رحيل المفكر التنويري جابر عصفور عن عمر يناهز 77 عاما
حالة من الحزن خيمت على الأوساط الثقافية في مصر والوطن العربي، لرحيل المفكر والناقد المصري الدكتور جابر عصفور، الذي قدّم أعمالا بارزة تركت بصمة واضحة في المجال الأدبي، خاصة فيما يخص النقد والتراث والتنوير
الانتصار على قوى الظلام
امتلك الراحل أرشيفا ضخما وأعمال ستظل باقية، كشف من خلالها حقائق، وقام بتعرية أفكار من كانوا يحاولون تغيير الهوية المصرية، فكان مدافعا عن التراث بقلمه الذي كان كالسيف في مواجهة الأفكار المتشددة وأصحابها، فتعرض لإساءات ومحاولات تشويه خلال فترة حكم الإخوان، لكنه لم يترك ساحة المواجهة إلا منتصرا بأفكاره
توفي الباحث والمفكر ووزير الثقافة المصري الأسبق جابر عصفور اليوم الجمعة عن عمر ناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض
انشغل الراحل بقضية التنوير، وهو ما بدا في عدد من مؤلفاته مثل: «محنة التنوير، دفاعاً عن التنوير، أنوار العقل
كما اشتبك في عدد من الكتابات بقضايا التراث
ووفقا لوسائل إعلامية مصرية فإن جنازة الكاتب الكبير الراحل الدكتور جابر عصفور، ستُشيع غدا من مقر جامعة القاهرة،
رجل الفكر والتنوير
وأثرى عصفور الحياة النقدية بالعديد من المؤلفات والدراسات النقدية، ومن مؤلفاته: الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي، مفهوم الشعر دراسة فى التراث النقدى، زمن الرواية، أنوار العقل، هوامش على دفتر التنوير
ومن أبرز مؤلفاته أيضا «غواية التراث»، «النقد الأدبي والهوية الثقافية»، «نقد ثقافة التخلف»، «تحديات الناقد المعاصر وزمن جميل مضى»، و«في محبة الشعر»
رائد البحث الأكاديمي
وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم في بيان، إن الثقافة المصرية والعربية فقدت أحد أعمدتها الراسخة
وأضافت، أن الراحل وضع بصمات بارزة في مجال التنوير وحقق الكثير من الإنجازات الخالدة به، مشيرة إلى دوره الرائد في البحث الأكاديمي وإدارة المواقع الثقافية التي تولاها
مثقف ومفكر وأديب
وحرص وزير الثقافة المصري الأسبق، فاروق حسني، على أن ينعي الراحل جابر عصفور، مشيرا إلى أنه كان مثقفاً قيماً أثرى الحياة الثقافية والأدبية في مصر والعالم العربي بعلمه الغزير
ولد جابر أحمد السيد مصطفى عصفور في 25 مارس/ آذار 1944 بمدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم اللغة العربية عام 1965
حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه ليبدأ حياته الأكاديمية بالتدريس في الجامعة وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا لقسم اللغة العربية بجامعة القاهرة عام 1990
وشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة من يناير/ كانون الثاني 1993 إلى مارس/ آذار 2007 كما أسهمت جهوده في تأسيس المركز القومي للترجمة الذي أصبح مديرا له من 2007 إلى 2011
تولى وزارة الثقافة لأول مرة في 31 يناير/ كانون الثاني 2011 ضمن آخر حكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك لكنه تقدم بالاستقالة من المنصب بعد نحو 10 أيام فقط ثم عاد وتولى الوزارة في يونيو/ حزيران 2014 وحتى فبراير/ شباط 2015
نال الوسام الثقافي التونسي عام 1995 وجائزة سلطان العويس في حقل الدراسات الأدبية والنقد عام 1997 وجائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب عام 2009 ووسام المكافأة الوطنية من درجة قائد من المغرب عام 2010 وجائزة النيل في الآداب عام 2019