في صنع مختلف أنواع الأدوية المشعة».
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين لقناة برس تي.في الحكومية في فيينا إنه تم اخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقرار.
وقال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز «رأينا التقارير الإعلامية. ليس لدينا تعليق حاليا».
ويأتي الإعلان فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يزور طهران ، حيث شكلت الدولتان جبهة موحدة في مواجهة واشنطن والأوروبيين عشية استئناف محادثات فيينا لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015.
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران «نعول على إمكان إنقاذ الاتفاق وعلى أن تعود واشنطن إلى التطبيق الكامل والشامل لقرار الأمم المتحدة ذي الصلة».
ودعا لافروف أميركا مجددا إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ خروج واشنطن من الاتفاق في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال إن «كل العقوبات الأحادية الجانب التي اتخذتها واشنطن في انتهاك مباشر للاتفاق يجب أن تلغى».
وفي وقت تشهد العلاقات بين بلده والدول الغربية مرحلة توتر جديدة، ولاسيما بشان أوكرانيا، حمل وزير الخارجية الروسي بقوة على الاتحاد الأوروبي الذي يهدد برأيه الجهود الجارية راهنا بعدما أعلن فرض عقوبات على مسؤولين أمنيين إيرانيين لدورهم في القمع العنيف لتظاهرات نوفمبر 2019.
وأضاف «في الاتحاد الأوروبي لا تنسيق بتاتا، فاليد اليمنى لا تعرف ما تفعله اليد اليسرى، هذا أمر مؤسف».
وردا على قرار الاتحاد الأوروبي الذي ينسق مباحثات فيينا، أعلنت طهران تعليق «كل حوار حول حقوق الإنسان» مع الدول السبع والعشرين، فضلا عن تعاونها مع أوروبا بشأن «الإرهاب و(مكافحة تجارة) المخدرات واللاجئين».
وقال ظريف من جهته إن أوروبا «بعجزها عن الإيفاء بتعهداتها (في إطار اتفاق فيينا) وبإذعانها للضغط الأميركي أثبتت أن فائدتها على الساحة الدولية تتلاشى تدريجا»، مؤكدا أن دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين لا تتمتع بأي «تفوق أخلاقي».
وقال ظريف «لا مشكلة لدينا في العودة إلى التزاماتنا.. لكن ليعلم الأميركيون أن لا العقوبات ولا أعمال التخريب ستزودهم بأدوات للتفاوض وأن هذه الأعمال ليس من شأنها سوى أن تجعل الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لهم».
وذلك بعد اتهام طهران لإسرائيل بعملية تخريب حصلت الأحد في منشأة نطنز النووية لتخصيب اليورانيوم وتوعدتها «الانتقام» في الوقت والمكان المناسبين.
ونفت واشنطن أن تكون ضالعة في الحادث.
وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» التي ذكرت أن العملية شنها الإسرائيليون، من القدس نقلا عن «مسؤول في الاستخبارات» أن «عبوة ناسفة أدخلت سرا إلى مصنع نطنز وفجرت عن بعد ما أدى إلى تفجير الدائرة الكهربائية الرئيسية فضلا عن الدائرة البديلة».
وقال ظريف «قام الإسرائيليون برهان سيئ جدا إن هم ظنوا أن بإمكانهم وقف جهود إيران الرامية إلى رفع العقوبات المفروضة على الشعب الإيراني».
وتأتي هذه التطورات، عشية انعقاد اجتماع جديد لمحاولة إحياء الاتفاق النووي في فيينا اليوم. وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن نائب وزير الخارجية عباس عرقجي غادر طهران متوجها إلى العاصمة النمساوية.