«الوطني للثقافة»: خطط لوضع المواقع الأثرية على قوائم التراث العالمي
كشف الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتكليف، د.محمد الجسار، أن المجلس لديه خطط لوضع المواقع الأثرية الكويتية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالتراث، على قوائم التراث الإنساني بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، بجانب تهيئة المواقع الأثرية ببلاده لاستقبال السياح، ووضع برامج بالتعاون مع المؤسسات والهيئات المعنية لجذب السياحة الثقافية، وتحويل الكويت إلى محطة من محطات ذلك النمط السياحي. وقال الجسار في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس (المجلس)، إن «المجلس سيعمل على الاستفادة من التجارب العربية في هذا المجال، سواء من حيث إدراج آثار وموضوعات كويتية على قوائم اليونسكو، أو تهيئة المواقع الأثرية للتحوّل إلى مزارات سياحية، بجانب صيانتها وترميمها وحمايتها، مشيراً إلى التجربة السعودية في منطقة العلا التراثية وما شهدته تلك المنطقة من تحوّل جعل منها مقصدا سياحياً مهماً». وأشار إلى أنه يأتي في مقدمة ذلك، جزيرة فيلكا التي كانت أحد أقدم موانئ العالم القديم، وغيرها من المناطق الأثرية والتاريخية على أرض الكويت، وكذلك الكتابات الصخرية التي تعود لعصور ما قبل الإسلام والكثير من المعالم الأثرية والتراثية الكويتية، إضافة إلى دور العبادة التاريخية التي تؤرخ لما عرفته الكويت من تسامح وتعايش إنساني بين الأديان والثقافات.
ولفت إلى أن التراث بشقيه المادي واللا مادي يحظيان باهتمام كبير في خطط العمل بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى العمارة الكويتية، وذلك من خلال خطط الصون والتوثيق والإحياء، مؤكداً على أن العمارة القديمة والعمارة التي تزامنت مع فترة الطفرة النفطية في خمسينيات القرن الماضي سيكون لها الأولوية ضمن خطط العمل المستقبلية. واعتبر الأمين العام للمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب بالتكليف، أن تاريخ المدن والأوطان يقرأ من تاريخ عمارتها، ذلك أن العمارة، بحسب قوله، تحفظ الذاكرة الإجمالية للمجتمعات، وأن جهوداً كبيرة ستبذل خلال الفترة القادمة لترميم العمارة الكويتية القديمة بكل أشكالها وصورها، مع إبراز المباني التي تؤرخ لنهضة الكويت الحديثة في الخمسينيات من القرن الماضي. وكشف الجسار عن وجود مشاريع لوضع مبانٍ معمارية كويتية تاريخية على قوائم التراث العالمي، وفي مقدمة ذلك قصر عبدالله الجابر في منطقة دسمان (ديوان الشيخ خزعل سابقا) وذلك بعد ترميمه وحماية معالمه، وأوضح بأن فريقاً من الخبراء المحليين والعالميين يعملون على وضع خطط ترميم ذلك الموقع المهم. ونوّه إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد رقمنة كاملة لكافة إصدارات المجلس الثقافية مثل «العربي»، و«عالم الفكر»، و«عالم المعرفة»، و«الثقافة العالمية»، و«إبداعات عالمية»، و«من المسرح العالمي»، وغير ذلك من الإصدارات، وأضاف أن مجلة العربي كانت أول إصدار تتم رقمنته واتاحته للقراء الكترونيا.
وفي مجالي السينما والمسرح، قال إنه تُجرى استعدادات لعودة مهرجان الكويت السينمائي، بجانب دراسة عودة مهرجان مسرح الطفل العربي. وحول خطط المجلس نحو تمكين الشباب ثقافياً، قال الأمين العام للمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب بالتكليف، إن خطط العمل بالمجلس تولي اهتماماً كبيراً بالشباب، والجيل الناشئ، وسبل ربطهم بتاريخهم وهويتهم، وكيف يحاكون الثقافات المعاصرة ويشاركون في عملية صناعة الثقافة. وبيّن تفاصيل البرنامج الذي وضعه المجلس لاستقطاب الشباب للانخراط في المجالات الفنية والثقافية، مثل برنامج جذب هواة فن الجداريات، إضافة إلى تهيئة البيئة المناسبة لإشراك مؤسسات المجتمع المدني في صناعة الثقافة، حيث تم استحداث وحدة الاقتصاد الإبداعي، وهي تحت التأسيس الآن، بحسب قوله، لجذب من لديهم طاقات ثقافية تمكنهم من المشاركة في صنع الثقافة وأن يكون لهؤلاء عائد مادي نظير تلك المشاركة، حيث يتم العمل على تعظيم دور الثقافة في دعم التنمية الاقتصادية، وخلق أنماط اقتصادية تعتمد على الثقافة. وتحدث الجسار عن دور ومكانة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كويتياً وعربياً، وقال إن المجلس له إسهامات معروفة في إثراء الثقافة العربية وتحقيق نهضتها، وأكد أن تاريخ الحركة الثقافية بالكويت يعود إلى عشرينيات القرن الماضي، من خلال النادي الأدبي، ثم رابطة الأدباء التي تأسست في الخمسينيات من القرن الماضي.
وشدد على أن الكويت أثرت وتأثرت بالنهضة العربية، ومن هنا جاء اهتمام الكويت بالثقافة، ففور الانتهاء من تأسيس المؤسسات التعليمية، شرعت الكويت في تأسيس المؤسسات الثقافية التي كان من بينها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذي وصل صداه لكافة أرجاء الوطن العربي، وذلك من خلال أنشطته المختلفة من مؤتمرات ومهرجانات ثقافية وفنية، وأسابيع ثقافية، وإصدارات دورية وغير دورية، وهو المجلس الذي تحتفل الكويت هذا العام بمرور 50 عاما على تأسيسه ليقوم بدوره في خدمة الثقافة الكويتية والعربية.