توفي رسام الكاريكاتير عبدالسلام مقبول، أمس، تاركاً إرثاً فنياً متنوعاً، ورصيداً كبيراً من الأعمال التي حققت نجاحاً لدى المتابعين.
أعلنت الفنانة هيا عبدالسلام، عبر حسابها في “إنستغرام”، وفاة والدها رسام الكاريكاتير والفنان التشكيلي عبدالسلام مقبول، وفور ذلك تداول العديد من المتابعين والأصدقاء خبر وفاته، وقدّموا خالص التعازي والمواساة لعائلته عبر وسائل التواصل.
الراحل مقبول من مواليد 1952، وحاصل على بكالوريوس هندسة الديكور عام 1979 (المعهد العالي للفنون المسرحية) والماجستير في فنون الإعلام من أميركا عام 1983، وأصدر أول كتاب عن رسوماته الكاريكاتيرية عام 1979، كما صمم أول البوسترات عن أسرى الكويت.
ومن خلال مجلة مرآة الأمة في سبعينيات القرن الماضي، انطلقت مسيرة الفنان مقبول كرسام للكاريكاتير، وعن هذه المرحلة كان الراحل يقول: “كانت المحطة الأولى في العمل برفقة زميلي عبدالرضا كمال في مجلة مرآة الأمة، وتدرجت ضمن هذا المجال إلى أن أصبحت سكرتيراً للتحرير عام 1965، وآنذاك ظهرت أول رسامة كويتية للكاريكاتير هي صبيحة عبدالله، وكذلك رسام آخر هو جاسم بودهام”.
وعمل الراحل في أكثر من صحيفة ومطبوعة في الكويت، حيث شهدت مسيرة تنوعاً يقل نظيره، كما شهد ندرة الرسامين الكويتيين، ثم عاصر الوفرة التي حدثت فيما بعد وانخراط الكثير من الفنانين بالعمل ضمن مجال رسم الكاريكاتير.
وفيما يتعلّق بهذه المرحلة، كان الراحل يقول إن فترة التسعينيات شهدت تنوعاً كبيراً في الرسم الكاريكاتيري من خلال ظهور بعض الأسماء الجديدة، ومنهم قاسم ياسين وعبدالوهاب العوضي وجعفر رجب وسامي الخرس، وقد مارست هذه المجموعة العمل في الصحف، لكن عقب هذه المرحلة ظهر رسامو كاريكاتير كُثر من فئة الشباب، منهم محمد ثلاب، وبدر بن غيث، وعادل القلاف، وفاضل الريس، ويوسف القلاف، ومحمد المشموم، وهاشم حاجية، وأحمد الحشاش وغيرهم، مبيناً أن بعض هذه الأسماء لم تجد دعماً من الصحف المحلية، فاتجهت إلى النشر عبر الوسائل الحديثة، رغبة في إيصال خطابها الفني، لأنّ الصحافة الورقية لم تعد المتنفس الوحيد.
وحول أوجه التشابه والاختلاف التي طرأت على الرسم الكاركاتيري في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات يوضح: “كانت الصحف الكويتية تركز على قضايا القومية العربية والشأن العالمي، لذلك لمع اسم الرسام ناجي العلي، وقد وصل إلى العالمية بفضل انتشار صحف الكويت في الخارج، لكن عقب تحرير الكويت بدأت الرسومات تركّز وتُعنى بالشأن المحلي، معتبراً أن هذا الاهتمام أثّر سلباً على تنوّع الموضوعات، فأصبح الرسم الكاريكاتيري يدور في فلك قضايا الاستجوابات والمال العام.
خسارة كبيرة
وقدّم الفنانون التعازي بوفاة الراحل، وكتب الفنان طارق العلي “أتقدم بأحر التعازي القلبية والمواساة إلى الفنانة هيا عبدالسلام وأسرتها الكرام بوفاة فقيدهم والدها عبدالسلام مقبول، يرحمه الله. أسأل المولى عز وجل أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويلهمهم الصبر والسلوان”.
