( الفلسطينيون ) يتطلعون بأمل لانتخاباتهم المقبلة بعد عقود من الركود
بعد أربعة استحقاقات انتخابية في أقل من عامين، اصطدم الإسرائيليون هذا الأسبوع بجدار «الإرهاق» الانتخابي، ولكن على مرمى حجر بدأ الفلسطينيون يحلمون بانتخاباتهم العامة الأولى منذ 15 عاما والمقرر إجراؤها هذا العام.
ستشكل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة فرصة التصويت الاولى لمساح الاراضي عبدالحميد مواس البالغ 23 عاما والذي قال «نحن بحاجة إلى وجوه جديدة، نريد ان نرى بعض النتائج بالنسبة للقضية الفلسطينية».
وبينما كان مواس ينتظر وجبته في مطعم للفلافل في قرية الولجة الصغيرة، اوضح أنه «يأمل بأن تعمل القيادة الجديدة على تحسين الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية الفقيرة».
وأقيمت القرية الصغيرة المكونة من منازل حجرية وطرق ضيقة على منحدر تل يقع جزئيا في القدس الشرقية المحتلة والجزء الاخر في الضفة الغربية.
والقرية محاطة بالجدار الفاصل الذي بنته اسرائيل وفصلها عن النبع والاراضي الزراعية التابعة لها.
وبدا مؤيد عودة (22 عاما) أقل تفاؤلا قائلا إنه لا يثق بأن التصويت سيغير اي شيء، وقال «لا فائدة من ذلك».
وأضاف «إن الجيش الاسرائيلي كثيرا ما يغلق المدخل الوحيد للقرية» التي تقع في المنطقة «سي» ضمن الضفة الغربية وتحت الاحتلال الاسرائيلي الكامل، ما يجعلها تبدو وكأنها «قفص».
وقال إن البرلمان الفلسطيني الجديد لن ينجز «أي شيء على الإطلاق» لتحسين الوضع.
توحيد الفلسطينيين
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في يناير أن الانتخابات التشريعية ستجرى في 22 مايو، تليها انتخابات رئاسية في نهاية يوليو.
وقال جبريل الرجوب المسؤول البارز في حركة فتح التي يتزعمها عباس لوكالة «فرانس برس»: «نتطلع الى تجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني في هذه الانتخابات».
وأعرب عن أمله في توحيد الفلسطينيين خلف «خطة سياسية واحدة واضحة وهي قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة».
وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت بداية العام الماضي قطع العلاقات مع الإدارة الأميركية السابقة بعد إعلانها خطة سلام رفضتها رام الله ومختلف الأطراف الفلسطينية.
لكنهم يأملون في أنه في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، قد يتم استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة مع إسرائيل وذلك للتوصل إلى حل الدولتين وتحقيق السلام.
وبعد شكوك أولية بين الفلسطينيين، أظهر استطلاع جديد صدر هذا الأسبوع أن نحو 61% من الناخبين يتوقعون إجراء الانتخابات البرلمانية بالفعل.
وقال خليل الشقاقي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله لوكالة «فرانس برس» ان «الجميع يأخذ الامر على محمل الجد»، مضيفا «قبل ثلاثة أشهر كان التصور أنه لن تكون هناك انتخابات».
«مثل أي دولة أخرى»
ومنذ الاعلان عن الانتخابات، أجرت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس ومنافستها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، محادثات في مصر لوضع القواعد الأساسية للانتخابات.
وقال الشقاقي إن «هذا الامر عزز التأييد بين الفلسطينيين للتصويت»، مشيرا الى أن «75% على الأقل من المستطلعة آراؤهم، قالوا انهم سيشاركون».
وقالت عبير مسعود (39 عاما) من مدينة غزة «الانتخابات أمر جيد وديموقراطي ويعطي احساسا باننا نعيش في دولة مثل أي دولة أخرى».وابدت ع
بير تفاؤلا حذرا، وقالت «نريد الانتخابات وتغيير الوضع للاحسن. فالوضع صعب، لا يوجد عمل للشباب ولا مال، آمل ان تتحسن الاحوال بعد الانتخابات ولكن ليس لدي ثقة 100%».
واضافت «نحن تعبنا كثيرا وهذا يكفي، نستحق ان نعيش مثل الناس من الممكن أن يجد الشباب فرصا للعمل والحياة ولو جزئيا».
وبدأت لجنة الانتخابات وتسجيل الناخبين السبت بتسجيل قوائم الاحزاب التي طرحت مرشحيها.
بيد أن الأفق أمام الفلسطينيين مرتبط بنتيجة تصويت الانتخابات الاسرائيلية الرابعة التي جرت الثلاثاء الماضي والتي لم يتمكن رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو من حسمها بشكل مريح.
ورأت إيناس عبد الرازق مديرة جهود الدفاع والمناصرة في الهيئة الفلسطينية للديبلوماسية العامة، وهي منظمة فلسطينية مستقلة، أن «الانتخابات الفلسطينية تشكل مصدر أمل بعد عقود من الركود».
واضافت «إنها الأداة الوحيدة المطروحة على الطاولة لجعل أصوات الناس مسموعة».
ولا يحظى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشعبية كبيرة، ويقول الناخبون الفلسطينيون إن أهم أولوياتهم تكمن في توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة وتحسين الظروف الاقتصادية والحد من الفساد وإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة.
وقالت إيناس «إن القلق لايزال قائما من أن الانتخابات لن تؤدي إلى تجديد ديموقراطي وإنما إلى شرعية متجددة لمن هم في السلطة بالفعل».