تأجيل ( مؤتمر إسطنبول ) حول أفغانستان حتى إشعار آخر
بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن قراره، بسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل، ورفض حركة طالبان إجراء أي مباحثات سلام قبل انسحاب كل القوات الأجنبية، أصبح انعقاد المؤتمر الدولي حول أفغانستان، الذي كان مقرراً أن تستضيفه إسطنبول السبت المقبل، على المحك، حتى قبل أن تعلن تركيا أمس الأول تأجيله.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده قررت إرجاء محادثات السلام إلى ما بعد شهر رمضان، لكن مراقبين شككوا في أن تنجح تركيا في عقد المؤتمر، بعد بروز تعقيدات، أبرزها موقف “طالبان” المتشدد، بعد تراجع بايدن عن الاتفاق الذي عقدته إدارة الرئيس دونالد ترامب معها.
كما تحدثت تقارير عن تحفظ طهران، التي تُمسك بعض الخيوط الأفغانية، على إدارة تركيا للمؤتمر، خصوصاً لناحية تجاهلها، رغم كونها إحدى دول جوار أفغانستان المؤثرة.
وأقر جاويش أوغلو بوجود عراقيل، وتحدث عن “عدم وضوح” بشأن المشاركين في المؤتمر.
لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس شدد خلال مؤتمر صحافي، أمس الأول، على أن تأجيل مؤتمر إسطنبول لا يعني وقف جهود التسوية، مشيرا في هذا السياق إلى أن “محادثات إسطنبول ليست بديلة عن العملية السياسية الأكبر والأكثر شمولية في الدوحة”.
وكانت واشنطن ضغطت لكي يجري اجتماع إسطنبول الذي ترعاه الأمم المتحدة قبل الأول من مايو، الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بموجب اتفاق ترامب.
وقال مسؤول كبير في الحكومة الأفغانية لـ «رويترز»، إن التأجيل حدث بسبب رفض «طالبان» الحضور، بينما شكك محمد نعيم، المتحدث باسم الحركة، في انعقاد المؤتمر بعد رمضان.
جاء ذلك، بينما قال قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي، في جلسة استماع في الكونغرس، إن «البنتاغون» يدرس مع دول مجاورة لأفغانستان اعادة تموضع قوات اميركية فيها للتمكن من «مواصلة عمليات المراقبة والاستطلاع فوق الأراضي الأفغانية»، وربما شن غارات جوية انطلاقا منها في حال دعت الحاجة.
ودافعت إدارة الرئيس بايدن عن قرار الانسحاب، رغم الانتقادات، خصوصا من قبل جنرالات “البنتاغون”، الذين اقترحوا إبقاء قوة عسكرية للتدخل.
وانضم الرئيس السابق جورج دبليو بوش، الذي أبلغه بايدن القرار قبل الإعلان عنه، إلى منتقدي الانسحاب، لكنه بتحفظ. وقال في مقابلة نادرة على شبكة NBC التلفزيوينة الأميركية، إن “الإدارة الحالية تأمل أن تبقى الفتيات الأفغانيات آمنات بفضل الدبلوماسية. سنكتشف إذا كان ذلك صحيحاً. لكن كل ما أعرفه، هو أن عناصر (طالبان) عندما أداروا البلاد كانوا متوحشين”.
وفي مقال بمجلة فورين بوليسي، دعا مايكل هارش، وهو باحث زائر بجامعة هارفارد، وتايلور ويتسيل، مساعد باحث بالجامعة نفسها، إدارة بايدن إلى منع الفوضى في أفغانستان، من خلال اعتماد مبدأ “جزر الاستقرار”، وهي عبارة عن مناطق ذات مستويات عالية نسبياً من توفير الأمن والخدمات العامة في الدول الهشة والمتأثرة بالصراع.
ويقول الباحثان إن وجود استراتيجية إقليمية لتحقيق الاستقرار سيعزز إنشاء وتوطيد جزر الاستقرار هذه، على أن يكون الانتخاب المباشر لحكام الولايات أحد العناصر الأساسية لهذه الاستراتيجية.
ويرى الباحثان أنه بإمكان بايدن الاستفادة من دروس “جزر الاستقرار”، بالتركيز على 3 مجالات: اللامركزية، والمساعدات طويلة الأجل، وتثبيط التخريب الخارجي.
في سياق متصل، تتجه ألمانيا الى تقصير فترة انسحاب قواتها المنتشرة في أفغانستان والبدء به اعتباراً من 4 يوليو، وتحدثت وزارة الدفاع الالمانية عن مداولات بهذا الشأن لكنها شددت على أن القرار الأخير يعود لحلف «الناتو».