يعرف الغراب بالدهاء والحيلة، متفوقا على كثير من الطيور. لا بل وحتى على أنواع من الثدييات. دراسة ألمانية حديثة تكشف عن مستوى جديد من ذكاء هذه الطيور. فإلى أي مدى يصل ذكاؤها؟
تعتبر العديد من الشعوب، الغربان نذير شؤم وجالبة للحظ السيء. كما تربط لونها الأسود بالموت والحداد. ولكن هذه الحيوانات تعتبر من أذكى الطيور، وفقا للدراسات، التي تكشف من حين لآخر المزيد من الأسرار عن ذكاء الغربان.
دراسة ألمانية حديثة أعطت معنى جديدا لمصطلح “مخ الطيور”، من خلال إظهار أن الغربان ذكية ، بمستوى مشابه لبعض فصائل القردة العليا. فقد قارن علماء من جامعة أوسنابروك ومعهد ماكس بلانك للبحث العلمي في برلين المهارات الجسدية والاجتماعية للغربان بمهارات الشمبانزي وسلالة القردة العليا أو المعروفة بـ”إنسان الغاب”، وفق بيان أصدرته جامعة أوسنابروك.
الدراسة، التي نشرت نتائجها في المجلة العلمية “Scientific Reports”، وجدت أن الغربان المألوفة والمعروفة باسم “الغراب الأسحم” طورت بالفعل مهارات معرفية كاملة في إتمام مهام متنوعة في سن أربعة أشهر، مماثلة لتلك التي لدى القردة البالغة. وأجرى فريق البحث اختباراً تجريبياً تم تطويره في الأصل للقرود وتم تكييفه لتطبيقه على الطيور. وتضمن الاختبار إخفاء حلوى تحت كوب مقلوب ثم تغيير موضعه بجوار الأكواب الأخرى، وذلك بغرض معرفة ما إذا كان الغراب سيتمكن من تتبع مكان الطعام – على غرار لعبة الثلاث ورقات. وقام الغراب باستخدام منقاره للإشارة إلى الكوب الصحيح.
وتم تقييم ثمانية غربان، تتراوح أعمارها بين 4 و 8 و 12 و 16 شهرا، في الدراسة في إطار مجموعة متنوعة من المهام، مثل اختبار الذاكرة المكانية أو السلوكيات الاجتماعية كالتواصل. ووجد العلماء أن الطيور أتقنت اجتياز اختبارات متعلقة بفهم الكميات، وسلاسل السبب والنتيجة، والتعلم الاجتماعي والتواصل، على غرار قردة الشمبانزي أو سلالة قردة الأورانج أوتان المعرفة أيضاً بـ”إنسان الغاب”. ويعتزم العلماء تطوير اختبارات إضافية تحدد المهارات الخاصة للغربان.