وكتب الفنان عبدالوهاب العوضي: “الزميل والصديق العزيز الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير عبدالسلام مقبول أحد رواد فن الكاريكاتير الأوائل في الكويت، ومن الذين تركوا بصمة مميزة في تاريخ الفن الكاريكاتيري الكويتي، لروحه الرحمة والسلام ولأهله ومحبنه تعازيي القلبية”.
من جانبه، كتب الفنان داود حسين في حسابه بـ “إنستغرام”: “رحمك الله يا من تعلّمت منك الكثير، عندما كنت في الأندية الصيفية، وتحديدا نادي المتنبي الصيفي، كنت أتابع رسوماته الكاريكاتيرية بشغف، أحببت رسوماته وكنت أقلده فيها، أصبح مثلا أعلى لي في الرسم الكاريكارتيري، رحمك الله أيها الجميل فنا وخلقا”.
وكتب الكاتب بدر محارب: “وفاة الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير عبدالسلام مقبول عن عمر يناهز الـ ٦٨ عاما، كان الفقيد قد بدأ حياته الفنية كرسام للكاريكاتير في سبعينيات القرن الماضي بمجلة مرآة الأمة مع زميله الفنان عبدالرضا كمال، أطال الله في عمره، رحم الله الفقيد، وخالص العزاء لأسرته ولابنته الفنانة هيا عبدالسلام ولزميله الفنان عبدالرضا كمال”.
أما الإعلامية أمل عبدالله، فكتبت: “كان زميلا خلوقا محبا لفنه وعمله، لم يشكُ ولم يتذمر، رزقه الله أسرة غمرته بالحب، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته وأعزي أسرته الكريمة ومحبيه”.
وكتب الباحث في التراث صالح المسباح: “عرفناه منذ السبعينيات رساما، واتصلت به هاتفيا قبل شهرين لتزويدي بسيرته الذاتية لكتابنا المقبل بإذن الله، “موسوعة الصحافة الكويتية”، رحمه الله بواسع رحمته”.
أما فنان الكاريكاتير بدر بن غيث فكتب: “رحل الفنان والأستاذ عبدالسلام مقبول، تاركا لنا أمانة ثقيلة بعد رحلة عطاء طويلة، لن ننساك يا بوأحمد، لطالما دعمت كل فنان وشجعت الجميع”.
بدوره كتب الفنان الإماراتي د. حبيب غلوم “تعازينا القلبية للزميلة الفنانة هيا عبدالسلام وزوجها الزميل فؤاد علي والعائلة الكريمة بوفاة والدها الفنان عبدالسلام مقبول، الله يرحمه ويغفر له ويصبر قلوبكم”.
ودوّن الكاتب محمد حمود البغيلي: “رحم الله زميلنا العزيز عبدالسلام مقبول، وألهم ذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
بدورها، نعت جمعية الكاريكاتير الكويتية الفنان الراحل، وقالت ضمن بيان صحافي: “ببالغ الحزن والأسى تنعى جمعية الكاريكاتير الكويتية الفنان القدير عبدالسلام مقبول (أبوأحمد)، الذي وافته المنية يوم أمس.
يعد فقيد الكاريكاتير الراحل من رواد الفن الكاريكاتيري ومؤسسيه، وُلد في الكويت عام 1952، عمل فناناً في العديد من الصحف الكويتية، وشارك في العديد من المعارض الكويتية والدولية، وحصل خلال مسيرته الفنية على العديد من الجوائز العالمية والعربية والمحلية وشهادات التقدير لأعماله الإبداعية في الكاريكاتير والفن التشكيلي وتصميم الشعارات والبوسترات والديكورات المسرحية والتلفزيونية والكتابات الصحافية، كما كان الفقيد، يرحمه الله، من الفنانين الداعمين جدا لفن الكاريكاتير ومن المشجعين والمحفزين للشباب على هذا الفن الساخر، وكان معروفاً بمواقفه الوطنية في فن الكاريكاتير، وناشطاً في المشاركة بالفعاليات الاجتماعية والإنسانية في المجتمع الكويتي.