عربي وعالمي

المغرب: المساعدات تتدفق على القرى المدمرة ومخاوف من انهيارات جديدة وهطول أمطار مفاجئة

كثفت فرق الإنقاذ في المغرب جهودها في القرى التي دمرها الزلزال رغم تضاؤل آمال العثور على ناجين بعد خمسة أيام على الكارثة التي خلفت قرابة ثلاثة آلاف قتيل، وذلك بالتوازي مع فتح طرق وتوسعة مسالك جبلية لإيصال المساعدات للقرى النائية.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية أن معظم الضحايا قد دفنوا، مؤكدة أن السلطات «تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا.. وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال».

وتواجه فرق الإنقاذ المغربية المدعومة بجهد دولي من بريطانيا وإسبانيا والإمارات وقطر، تضاريس وعرة حيث ضرب الزلزال في عمق مناطق جبلية تضم قرى متناثرة ونائية.

وسويت العديد من تلك القرى بالأرض، خصوصا أن أبنيتها في الغالب طينية، مثل قرية إنغيد في منطقة الحوز جنوب مراكش (وسط).

كذلك تواجه الفرق المتخصصة تحدي تكرار انهيارات صخرية بسبب هزات ارتدادية، وفق مسؤول في وزارة التجهيز المغربية.

وقال مسؤول في وزارة التجهيز لوكالة فرانس برس امس إن فرقا متخصصة تواصل العمل على فتح مسالك ثانوية ضيقة وسط الجبال، لتأمين الوصول إلى قرى صغيرة.

وأكد أن «الطريق الرئيسية المؤدية لدائرة إغيل حيث مركز الزلزال قد فتحت وأيضا لقرية أغبار المجاورة».

وفي موازاة عمليات الإغاثة وفتح الطرق، تواجه السلطات تحدي إيواء الأسر التي فقدت بيوتها، حيث أقيمت عدة خيام قرب البيوت المهدمة.

ففي بلدة أمزميز، على بعد نحو 60 كيلومترا جنوب مراكش، على الطريق المؤدي لتلك القرى الجبلية، وزعت القوات المسلحة المغربية خياما على السكان الذين فقدوا بيوتهم.

لكن ذلك لا يمنع استمرار قلق الناجين وتساؤلات حول مصيرهم، حيث يخشى بعضهم على الخصوص من هطول المطر او هزات ارتدادية جديدة.

وينتظر الناجون من الزلزال في طوابير طويلة للحصول على مساعدة بعدما فقدوا منازلهم. لكن الخيم الصفراء المتواضعة التي حصلوا عليها تشهد على انعدام اليقين الذي ينتظرهم.

ووصلت قوافل المساعدات الخاصة التي يديرها أفراد أو جمعيات، بأعداد كبيرة إلى حد شكلت ازدحامات على الطرق الضيقة في المنطقة. لكن هناك أيضا قرى يصعب الوصول إليها.

وعلى مسافة 15 كيلومترا جنوب أمزميز، في الجبال، توجد قرية إينيغيدي المدمرة.

ورغم أن غرفة الصلاة في مسجدها لم تتضرر نسبيا واقتصرت أضرارها على انهيار جدار، فإن مساحات واسعة من القرية تحولت إلى كومة من الخشب والحجارة المستخدمة في بناء المساكن التقليدية.

وأرسلت خيم إلى إينيغيدي نصبها السكان ووضعوا فيها بعض المتعلقات.

ونصب محمد عمادة (33 عاما) خيمته على قطعة أرض ترابية بجوار منزله المتضرر، لكن زوجته لطيفة تبدو غير متحمسة.

وقالت لطيفة البالغة 24 عاما «لا أريد أن أنام في خيمة. أشعر كأنني في الشارع». لكن الخيمة ليست أكثر ما يزعجها وأوضحت «أشعر بأن قلبي محطم. أنا خائفة من المستقبل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى