ترامب يعلن حرباً داخل الحزب الجمهوري ويدعو لعزل ميتش ماكونيل
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانقسام داخل حزبه الجمهوري وأعلن، كما كان متوقعا، حربا مفتوحة على زملائه من الحزب الجمهوري الذين عارضوا مزاعمه بشأن حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية وأيدوا مساعي الديموقراطيين في محاكمته الثانية رغم انها انتهت بتبرئته السبت الماضي.
وصوب ترامب خصوصا على زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل رغم أنه صوت ضد إدانته لكونه لم يعد في المنصب، لكنه يحمله «المسؤولية» عن اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول) الشهر الماضي، في انفصال مدو يشكل رمزا للانقسامات التي تمزق الجمهوريين.
وأصدر الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الذي بقي متحفظا جدا منذ مغادرته البيت الأبيض، بيانا نادرا يتضمن انتقادات حادة، معلنا قطيعة مع هذا الوضع.
وكتب الرئيس السابق الذي يروج لنفسه على أنه أفضل رصيد لحزبه لاستعادة السيطرة على الكونغرس في الانتخابات النصفية في 2022 أن «ميتش سياسي متجهم لا يبتسم أبدا وإذا بقي الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ معه فلن يفوزوا بعد الآن» داعيا لعزله.
وكان ترامب عمل يدا بيد مع ماكونيل السيناتور عن ولاية كنتاكي المعروف بحنكته، لأربع سنوات.. من تعيين مجلس الشيوخ لمئتي قاض محافظ بينهم ثلاثة في المحكمة العليا إلى إصلاح نظام الضرائب الذي شكل نجاحا تشريعيا نادرا للملياردير.
وفي بيانه المطول قال ترامب إن استطلاعات الرأي تشير «اليوم إلى أن أرقام» ماكونيل «هي أدنى حتى مما كانت عليه في السابق، إنه يدمر الجهة الجمهورية من مجلس الشيوخ وفي الوقت نفسه يلحق أضرارا جسيمة ببلدنا».
وأكد قطب العقارات أن «الحزب الجمهوري لن يتمكن بعد اليوم من أن يحظى بالاحترام أو أن يكون قويا بوجود قادة سياسيين مثل ميتش ماكونيل على رأسه». وحمل السيناتور مسؤولية فقدان الأغلبية في مجلس الشيوخ الذي شكل صدمة في يناير.
لكن مسؤولين جمهوريين آخرين يرون أنه على العكس، ترامب هو الذي قوض مشاركة ناخبيه في عمليتي اقتراع حاسمتين، عندما شكك لأشهر بالعملية الانتخابية الأميركية ودان ومن دون تقديم أي دليل «التزوير الواسع» الذي قال ان الانتخابات الرئاسية شهدته.
ويعكس هذا الطلاق العلني بين الزعيمين الجمهوريين الانقسامات العميقة التي يتخبط فيها الحزب حاليا. ويبدو أن ترامب لن ينسى تصويت 7 جمهوريين الى جانب الديموقراطيين الخمسين اعضاء مجلس الشيوخ على ادانته وهو امر غير مسبوق، نجا منه كون الدانة تحتاج اغلبية الثلثين أي 67 صوتا.
وفي مجلس النواب صوت عشرة جمهوريين مع الديموقراطيين مع عزله. وقد واجهوا جميعا منذ ذلك الحين ردود فعل قاسية في حزبهم، وفي بعض الأحيان داخل أسرهم.
ذلك لأن دونالد ترامب مازال يتمتع بشعبية كبيرة في معسكره. فثلاثة أرباع الناخبين الجمهوريين يريدون منه الاستمرار في لعب «دور قيادي» في الحزب، وفقا لاستطلاع للرأي أجرته كوينيبياك نشر يوم الاثنين الماضي.
ولم يكتف ترامب في بيانه بمهاجمة ماكونيل، بل وسع نطاق هجومه ليشمل زوجة السيناتور وزيرة النقل السابقة إيلين تشاو. وتشاو مولودة في تايوان وقد عينها ترامب وزيرة للنقل في منصب استمرت فيه ما يقرب سنوات عهده الأربع.
وقال الرئيس السابق في بيانه إن «ماكونيل لا يتمتع بأي مصداقية في ما يتعلق بالصين بسبب المصالح التجارية الكبيرة التي تمتلكها أسرته في الصين».
ولعل ما اثار غضب ترامب تصريح ماكونيل بأن مثيري الشغب الذين اقتحموا الكونغرس تحركوا بهذه الطريقة «لأن أقوى رجل في العالم غذاهم بالأكاذيب»، مؤكدا أن «الرئيس ترامب وحده» كان بإمكانه وقف الحشد.
ثم حرص على التأكيد مرة أخرى أنه يمكن مقاضاة رجل الأعمال الذي أصبح من جديد «مواطنا بسيطا». واضف «لم يفلت من شيء بعد».
وقال ميتش ماكونيل إن إتاحة المجال لترامب في الانتخابات المقبلة غير وارد، مؤكدا أنه هو الذي سيؤثر على اختيار المرشحين الجمهوريين.
وبين محو عهد ترامب أو الولاء للملياردير للفوز، يبدو الانقسام حادا داخل الحزب الجمهوري منذ السادس من يناير.
وبينما يعلن عضو مجلس الشيوخ المخضرم عن قطيعة، يقدم آخرون الولاء لترامب في مقر إقامته الفخم في ولاية فلوريدا.
فقد سمح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي بتصويره مبتسما في صالونات مارالاغو الذهبية في نهاية يناير.
وأعلن السيناتور ليندسي غراهام الوفي للرئيس السابق، الأحد أنه سيقوم بزيارته. وقال لقناة «فوكس نيوز» إن ترامب مازال «أقوى قوة» في الحزب الجمهوري. واضاف أن «حركة ترامب في حالة جيدة».
في هذه الاثناء، قدم النائب الديموقراطي بيني تومسون شكوى ضد ترامب ومحاميه رودي جولياني ومجموعتين متطرفتين يمينيتين لدورهم في الهجوم الدامي على الكابيتول.