( انتخابات مصيرية ) في تركيا اليوم وأردوغان يكشف أولى خطواته حال فوزه
تترقب تركيا والمنطقة والعالم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستحدد ملامح السنوات المقبلة في السياسة التركية، وما إذا كانت ستمدد لعهد الرئيس رجب طيب اردوغان بعد عقدين من الحكم، ام انها ستقطع مع ذلك العهد، وتنتقل الى الضفة الأخرى مع تحالف «الطاولة السداسية».
وبعد ادلاء اكثر من مليون و600 ألف ناخب بأصواتهم في الخارج، يتوجه ملايين الاتراك الى صناديق الاقتراع اليوم في انتخابات شهدت تنافسا محموما بين اردوغان القادم من خلفية اسلامية مرشح تحالف «الجمهور» الذي يضم الى جانب حزب العدالة او التنمية الحاكم، حزب الحركة القومية بزعامة دولت بهجلي وحزب الرفاه من جديد بزعامة فاتح اربكان وعددا من الاحزاب الصغيرة، وبين منافسه كمال كليتشدار أوغلو مرشح تحالف «الأمة» والذي يضم احزابا علمانية وقومية واسلامية أكبرها حزب الشعب الجمهوري بزعامة كليتشدار اوغلو، وحزب الجيد القومي بزعامة ميرال اكشينار، والحزب الديموقراطي غول تكين أويصال، وحزب السعادة ذي الخلفية الاسلامية بزعامة تمل كرم الله أوغلو، وحزب المستقبل بزعامة أحمد امام اوغلو، وحزب الديموقراطية والتقدم بزعامة علي باباجانن وكلاهما منشقان عن الحزب الحاكم. ومن خلفيات هذه الاحزاب يبدو ان جامعهم الأكبر ان لم يكن الوحيد هو معارضتهم لأردوغان. فيما المنافس الثالث هو سنان اوداغ مرشح تحالف الاجداد القومي.
وقبل الدخول في الصمت الانتخابي مساء امس، وفي نهاية الماراثون الشاق والأصعب خصوصا وأن تركيا مازالت تعيش تداعيات الزلزال المدمر، اختتم اردوغان حملته بالصلاة في جامع ايا صوفيا بما يمثل من رمزية بعد اعادة تحويله الى مسجد، بينما اختتم كلتشدار أوغلو حملته قرب ضريح كمال اتاتورك ابو العلمانية التركية.
وتعهد الرئيس التركي، بقبول نتيجة الانتخابات اليوم مهما كانت، مشيرا إلى أنه سوف يستقيل إذا خسر، مما يبدد مخاوف بأنه ربما لن يغادر السلطة.
وقال أردوغان، على شاشة التلفزيون مساء أمس الأول، ردا على سؤال حول ما إذا كان سيتشبث بالسلطة «سؤال سخيف جدا.. إننا نصل إلى السلطة من خلال وسائل ديموقراطية في تركيا..إذا قررت أمتنا خلاف ذلك، سوف أفعل ما تتطلبه الديموقراطية، لا يوجد شيء آخر لأفعله».
وأضاف اردوغان أن كتلته ستحترم «أي نتائج تأتي من صندوق الاقتراع».
وتابع «إذا كانت المعارضة تهتم بسلامة الانتخابات، يتعين عليها مراقبة جميع مراكز الاقتراع وضمان السلامة، تماما كما يفعل أعضاء حزب اردوغان». وأضاف «لا يمكن المساومة على ارداة الأمة».
أما في حال فوزه، فقد كشف أردوغان عن الخطوة الأولى التي سيقوم بها وقال: «بعد فوزي مباشرة، سأزور الدول الصديقة مثل أذربيجان وقبرص التركية وبعض دول الخليج». وأضاف: «سأعمل على تسريع عملية إعادة بناء المناطق المتضررة من الزلزال»، وأكد أن تكلفة الزلزال على اقتصاد تركيا يزيد على 100 مليار دولار.
وهاجم اردوغان منافسه كليتشدار أوغلو، عقب اتهامه مجموعة روسية، لم يحددها، بالتدخل في الانتخابات. وقال أردوغان في كلمة له خلال تجمع انتخابي:«السيد كمال بدأ الآن في انتقاد روسيا أيضا… عار عليك». وأضاف أردوغان: «ما هو ردك إذا قلت إن أميركا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا تؤثر على الانتخابات في تركيا؟ أنت لا تعرف هذه البلدان بقدر ما أعرفها».
وكان حزب الشعب المعارض قال إن لديه «أدلة ملموسة» على مزاعم زعيمه كليشدار ومنافس أردوغان بأن روسيا تقف وراء حملة على الإنترنت للتدخل.
وقال مسؤول كبير في الحزب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «نعم، لدينا أدلة ملموسة على ذلك»، مضيفا أن الحزب لا يعتزم الاتصال بكبير مبعوثي روسيا بشأن تلك القضية، وهو ما نفته موسكو بشدة.