( بولندا ) تتعهد ببناء أقوى جيش بري أوروبي خلال عامين
وعد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشاك بأن يكون الجيش البري البولندي الأقوى في أوروبا خلال عامين. جاء ذلك خلال حديثه على الهواء مباشرة إلى الراديو البولندي، حيث لم يخفِ حقيقة أنه يرى روسيا كخصم محتمل في المقام الأول، وهو ما عبر عنه بقوله: «سيكون الجيش البولندي هو من سيصد المعتدي، وهذا بالضبط هدفنا: إنشاء جيش قوي بحيث لا تجرؤ روسيا على مهاجمة بلادنا». يأتي ذلك مع تصاعد التوتر والاتهامات المتبادلة بين وارسو وموسكو اللتين تجمعهما علاقة عداء تاريخية.
وفي نهاية أبريل، أفاد بيان صادر عن المخابرات الخارجية الروسية بأن «بولندا تعاود التحول إلى ضبع أوروبا المتعطش للتوسع الإقليمي»، في حين اتهم مدير المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين مراراً وتكراراً وارسو بالتخطيط إنشاء دولة وكيلة لها في غرب أوكرانيا بحماية الجيش البولندي.
وأمس وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قيام بولندا بإطلاق اسم كروليفيتس على مدينة كالينينغراد الروسية التي تقع في جيب منفصل عن روسيا وتحيط بها بولندا وليتوانيا، بأنه «عملية أقرب إلى الجنون».
وفي وقت سابق، ذكرت مجلة بولندية أن لجنة توحيد الأسماء الجغرافية خارج بولندا، التي تعمل تحت إشراف كبير المساحين في البلاد، قررت استخدام فقط الاسم البولندي كروليفيتس للدلالة على كالينينغراد.
وعلق بيسكوف على القرار البولندي بخصوص التسمية، وكذلك على منع السفير الروسي في بولندا أمس الأول من وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجنود السوفيات في ذكرى يوم النصر على النازية التي تحتفل فيه روسيا في 9 مايو، وقال: «ما يحدث في بولندا، لم يعد حتى روسفوبيا، بل عمليات تقترب من الجنون»، مضيفاً أن «بولندا تنزلق عبر التاريخ، من وقت لآخر في هذا الجنون المتمثل في كراهيتها للروس».
وخلص بيسكوف إلى أن «هذا الأمر تكرر لقرون عديدة، منذ القرنين السادس عشر والسابع عشر وحتى قبل ذلك. وهو لن يجب أي أمر حميد وجيد لبولندا والبولنديين». إلى ذلك، هاجمت طائرتان مسيرتان قاعدة عسكرية روسية في منطقة فورونيغ غربي روسيا، لا تبعد كثيرا عن أوكرانيا، بحسب تقارير رسمية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن أكثر من 10 جنود روس أصيبوا في الهجوم. وكان الهدف من الهجوم منطقة بوغونوفو للتدريب العسكري جنوب غرب فورونيغ، بحسب موقع «أسترا».
وفيما حذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من توقع الكثير من هجوم الربيع المتوقع للجيش الأوكراني، مردداً تعليقات أدلى بها أخيراً وزير الدفاع الأوكراني، قال اندري بيليتسكي مؤسس كتيبة «آزوف» الأوكرانية المرتبطة باليمين المتشدد أمس أنه تم تحرير منطقة في مدينة باخموت، في دوينتسك شرق اوكرانيا تصل الى 3 كيلومترات بالكامل من الجنود الروس، كما تم هزيمة ما لا يقل عن لواءين روسيين، وتم احتجاز رهائن.
في غضون ذلك، انضمت روسيا الى الدول التي عبرت عن حزنها واداناتها لمقتل أرمان سولدين (32 عاماً)، الصحافي في وكالة «فرانس برس» الذي لقي حتفه أمس الأول في قصف شرق أوكرانيا، لكن الكرملين أشار إلى أن الظروف المحيطة بمقتله قرب باخموت غير واضحة.
وكان سولدين يعمل في فريق من خمسة مراسلين تابعين لـ «فرانس برس» يرافقون جنودا أوكرانيين على الجبهات، حول بلدة تشاسيف يار الأوكرانية القريبة من باخموت وتستهدفها القوات الروسية يوميا.
وأطلقت صواريخ غراد وأصيب بينما كان منبطحا على الأرض ليحمي نفسه. ونجا بقية أفراد الفريق من القصف. وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء بـ«شجاعة» سولدين.
في سياق متصل، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال انعقاد مجلس الوزراء بحضور نظيرتها الألمانية أنالينا بيربوك، الصين إلى استخدام «علاقاتها مع روسيا» من أجل دفعها «لتدرك أنها في طريق مسدود» في أوكرانيا.