أظهر أحدث إحصاء رسمي ان عدد سكان الصين بلغ 1.41 مليار نسمة عام 2020 ولكنه أظهر في الوقت ذاته تراجعا في النمو السكاني إلى أدنى مستوى تاريخي له بمعدل زيادة 0.53 % سنويا خلال السنوات العشر الماضية فيما يعد أدنى معدل منذ 1953.
وحسب صحيفة «تلغراف» أدى ذلك الى إثارة تساؤلات حول ما إذا كانت الصين ستصبح غنية قبل أن تصبح مسنة وهي مشكلة تواجه الكثير من البلدان النامية حاليا، على العكس من البلدان المتقدمة التي حققت الغنى قبل ان يتقدم سكانها في السن.
وتأتي هذه النتائج المخيبة بالرغم من ان الصين خففت منذ سنوات قيود سياسة الطفل الواحد لكل زوجين التي بدأت بتطبيقها في ثمانينيات القرن الماضي عندما بدا ان الانفجار السكاني في البلاد يهدد بالخروج عن السيطرة.
ومن المعروف ان تراجع النمو السكاني ينطوي على مضامين خطيرة بالنسبة للاقتصاد خصوصا مع تراجع السكان ممن هم في سن العمل من نحو 940 مليونا إلى 894.4 مليونا.
الذين هم في سن 65 وما فوق يشكلون حاليا نسبة 13.5 % من السكان مقارنة بـ 8.9% في إحصاء 2010.
منحى تراجع النمو السكاني في الصين يتفق مع المنحى العالمي المرتبط بزيادة تكاليف المعيشة والدخول الكثيف للمرأة الى مضمار العمل مما يؤدي في حد ذاته الى تنظيم طبيعي للأسرة وعدم ميل الى إنجاب كثير من الأطفال.
ومن جهة أخرى، يؤدي انتشار التعليم والرعاية الصحية إلى تناقص عدد الوفيات وإلى أعداد متزايدة من المتقاعدين غير المنتجين.