بايدن يتجنّب التطرّق لمشكلات ترامب القضائية ويركّز على «إنجازاته»
مع تزايد التهم الجنائيّة الموجّهة إلى دونالد ترامب، يُبدي الرئيس الأميركي جو بايدن تصميمه على تجنّب التعليق على المشكلات القانونيّة التي يواجهها سلفه الجمهوري.
وغداة توجيه لائحة اتّهام إلى ترامب للمرّة الرابعة، بتهمة الابتزاز والتدخّل في الانتخابات بولاية جورجيا، ألقى بايدن خطابا في ويسكونسن، وهي بدورها ولاية متأرجحة رئيسيّة، ركّز فيه على ملفّ الطاقة من الرياح وتوفير فرص عمل.
وفي مصنع ينشغل بطلبيّات توربينات الرياح، تفاخر الرئيس الديموقراطي بالوظائف والاستثمارات الجديدة المرتبطة، بحسب قوله، بسياسات كبيرة تتعلّق بالطاقة والبنية التحتيّة أقرّها خلال فترة ولايته.
ورغم أنّ خطاب بايدن كان يهدف في شكل مباشر إلى الردّ على تصريحات لترامب عن تراجع الولايات المتحدة، حرص الرئيس الأميركي على عدم ذكر اسم سلفه ولم يعلّق على لائحة الاتهام الصادرة في جورجيا.
وقال بايدن «يقولون لنا إنّ أميركا تنحدر. إنهم مخطئون… أميركا لا تنحدر. إنها تربح».
وحول أحدث التطورات القانونية المتعلقة بترامب، ردت الناطقة باسم البيت الأبيض أوليفيا دالتون الثلاثاء على متن الطائرة الرئاسية انها «بالتأكيد لن تعلّق».
ويبدي بايدن كثيراً من الحذر قبل منافسته المحتملة مع ترامب الذي لا يزال الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق إلى البيت الأبيض في 2024.
– خطابات درّب عليها
والتزم بايدن (80 عاماً) الصمت منذ وجّهت إلى ترامب أول لائحة اتهام في نيويورك في وقت سابق من هذا العام، على خلفية دفع 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز في مقابل شراء صمتها في شأن علاقة خارج الزواج تعود إلى العام 2006.
ويدرك الرئيس الديموقراطي أنّ أيّ تعليق منه على لوائح الاتّهام الصادرة بحقّ ترامب سيُشكّل على الفور أداة في أيدي الجمهوريّين الذين يتّهمونه باستغلال القضاء ضدّ سلفه.
وتجنّب بايدن الذي لا يحبذ أصلا التحدث الى المراسلين، الصحافة وأسئلتها المستمرة حول ترامب منذ بداية الصيف.
وبدلاً من ذلك، يتمسّك الرئيس الديموقراطي بالخطابات التي تدرّب عليها جيدا حول السياسات الاقتصادية الرئيسية خصوصا خطته للمناخ «قانون خفض التضخم» (IRA).
كان إطلاق اسم «قانون خفض التضخم» على الخطة منطقيا في حينه، رغم أنها هدفت بشكل أساسي عبر زهاء 350 مليار دولار من الاعانات الحكومية والاعفاءات الضريبية، الى تسريع الانتقال نحو مصادر الطاقة النظيفة وإيجاد فرص عمل.
ويقول بايدن إنه ولّد بالفعل 110 مليارات دولار من استثمارات خاصة في هذا الإطار.
وأعلن البيت الأبيض الثلاثاء «في ولاية ويسكونسن وحدها، التزمت الشركات (ضخّ) أكثر من ثلاثة مليارات دولار في التصنيع والاستثمارات الخاصة بالطاقة النظيفة منذ أدى الرئيس بايدن اليمين».
– «الشعور بالفخر»
في حملته للانتخابات الرئاسية 2024، يدرك بايدن على الأرجح أنه لا يمكنه تجاهل مسألة لوائح الاتهام الموجهة إلى ترامب والمحاكمات المقبلة.
لكنه يراهن على أن قوة الاقتصاد الأميركي الذي تحدى توقعات بالركود، ستقنع الناخبين في نهاية المطاف بدعمه.
ولكي يتميّز عن منافسه، لا يرى بايدن ضرورة لإبراز مشكلات ترامب القانونية.
من جهة أخرى، يلتزم الرئيس الصمت أيضاً حول المشكلات القانونية التي يواجهها ابنه هانتر المتّهم بالتهرب الضريبي وبعقد صفقات مشبوهة في الخارج.
ورغم أن مشكلات ترامب القانونية هي التي تأخذ الحيز الأكبر في الصحافة، ما زال بايدن يواجه معركة صعبة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن ثقة الناخبين فيه منخفضة وهم أصلاً لا يفهمون تماماً سياسته الاقتصادية، كما يترددون في انتخابه بسبب سنّه. ففي حال إعادة انتخابه، سيكون بايدن قد بلغ 86 عاماً في نهاية ولايته الثانية.
ومع ذلك، في ذروة حياته السياسية التي استمرت خمسة عقود، يراهن بايدن على أن الوقت الذي أمضاه على الساحة السياسية سيعطيه الافضلية وأن الناخبين سيفضلون شخصيته على شخصية ترامب.
وقال الرئيس الديموقراطي «ما زلنا دولة تؤمن بالصدق والأخلاق والنزاهة»، في إشارة مبطّنة منه إلى الملياردير الجمهوري وأنصاره.