مع إعلان دورة برامج شهر رمضان 2021 لتلفزيون الكويت ، تم تطوير شعار التلفزيون ما أثار استغراب واستهجان البعض، وذلك لعدم فهمهم ما يرمي إليه التطوير الذي اعتبره البعض «فذلكة» وصرف «فلوس» فقط، ولكن المتابع لتلفزيون الكويت يلاحظ أنه دائما ما يطور شعاراته خصوصا في كل شهر رمضان تماشيا مع دورة برامجه الخاصة.
الشعار الجديد لم يبتعد عن شعاراته السابقة فهو تطوير له وليس تغييرا كما يعتقد البعض، ولو دققنا في الشعار الجديد نجد انه لم يخرج عن سياسة نشأة تلفزيون الكويت الذي انطلق بثه الرسمي 1961، وأخذ على عاتقه نشر الثقافة الإسلامية والاهتمام بالإرث التاريخي والمساهمة في نشره، فحاله كحال مجلة العربي التي مرت منذ صدورها حتى يومنا هذا بتطوير في الشكل من خلال أغلفتها المتعددة ولكنها لم تتغير في مضمونها ونشر الثقافة العربية.
لذلك، كانت فكرة شعار تلفزيون الكويت منذ نشأته هي الاهتمام بالزخارف والأشكال الهندسية الإسلامية التي تعبر عن الهوية الإسلامية والعربية، لتكون أولى المحطات التلفزيونية التي صممت الشعارات الإسلامية المعبرة عن توجهها الإسلامي والعربي الأصيل، ولهذا جاءت فكرة تطوير الشعار ليكون أكثر أناقة ورشاقة، حيث وضع المصممون الشعار بزيادة قطع الزخارف والأضلاع إلى 10 قطع بدلا من 8 قطع، مع المحافظة على شكلها الهندسي التي تمت زيادة القطع فيه حتى يصغر حجمها لتكون أنيقة وتعطي مرونة أكثر في الحركة.
ولهذا، أتمنى من الذين استغربوا من الشعار الجديد بعد الإعلان عنه ان يعودوا الى تاريخ نشأة تلفزيون الكويت كما فعلت حتى يتعرفوا على سياسته بتطوير شعاراته منذ انطلاقته وحتى يومنا هذا، لأنه سيجدها معتمدة على الزخارف الإسلامية والأشكال الهندسية، فالتلفزيون لا يغير شعاره، بل يطوره لمواكبة العصر الذي يعيشه، وحتى لا يخسر ارثه التاريخي الذي حققه منذ نشأته وحتى يومنا هذا.