الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يعلن ميلاد جمهورية جديدة… ويَبكي الشهداء
مع استعدادات الحكومة المصرية للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة خلال الأشهر المقبلة، اعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، أن افتتاح العاصمة الجديدة سيكون بمنزلة ميلاد دولة جديدة، وإعلان جمهورية جديدة، لافتا إلى أن حجم التغيير الذي حدث في 2013 كان كبيراً، وأن مصر انتبهت للأحداث المدمرة التي عصفت بدول المنطقة فبنت سياجاً متيناً من الوعي والإدراك لتحصين الشعب.
السيسي قال خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ 33 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد، إن الدولة تمضي بخطوات ثابتة ومستقرة لتغيير واقع المصريين للأفضل، وأن تأجيل افتتاح العاصمة الإدارية والمدن الجديدة من العام الماضي، سببه تداعيات تفشي فيروس كورونا.
وكشف رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي عقد اجتماعاً وزارياً لمتابعة تنفيذ مشروعات العاصمة، عن أنه سيتم بداية من أغسطس المقبل بدء التشغيل التجريبي للمباني الحكومية بها، عبر نقل الموظفين تباعاً، مع بدء استعراض السيناريوهات المقترحة لفعاليات الافتتاح.
وتعد العاصمة الإدارية من بنات أفكار السيسي وأحد أبرز المشروعات القومية التي تبناها، إذ تم العمل بها في 2015، أي بعد عام واحد من توليه الرئاسة، وهي تقام على مساحة إجمالية تبلغ 170 ألف فدان، ويجري العمل على الانتهاء من المرحلة الأولى منها، وهي التي سيتم افتتاحها بنهاية العام.
وتعرض السيسي في حديثه أمس، لوضع الريف المصري، وأنه ترك سنوات طويلة مهملاً، محذراً من أن المصريين أصبحوا أكثر من 100 مليون نسمة، وعاشوا على الأراضي الزراعية و”مخدناش بالنا على مدى الـ 70 سنة الماضية أن الكلام ده هايبقى ليه تأثير كبير جداً وخطير على حياتنا ومستقبلنا”.
وقال: “هناك حجم ضخم من الأراضي مش عايشين عليه، وبالتالي إحنا محصورين في الوادي والدلتا. أتصور إن إحنا دلوقتي محتاجين نخلي بالنا ونحرص على كل فدان وقيراط أرض زراعية ولا يتم التعدي عليها، كلنا ننتبه لده”.
وغلبت السيسي دموعه عند استعراض بعد قصص شهداء قوات الجيش والشرطة في فيلم تسجيلي، ليعقب قائلاً: “كلنا متأثرين بالموقف”، وتابع: “سيرة الشهيد بتقولنا حاجة واحدة بس: خلوا بالكم من بلدكم… الناس دي راحت وقدمت دمها علشان البلد تعيش بخير، وأصحابها وأهلها يكبروها ويعلوها ويحافظوا عليها ولا يخربوها، وإلا يبقى كل التضحية اللي اتقدمت من 8 سنين ماكنتش في مكانها”.
وأشار السيسي إلى أن التغيير الذي حدث في عام 2013، كان “ثمنه كبير على شعب مصر”، وتطرق إلى ما شهدته المنطقة في العشرية المنصرمة، قائلا: “ليس خافياً على أحد أن العالم قد شهد خلال العقد الأخير أحداثاً جساماً، غيرت مسار دول كانت تنعم بالأمن والاستقرار… وكانت المنطقة التي نعيش فيها هي بؤرة كل هذه الأحداث، فاندلعت شرارة التخريب والتدمير”.
وتابع: “فطنت مصر لكل هذه الأحداث والتطورات، فبنت سياجاً متيناً من القوة والوعي والإدراك، حصنت به شعبها، بدعم من جيشها صاحب العقيدة الوطنية التي تربي عليها، وهي الولاء المطلق لأرض مصر وشعبها”.
وبعد نحو أسبوع من التنسيق المصري – السوداني، الذي انتهى لبلورة موقف مشترك من أزمة سد النهضة الإثيوبي، جاء رد أديس أبابا على مبادرة سودانية – مصرية بتشكيل رباعية دولية للتوسط في العملية التفاوضية بالرفض أمس، في خطوة من المتوقع أن تثير المزيد من التوتر في منطقة شرق إفريقيا التي تعاني من الكثير من الأزمات.
وجدد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبي دينا مفتي، خلال تقديمه إفادة صحافية حول نشاط الوزارة خلال الأسبوعين الماضيين، أمس، موقف بلاده المتمسك بأنه “يمكن حل المشاكل الإفريقية من خلال الحلول الإفريقية والاتحاد الإفريقي”، ودون توريط طرف خارجي في القضية كوسيط، أي رفض المقترح المصري السوداني.
وكشف مفتي عن تمسك أديس أبابا بمواقفها التي أدت إلى فشل المفاوضات سابقا، إذ أكد أن لإثيوبيا الحق الطبيعي والقانوني في الاستفادة من مواردها المائية بشكل عادل ومنصف دون إحداث ضرر كبير للبلدان المنخفضة، وأن إثيوبيا لا تقبل بمحاولات التمسك بالوضع الراهن لاتفاقيات الفترة الاستعمارية تحت مسمى الوصول إلى اتفاق ملزم، أي أن أديس أبابا ترفض الاعتراف بحصص معينة من مياه النيل لمصر والسودان، كما ترفض أن تكون اتفاقية سد النهضة إلزامية لها.