حرب ديبلوماسية حول اللقاحات وتفشي «كورونا» يتراجع في #الولايات المتحدة
أطلقت الصين جواز سفر رقميا لمواطنيها الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد يسمح لهم بإثبات حالتهم الصحية أثناء السفر من وإلى الخارج.
وهذه الشهادة الرقمية التي تظهر إذا ما كان حاملها قد تلقى اللقاح أم لا إضافة إلى نتائج اختبار فيروس كورونا، متاحة للمواطنين الصينيين عبر برنامج على منصة التواصل الاجتماعي الصينية «وي تشات» أطلقته البلاد اول من امس.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية ان هذه الوثيقة أطلقت «بهدف المساعدة في تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي وتسهيل السفر عبر الحدود».
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن برنامج الصين يتضمن رمز استجابة سريعة يسمح لكل بلد بالحصول على المعلومات الصحية للمسافرين.
ومع ذلك، فإن «جواز السفر الصحي» الدولي هذا متاح حاليا فقط للمواطنين الصينيين وهو ليس إلزاميا بعد. من جهة أخرى، ندد الكرملين أمس باتهامات واشنطن «السخيفة» لروسيا بشن حملة «معلومات مضللة» على الإنترنت تتعلق بلقاحين ضد فيروس كورونا رخصت لهما الولايات المتحدة.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ان دائرة الوزارة المكلفة مراقبة الدعاية الخارجية والتصدي لها «حددت أربع منصات انترنت روسية تشرف عليها أجهزة الاستخبارات الروسية تنشر التضليل الإعلامي» حول هذين اللقاحين، دون أن يحددهما.
ورد المتحــدث باســم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس قائلا «نحن لا نفهم مثل هذه التصريحات وننوي أن نوضح بتأن وباستمرار أنها سخافة مطلقة».
وأضاف بيسكوف «لقد عارضنا على الدوام تسييس أي قضية تتعلق باللقاحات»، مؤكدا أن روسيا لم تنظم «أبدا» مثل هذه الحملات الإعلامية المضللة.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن هذه الحملة المزعومة تستهدف بشكل خاص لقاح «فايزر ـ بيونتيك». وكانت السلطات الصحية الأميركية قد رخصت للقاح «موديرنا» ومؤخرا لقاح «جونسون آند جونسون».
وقد سجلت الولايات المتحدة أول من امس حصيلة وفيات يومية بـ «كوفيد ـ 19» تقل عن ألف وفاة للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات الجامعة وفاة 749 شخصا، وهي أقل حتى من عتبة الـ 822 وفاة التي سجلت في 29 نوفمبر الماضي.
وتؤكد هذه البيانات أن وتيرة تفشي الوباء آخذة في التراجع في الولايات المتحدة التي عاد فيها منحنى الوفيات كما الإصابات إلى المستويات التي كان عليها قبل عيدي الهالوين والشكر وغيرهما من الاحتفالات والمناسبات التي شهدت فيها البلاد تنقلات جماعية وتجمعات ضخمة ساهمت في تفشي الفيروس، وتعتبر هذه الأرقام بشرى سارة للرئيس جو بايدن، حيث تلقى أكثر من 59 مليون أميركي جرعة لقاحية واحدة على الأقل، أي نحو 23% من السكان البالغين، في حين يتواصل بثبات ارتفاع المعدل المناعي.
وقد أعلنت السلطات الصحية أن عدد الأشخاص الذين تلقوا كامل الجرعات المضادة لفيروس كورونا يمكنهم أن يلتقوا بعضهم البعض ضمن مجموعات صغيرة وفي أماكن مغلقة من دون وضع كمامات ومن دون التقيد بقواعد التباعد الاجتماعي.
في غضون ذلك، قالت غرفة التجارة الإيطالية ـ الروسية لوكالة «فرانس برس» ان إيطاليا ستبدأ إنتاج لقاح «سبوتنيك ـ V» الروسي المضاد لفيروس كورونا اعتبارا من يوليو، وهي سابقة في الاتحاد الأوروبي الذي لم يعط الضوء الأخضر بعد لهذا اللقاح.
وقال ستيفانو ماجي المستشار الصحافي لرئيس غرفة التجارة فينشينزو تراني «سيبدأ إنتاج اللقاح اعتبارا من يوليو 2021 في مصانع شركة الأدوية الإيطالية ـ السويسرية أدييني» في لومبارديا في شمال إيطاليا.
وأوضح «ستنتج 10 ملايين جرعة بين 1 يوليو و1 يناير 2022»، مؤكدا أن هذا «أول اتفاق على المستوى الأوروبي لإنتاج لقاح سبوتنيك ـ V، في الاتحاد الأوروبي».
ولم يرخص «سبوتنيك ـ V» في الاتحاد الاوروبي بعد، لكن وكالة الأدوية الأوروبية، ومقرها في أمستردام، بدأت بمراجعته، وهي خطوة مهمة لترخيصه. لكن مسؤولة في الوكالة الأوروبية للأدوية حذرت من التسرع بترخيص لقاح «سبوتنيك» لعدم توافر كامل البيانات. وقارنت المسؤولة في الوكالة الأوروبية إعطاء تصريح طارئ للقاح «سبوتنبك ـ V» الروسي من قبل بعض الدول الأوروبية بلعبة «الروليت الروسية»، في اشارة الى المجر وسلوفاكيا والتشيك. وقد نددت روسيا بشدة بالتصريحات.
ولجأت العديد من دول الاتحاد الأوروبي إلى لقاحات لم تتم الموافقة عليها بعد، مثل المجر التي بدأت بإعطاء اللقاح الروسي لسكانها الشهر الماضي. كذلك، طلبت جمهورية التشيك وسلوفاكيا «سبوتنيك ـ V» من روسيا.
وبعد هذا الإعلان، قالت السلطات الروسية إنها مستعدة لتقديم اللقاحات إلى 50 مليون أوروبي اعتبارا من يونيو.
وانتقد صندوق الاستثمار المباشر السيادي الروسي الذي ساهم في إنتاج «سبوتنيك ـ V» مرة جديدة أمس الوكالة الأوروبية لأنها «أجلت لأشهر» عملية المصادقة على اللقاح.