أخبارعربي وعالمي

تعليق «أسترازينيكا» قد يكون كارثياً في ظل «الموجة الثالثة»

مع استمرار المزيد من الدول الأوروبية وغيرها في تعليق احترازي مؤقت لاستخدام لقاح «استرازينيكا»، إلا أن المسؤولين وعلماء المناعة يشعرون بالقلق من أن التوقف سيكلف وقتاً حيوياً في السباق ضد متغيرات الفيروس سريعة الانتشار، وسيشجع المتشكّكين من اللقاح.

توسّع الحظر على استخدام لقاح «استرازينيكا»، بسبب الاشتباه بتسببه بجلطات دموية، ليضم دولاً أوروبية جديدة ويشمل دولا أخرى خارج القارة العجوز، مثل فنزويلا التي أصبحت أول بلد لاتيني يعلّق استخدام اللقاح البريطاني.

وفي الساعات الأخيرة، انضمت السويد وإسبانيا ولاتفيا والبرتغال الى نحو 20 دولة أعلنت تعليق استخدام اللقاح، بينما لا تزال منظمة الصحة، التي عقدت اجتماعاً أمس، خصّصته لأزمة «استرازينيكا»، تتمسّك بالحذر على قاعدة عدم وجود أدلة على تسبب اللقاح بمضاعفات خطيرة، منها الجلطة الدموية.

لندن

وفي وقت أعلنت أستراليا أنه ليست لديها خطط لوقف استخدام «أسترازينيكا»، مشدّدة على ثقتها الكاملة به، قال أستاذ الطب التجريبي في «كلية إمبريال كوليدج» في لندن البروفيسور بيتر أوبنشو، إن قرار تعليق استخدام «أسترازينيكا» يمكن أن يتحول إلى «كارثة».

وأوصى أوبنشو من كانوا ينتظرون اللقاح بعدم القلق، مضيفاً أنه من الواضح أن فوائده تفوق «القلق المحتمل بشأن هذا النوع النادر من الجلطة الدموية».

وقال لـ «BBC»، أمس، «إنها حجة من جانب واحد تماماً من الناحية الإحصائية، إننا بحاجة إلى التطعيم، وأعتقد أنها كارثة بالنسبة لتوزيع التطعيم في أوروبا، والذي يعاني بالفعل من عدم الاستقرار إلى حد ما في عدد من البلدان».

ولليوم الثاني على التوالي، دافع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، عن سلامة «أسترازينيكا».

وكتب جونسون في صحيفة «ذا تايمز» أنّ «هذا اللقاح آمن ويعمل في شكل جيد للغاية»، متابعاً أنه «يُصنع في عدة أماكن من الهند إلى الولايات المتحدة، وكذلك بريطانيا، ويتم استخدامه حول العالم».

منظمة الصحة

وعقد خبراء التلقيح التابعين لمنظمة الصحة العالمية، أمس، اجتماعاً لدرس مستوى سلامة «أسترازينيكا». وفي مؤتمر صحافي عقدته في جنيف، ليل الاثنين، قالت كبيرة علماء المنظمة سمية سواميناتان: «لا نريد أن يصاب الناس بالهلع، وفي الوقت الراهن نوصي الدول بمواصلة التلقيح بأسترازينيكا، لأننا إلى حد الآن لم نجد رابطا بين هذه الأحداث واللقاح».

وقالت مديرة الوكالة الأوروبية للأدوية، ايمر كوك، خلال مؤتمر صحافي أمس، إنّ «الوكالة مقتنعة تماما بأن فوائد أسترازينيكا في منع الإصابة بكوفيد 19 وما يرتبط به من مخاطر دخول المستشفى والوفاة تفوق مخاطر هذه الآثار الجانبية».

فايزر

وبعدما أوقفت العديد من الدول استخدام «أسترازينيكا»، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أن شركتي «بيونتيك» الألمانية وشريكتها «فايزر» الأميركية وافقتا على تسريع تسليم 10 ملايين جرعة من لقاحهما.

وذكرت فون دير لاين، في بيان، أمس، أن من شأن هذا أن يتيح للدول الأعضاء «مجالاً للمناورة، وربما سد الثغرات في عمليات التسلم». وأوضحت أن هذا سيرفع إجمالي جرعات «فايزر» المقرّر تسلمها بحلول نهاية يونيو إلى 200 مليون.

بدورها، أعلنت شركة «موديرنا» الأميركية، أمس، أنها بدأت اختبار لقاح على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 عاماً، والمتوقع أن تسجل الدراسة 6750 طفلاً أصحاء في الولايات المتحدة وكندا.

وقال الدكتور ديفيد وول، المدير الطبي لعيادة اللقاح في جامعة نورث كارولينا، والذي لم يشارك في الدراسة: «هناك طلب كبير لمعرفة المزيد عن تطعيم الأطفال وما يفعله».

