عربي وعالمي

بحر الصين الجنوبي… ساحة محتدمة للصراعات الدولية

تتسع دائرة التوترات في بحر الصين الجنوبي، بين بكين وبقية الدول المطلة عليه، في ظل تسارع وتيرة تسليح خفر السواحل، وتكليفه بمهام أكبر من المعتاد، وتكرار المناوشات العسكرية في مياهه.

وفي هذه الأجواء، يرصد خبيران، عسكري وسياسي، في توضيحاتهما لموقع «سكاي نيوز عربية» مؤشرات احتمال انفجار قتال في أي وقت بين هذه الدول، مع تراكم خلافاتها حول الجزر في بحر الصين، وتدخل واشنطن لتسليح الدول المناهضة لبكين في دائرته.

واستطاعت الصين خلال عقد واحد، إنشاء أكبر أسطول لخفر السواحل، وركزت تواجده في بحر الصين الجنوبي والشرقي حيث تشهد المنطقة نزاعات حول ملكية جزر مع كثير من الدول المطلة عليه، وهي تايوان وكوريا الجنوبية وأستراليا واليابان والفيلبين.

تكثيف الحضور الصيني

ولفتت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى شواهد «سباق التسلح» بين الصين وجاراتها في بحر الصين، ومنها:

– نشرت الصين أسطولاً من القوارب المجهزة بمدافع 76 ملم، ولها قدرة على إضافة صواريخ مضادة للسفن.

– أطلق سباق تسلح في المنطقة وكثير من الدول استشعرت الخطر ودعمت خفر سواحلها.

– المياه حول تايوان هي إحدى ساحات القتال المحتملة، ويومياً تحدث مناوشات بين خفر السواحل.

– في الفترة بين 30 مارس و2 أبريل، حلَّق سرب من سفن خفر السواحل الصينية حول الجزر المتنازع عليها والتي تسميها اليابان سنكاك، وردت طوكيو بخطة لترقية خفر السواحل وضمها لوزارة الدفاع.

– في 23 أبريل، قام أحد القواطع الكبيرة في الصين بمناورة في مسار زورق دورية فيلبيني، وبعدها وعدت واشنطن بمنح مانيلا 6 سفن دورية جديدة متطورة.

– أعلنت كوريا الجنوبية العام الماضي أنها ستبني 9 سفن دورية جديدة تزن 3000 طن قبالة ساحلها الغربي.

ووفق قوانين العمل الدولية، فإن دوريات خفر السواحل محكومة بحجم للزوارق وأسلحة خفيفة، لكن الصين دفعت سفناً بحجم البوارج، وزودتها بأسلحة ثقيلة تستطيع حمل صواريخ.

ما وراء هذه التحركات، ما تراه بكين من أحقية لها في تأكيد امتلاكها كل الجزر في بحر الصين، بحجة أنها أول من أبحرت فيه واكتشفتها، فيما تطالب بقية الدول التي تملك سواحل على البحر بأحقيتها في امتلاك الجزر القريبة منها.

شرارة القتال

يعلق الخبير في الشؤون الصينية مازن حسن، بالتحذير من الاستمرار في أجواء التحفز والمناوشات بين القطع البحرية في بحر الصين قد تمهد لشرار قتال دولي، ولن يكون قاصراً على بكين وواشنطن.

ويستدل حسن على سخونة الأوضاع وسهولة إشعالها بأن:

– الولايات المتحدة تسرع من تسليح الدول المطلة على البحر ببوارج وزوارق لتحجيم قدرات الصين في التجول داخله.

– بكين لن تغير قناعتها بأنها الوحيدة صاحبة السيادة على بحر الصين.

– كل الدول المطلة عليه على خلاف مع الصين، فهي الأخرى ترى أنها يحق لها تملك جزر قريبة من سواحلها.

– منذ بداية العام تشهد المنطقة مناوشات عسكرية خطيرة قد تتصاعد نتيجة خطأ ما.

– وإلى الآن لم تستطع أي دولة التوصل لاتفاق لترسيم حدود بحرية مع الصين.

بدوره، لا يستبعد الخبير العسكري جمال الرفاعي، انفجار اشتباك، وبجانب اتفاقه مع بعض الأسباب التي أوردها زميله حسن، ويقول:

– الصين تمد خفر سواحلها بسفن ضخمة تحمل تسليحاً مخيفاً لتتصدى للتهديدات.

مهمة خفر السواحل تنفيذ حملات تفتيش ضد التهريب والهجرة، وإذا حدث خطر عسكري يبلغ القطع البحرية للتعامل معها، إلا أن الصين تدرب خفر سواحلها على مهام أكبر، وتعطيه قوة للتصدي لأي دوريات عسكرية.

– كل الدول المطلة على منطقة التوترات بدأت هي الأخرى في تدريب خفرها على مهام أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى