نظم المتحف القومي للحضارة المصرية، مؤخراً، ورشة عمل حول “التكفيت”، بحضور أحد أهم العائلات المصرية التي عملت بهذه الحرفة منذ أجيال عديدة، وهي عائلة آل حسين، التي سعت إلى تنميتها والترويج لها.
و”التكفيت” هو فن النقش على النحاس، وتطعيمه بالذهب والفضة، وتعود أصوله الى العصر المملوكي، ويُعد من أروع فنون زخرفة المعادن، ولا يوجد أي تدخل تكنولوجي فيه، فجميع مراحل صناعة التحف النحاسية تتم يدويا باستخدام بعض الآلات البسيطة كالمطرقة والشاكوش والإزميل.
وشهدت الورشة إقبالا كبيرا من زوار المتحف، خاصة فئة الشباب وصغار السن، الذين حرصوا على متابعة العمل الحي وتوثيقه على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما قدمت تطبيقاً حياً لعملية النقش والتطعيم والتكفيت، وحرص المتحف على عرض عدد من القطع الأثرية الإسلامية المنتمية لفن التكفيت، لخلق رابطة لدى الجمهور بين القطعة التاريخية المعروضة في المتحف وما يتم تصنيعه في اللحظة الحية.
يذكر أن مهنة الحفر والنقش على النحاس أو “التكفيت على النحاس”، برزت في أشكال عديدة، منها السيوف، والقطع النحاسية كالمباخر المملوكية وكراسي العشاء وأدوات التجميل والمكاحل وغيرها.
وشهد فن التكفيت على النحاس ازدهاراً كبيراً في الفترة المملوكية وما بعدها، حتى أن قاهرة المعز أنشئ فيها سوق كبير سمي بسوق الكفاتين، إلا أن هذه المهنة تواجه شبح الاندثار حاليا بسبب عدم الاقبال على هذه المنتجات، وانصراف العاملون بها إلى مهن أخرى تحت ضغط الظروف الاقتصادية.