وأعلنت «موديرنا» أنها «خطوة أولى مهمة في توسيع نطاق طرح اللقاح ليشمل البالغين الذين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة وكانوا محور حملات التلقيح في جميع أنحاء العالم حتى الآن».

وسيحصل كل طفل على جرعتين، يفصل بينهما 28 يوماً. وستتكون الدراسة من جزأين. في الحالة الأولى، قد يتلقى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى أقل من 12 جرعتين من 50 أو 100 ميكروغرام لكل منهما. كما يمكن لمن هم أقل من عامين تلقي حقنتين بحجم 25 أو 50 أو 100 ميكروغرام.

وفي دراسة منفصلة، تختبر «موديرنا لقاحها» على 3000 طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً.

موجة ثالثة

وحذّرت صحيفة «نيويورك تايمز»، في تقرير لها، من أن موجة ثالثة من الإصابات بالفيروس تضرب أوروبا، والوضع يبدو مشابهاً بشكل مذهل للأيام الأولى للوباء، معتبرة أن «الحالات آخذة في الارتفاع، واحتجاجات الشوارع أصبحت عنيفة».

وتابعت الصحيفة: «بعد عام على الأزمة، عادت إيطاليا إلى فرض وضع قيود جديدة، ما أدى إلى سقوط البلاد في صمت مخيف، خشية من أن تصبح أول دولة أوروبية تفرض إغلاقاً وطنياً».

واعتمدت إيطاليا لأشهرٍ على نظام قيود مرمز بالألوان حاول استهداف حالات تفشي المرض، مع تجنب الإغلاق الوطني، لكن يبدو أنه لم ينجح، إذ إن هناك موجة من السلالات الجديدة أكثر عدوى.

وقال ماسيمو غالي، أحد كبار علماء الفيروسات الإيطاليين، لصحيفة «كورييري ديلا سيرا»: «التاريخ يعيد نفسه. لسوء الحظ، توهّمنا جميعاً أن وصول اللقاحات سيقلّل من ضرورة المزيد من الإغلاق الصارم. لكن اللقاحات لم تصل بكميات كافية».

فرنسا

وفي باريس، أعلنت وزارة الصحة الفرنسية اكتشاف سلالة جديدة من «كورونا» ظهرت في بؤر تفش بمركز طبي في منطقة بريتاني بمدينة لانيون.

وقالت الوزارة إن التحاليل الأولية لم توضح حتى الان اذا ما كانت هذه السلالة أكثر خطورة أو أسرع انتشارا من غيرها.

سبوتنيك في

من ناحيته، قال عمدة مدينة نيس كريستيان إستروزي، إن على السلطات الفرنسية اتخاذ قرار في أقرب وقت ممكن، يسمح باستخدام لقاح «سبوتنيك في» الروسي.

وأضاف في حديث لقناة CNews التلفزيونية أن «نحو 50 دولة تستخدم هذا اللقاح بالفعل، وحملة تطعيم السكان هناك تسير بشكل جيد».

وفي السياق، قدمت روسيا لفيتنام ألف جرعة من «سبوتنيك في»، في أول مرة يتم فيها تسليم اللقاح الروسي لهذه البلاد التي تقع في جنوب شرقي آسيا.

ووصل أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إلى هانوي، أمس، في زيارة تستمر يومين، وقد حمل معه اللقاح، كهدية اقترحها الرئيس فلاديمير بوتين.

تقرير ووهان

في غضون ذلك، يترقب العالم، الاطلاع على استنتاجات تقرير فريق منظمة الصحة العالمية، الذي زار الصين، حول منشأ «كورونا» الذي انتشر من الصين أواخر عام 2019 ليجتاح كل دول العالم ويتسبب في موت مئات الآلاف. وأعلن كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة، أمس، أن التقرير من المرجح أن يصدر الأسبوع المقبل، وهو نتاج تعاون بين اختصاصيين أرسلتهم المنظمة وخبراء صينيين.

والخبراء الدوليون الذين لم يسمح لهم بالتحقيق على الأرض إلا بعد عام على إعلان السلطات الصينية ظهور الفيروس، غادروا الصين منذ أكثر من شهر والتوتّر يبدو واضحا.

وما يزيد من التوتر أن منظمة الصحة عدلت عن نشر تقرير أولي نهاية فبراير من دون تبرير حقيقي لذلك.

فخرا

وفي سياق متصل، أزاحت إيران الستار عن لقاح «فخرا» المضاد لـ«كورونا»، بحضور وزير الدفاع أمير حاتمي ووزير الصحة سعيد نمكي.

وانطلقت، أمس، التجارب الإنسانية لهذا اللقاح.

يذكر أن اسم اللقاح «فخرا» يأتي تكريماً لكبير علماء الذرة الإيرانيين محسن فخري زاده، الذي اغتيل في 27 نوفمبر بالقرب من طهران. وأصبح نجله أول من تلقى التطعيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى