جهود أميركية – مصرية لتثبيت «الهدنة» وواشنطن تستمهل عملية السلام
تكثفت الجهود الدولية للتأكد من الالتزام بوقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة، حيث تشهد المنطقة زخما من التحركات الديبلوماسية بدأها وزير الخارجية المصري سامح شكري بجولات مكوكية بين الأردن والأراضي الفلسطينية تزامنت مع توجه وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إلى المنطقة.
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله شكري أمس، أن الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية يفعل المسار السياسي لحلها بما يلبي الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال الديوان الملكي الأردني في بيان، إن شكري نقل رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للعاهل الأردني أكدت متانة العلاقات بين البلدين ومواصلة التنسيق حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشدد الملك عبدالله على ضرورة البناء على وقف إطلاق النار في غزة. مثمنا في الوقت ذاته الجهود «الكبيرة» لمصر في التوصل إلى الهدنة في القطاع.
وأكد ضرورة تكثيف الجهود لبلورة موقف دولي فاعل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان وزير الخارجية المصري قد وصل إلى العاصمة عمان أمس حيث التقى نظيره الأردني أيمن الصفدي، قبل أن يغادر منها إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بغية التنسيق تجاه مستجدات الشأن الفلسطيني وجهود إعادة إعمار قطاع غزه. من جهته، قال الصفدي ان ما تقوم به إسرائيل في حي (الشيخ جراح) يهدد بالانفجار مرة أخرى، مؤكدا أن القدس المحتلة هي عاصمة دولة فلسطين والوصاية على المقدسات فيها هاشمية «ولا سلام شاملا إلا بانتهاء الاحتلال والتوصل إلى حل الدولتين».
وأكد الصفدي أن حصار أهالي الشيخ جراح والتضييق عليهم يدفعان إلى تفجير الأوضاع مرة أخرى، ما يستدعي التعامل مع هذه الممارسات بأنه لا حق ولا شرعية لتهجير أهالي الحي من بيوتهم.
وفيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، قال الصفدي: ان إعادة الإعمار في قطاع غزة أولوية ننسق بشأنها، معربا عن تطلع بلاده للمحادثات التي ستجريها مع وزير الخارجية الأمريكي «لإيجاد أفق حقيقي يعيد الأمل في التقدم للأمام».
وأضاف ان المباحثات مع الوزير المصري ستركز على آلية التحرك المستقبلي مع الأشقاء والأصدقاء وعلى مستوى الإقليم والعالم لضمان عدم تكرار ما حدث وإعادة اطلاق تحرك دولي فاعل لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
من جانبه، أكد الوزير شكري أهمية بلورة موقف دولي فاعل لتثبيت التهدئة، لافتا الى وجود رؤية مشتركة مع الأردن لتحقيق سلام عادل وشامل.
وقال ان ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية والقدس المحتلة يحتم التواصل مع الأردن، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية أكدت أهمية حل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وفي رام الله اجتمع شكري مع عباس وبحثا «سبل البناء على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتعزيز التدابير اللازمة للحفاظ على استقرار الأوضاع ووقف التصعيد بصورة دائمة في سائر الأراضي الفلسطينية».
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن شكري أكد على الحاجة لوقف الممارسات التي تقوض السلام وتؤجج العنف بين إسرائيل والفلسطينيين بما في ذلك بالقدس الشرقية.
وتابع أنهما بحثا أيضا «سبل توفير المناخ الملائم لإعادة إحياء عملية السلام بشكل عاجل».
من جهته، كتب بلينكن في تغريدة على تويتر قبل توجهه إلى المنطقة: «بطلب من الرئيس بايدن أتوجه إلى القدس ورام الله والقاهرة وعمان للقاء الأطراف دعما لجهودنا لتعزيز وقف إطلاق النار. تلتزم الولايات المتحدة ديبلوماسية نشطة لوضع حد للأعمال العسكرية وخفض التوتر».
وتعليقا على الزيارة، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، إنها ستركز بالأساس على ضمان صمود وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعمل مع الأطراف المعنية على ضمان وصول المساعدات للناس.
وأشار المسؤول في اتصال مع الصحافيين إلى أنه من السابق لأوانه محاولة بدء محادثات سلام، لكن واشنطن مازالت ملتزمة بحل الدولتين مضيفا أن زيارة بلينكن خطوة أولى في فتح «فصل التواصل» في الصراع الدائر منذ زمن بعيد. وأكد أن الولايات المتحدة ستعمل مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة لتوجيه المساعدات إلى غزة بطريقة تضمن وصولها إلى سكان القطاع.
وأعلنت الإدارة الأميركية أن بلينكن يلتقي في القدس المحتلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفي رام الله الرئيس محمود عباس قبل أن يتوجه إلى مصر والأردن. وسبق الزيارة بيان للرئيس بايدن أكد فيه أنه «سيتحادث مع شركاء رئيسيين آخرين في المنطقة خصوصا بشأن الجهود الدولية المنسقة لضمان وصول مساعدة فورية لغزة يستفيد منها السكان وليس حركة حماس وبشأن طريقة خفض مخاطر تجدد النزاع في الأشهر المقبلة».
من جهة أخرى، استشهد شاب فلسطيني، متأثرا بجروحه الخطيرة التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بمدينة القدس المحتلة. ونقلت وكالة «وفا» عن شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أطلقت عدة طلقات نارية صوب الشاب قرب التلة الفرنسية، وأصابته بجروح خطيرة، ما أدى إلى استشهاده على الفور، والشاب هو زهدي الطويل يبلغ من العمر 17 عاما من سكان كفر عقب، وكان طالبا متفوقا بالثانوية العامة.
وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصوير يظهر الشهيد على الأرض وهو مقيد اليدين وبجانبه حقيبته المدرسية.
وزعمت قوات الاحتلال أن الشاب نفذ عملية طعن أدت الى اصابة شخصين بينهما جندي، وأحدهما إصابته بالغة.