أخبارعربي وعالمي

صمود الهدنة في غزة والمستوطنون يجددون استفزازاتهم في «الأقصى»

صمد وقف إطلاق النار في يومه الثالث أمس في غزة، لكن المستوطنين اليهود جددوا استفزازاتهم واقتحموا من جديد المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال وهو الأمر الذي ساهم في تصعيد المواجهة وإشعال فتيل الحرب التي استمرت 11 يوما.

فقد تكررت اقتحامات باحات الأقصى عدة مرات أمس، واعتدت قوات الاحتلال على فلسطينيين واعتقلت عددا منهم، في حين دعت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي للتدخل محذرة من العودة «لنقطة البداية».

واقتحم مستوطنون بحماية شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة الذي تسيطر قوات الاحتلال على مفاتيحه منذ عام 1967.

وقال شهود عيان إن 25 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى في وقت تم ابعاد المصلين من محيط المسجد القبلي لتسهيل عملية الاقتحام والتجول في الباحات.

وأضاف الشهود لـ«كونا» ان قوات الاحتلال فرضت إجراءات مشددة في محيط المسجد الأقصى وعلى ابوابه ومنعت دخول الشبان.

وساد التوتر المسجد الأقصى مع استفزاز قوات الاحتلال المصلين واعتقال بعض الشبان ومنهم فتاة كانت تصور شابا يتعرض للضرب أثناء اعتقاله، ليرتفع عدد المعتقلين في الأقصى أمس إلى 8، بعضهم من موظفي المسجد، وقد أفرج الاحتلال عن خمسة منهم.

وحذرت الرئاسة الفلسطينية الاحتلال من العودة الى مربع التصعيد والتوتر مرة اخرى من خلال عودة اقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى والاستمرار في حصار حي الشيخ جراح وسياسة الاعتقالات المستمرة.

وحمل المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان «وفا» حكومة الاحتلال «مسؤولية تخريب جهود وقف العدوان خاصة جهود كل من الادارة الأميركية ومصر الشقيقة المستمرة مع الاطراف كافة لتثبيت وقف العدوان والاعداد لإعادة اعمار قطاع غزة مع المجتمع الدولي والادارة الأميركية.

واكد ان المعركة الاساسية كانت ومازالت مستمرة في القدس اذ لايزال الاحتلال مستمرا في دعم المتطرفين متحديا الجهود العربية والدولية التي بذلت لوقف العدوان مطالبا الادارة الأميركية بالتدخل السريع منعا لسياسة الاستفزازات والتصعيد الذي تحاول الحكومة الاسرائيلية جر المنطقة إليه من جديد.

ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى معتبرة ذلك استخفافا بالمواقف الدولية.

كما دانت في بيان بشدة تدابير الاحتلال الخانقة والحصار الذي مازالت يفرضه على حي الشيخ جراح وعمليات القمع والتنكيل بأهله وبالمتضامنين معه، وقد كانت محاولات سلطات الاحتلال تهجير عدد من سكان الحي واحلال يهود متطرفين مكانهم، الشرارة التي اججت الاحتجاجات ثم الحرب.

ودان الاردن اعتداءات سلطات الاحتلال الاسرائيلية على موظفي ادارة اوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية والمصلين وسماحها بدخول اعداد كبيرة من المتطرفين الى الحرم القدسي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز في بيان ان ما تقوم به شرطة الاحتلال الاسرائيلية في المسجد الأقصى والحرم القدسي «تصعيد خطير وتصرف استفزازي وانتهاك سافر مرفوض».

سياسيا، وصل وفد أمني مصري إلى قطاع غزة أمس، ضمن مساعيه لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ فجر الجمعة بوساطة مصرية.

وهذه هي الزيارة الثانية للوفد المصري إلى قطاع غزة خلال الـ 48 ساعة الماضية للقاء قيادات حركة حماس.

وقال مصدر في حماس، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، ان الوفد المصري، الذي وصل إلى غزة عبر حاجز«بيت حانون» مع إسرائيل، سيبحث مع قيادة الحركة ترتيبات ما بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان الوفد المصري اجتمع أمس الأول في مدينة رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث المستجدات المتعلقة بالتهدئة في قطاع غزة وتنسيق الجهود الساعية لإعادة الإعمار في قطاع غزة.

وأطلقت هيئات دولية تابعة للامم المتحدة أمس مناشدة عاجلة لاغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يوما على التوالي.

وقالت المنسقة الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض العام لـ«أونروا» فيليب لازارييني «سنطلق مناشدة مالية مشتركة بين الوكالات الانسانية لدعم جهودنا على صعيد معالجة الاحتياجات الإنسانية الجديدة».

وأضافت هاستينغز انها تقدمت بنحو 18 مليون دولار من صندوق التبرع الإنساني للارض الفلسطينية المحتلة، مشيرة الى تقديم منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في نيويورك مبلغا إضافيا قدره اربعة ملايين دولار لاستعادة قدرة الناس على الحصول على الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية.

وأكدت ان التصعيد الاخير تسبب في تفاقم وضع إنساني مفجع أصلا في غزة والذي نجم عن 14 عاما من الحصار والانقسام الداخلي إلى جانب تكرار الأعمال القتالية.

بدوره، قال المفوض العام لـ «أونروا» فيليب لازارييني في المؤتمر الصحافي إن «التصعيد العسكري الأخير على قطاع غزة أعاد القطاع سنين طويلة الى الوراء».

وذكر ان نحو مليون و400 ألف لاجئ فلسطيني ينتظرون من الوكالة تقديم الخدمات بعد هذا العنف، مشيرا الى بدء تلقيها المساعدات المقدمة لغزة والتي سيتم صرفها «لاغاثة الأشخاص الأكثر تضررا».

يأتي هذا في وقت بدأ فيه الفلسطينيون باعادة وإزالة ركام المنازل المدمرة لفتح الطرقات واحصاء الاضرار الجسيمة التي لحقت بالمنشآت والمباني والمرافق العامة والقطاعات الفلسطينية كافة. إلى ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة حول الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، يوم الخميس المقبل.

وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن الجلسة المشار إليها هي جلسة شهرية اعتيادية كانت مقررة سلفا على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي قبل الحرب الاسرائيلية على غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى