أثناء مشاركة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ في نشاط غرس الأشجار في بكين يوم 30 مارس، قال إنه شارك في مثل هذه الأنشطة لمدة 10 سنوات متتالية
وأضاف شي «أريد أن أقوم بواجبي من أجل مبادرة (الصين الجميلة)، وأن أزرع بذور الحفاظ على البيئة في المجتمع بأسره، بين الشباب الصينيين على وجه الخصوص»
وأوضح أنه يعتزم دعوة جميع الصينيين للعمل كمشاركين في مساعي الحفاظ على البيئة ومروجين لها
وتابع: «بالمثابرة والجهود المتراكمة، سنكون قادرين على جعل سماء بلادنا أكثر زرقة، وجبالها أكثر خصوبة، ومياهها أكثر نقاء، وبيئتها أكثر جمالا»
في الساعة 10.30 صباحا، وصل قادة الحزب الشيوعي الصيني، من بينهم الرئئيس الصيني، إلى موقع لزراعة الأشجار في بلدة هوانغتسون، بمنطقة داشينغ في بكين، وانضموا إلى متطوعين من العاصمة لزراعة الأشجار، حيث زُرعت الأشجار في حديقة ترفيهية حضرية في المنطقة الجنوبية، تغطي مساحة تبلغ نحو 1500 مو (100 هكتار)
وكان الموقع في الأصل عبارة عن خزان طيني، ولكنه مصمم الآن كحديقة حضرية. وفور الانتهاء، ستصبح هذه البقعة مساحة إيكولوجية للسكان القريبين للاسترخاء والاقتراب من الطبيعة
وعند وصول شي، استقبله أولئك الذين كانوا يزرعون الأشجار بحرارة. حيث لوح شي لهم والتقط مجرفة وسار إلى موقع الزراعة
ثم بدأ العمل مع كبار المسؤولين في بلدية بكين والإدارة الوطنية للغابات والمراعي، بالإضافة إلى مسؤولين وأفراد من العامة ومنظمة «الرواد الصينيون الشباب» من العاصمة
وقام شي بالحفر بالمجرفة، وبناء حواجز للتربة، وري الأشجار، وزرع شتلات من الصنوبر الصيني، والخوخ المزهر، والماغنوليا، وتفاح السلطعون، والدردار الصيني
وأثناء العمل في غرس الأشجار، استفسر عن دراسة الأطفال وظروفهم المعيشية، وطلب منهم تحقيق تنمية شاملة من حيث الأسس الأخلاقية، والقدرة الفكرية والبدنية، والحساسية الجمالية، ومهارات العمل
وشدد شي على عدم الاستهانة بدور مهارات العمل، على وجه الخصوص. وحثهم على تنمية الوعي بأهمية العمل وحماية البيئة والترشيد منذ الطفولة، وعدم الابتعاد عن الأعمال الصالحة مهما بدت صغيرة، والعمل الجاد خطوة بخطوة ليصبحوا المواهب التي يحتاجها الحزب والشعب
وفي جو مليء بالحيوية والنشاط، عمل جميع المشاركين معا وأجروا تبادلات ودية
وخلال الاستراحة، أكد شي للجميع بالموقع أن «تحقيق التنمية المستدامة للأمة الصينية ظل دائما هدفا لنا. ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، وحَّد الحزبُ الشعبَ من جميع المجموعات القومية وقاده في برامج تخضير على مستوى البلاد، وحقق إنجازات تاريخية وخلق معجزات بيئية رائعة. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، وبالتمسك بالمبدأ القائل بأن المياه النقية والجبال الخصبة هي أصول لا تقدر بثمن، اتخذنا خطوات شاملة لتعزيز الحفاظ على البيئة، وعززنا التشجير وقمنا بتحسين ظروف المعيشة في المناطق الحضرية والريفية. مفهوم (الصين الجميلة) يتحول إلى حقيقة واقعة. وفي الوقت نفسه، يجب أن ندرك أيضا أن حماية واستعادة النظام الإيكولوجي وتحسين البيئة بشكل أساسي لا يمكن تحقيقهما دفعة واحدة، ولكن لا يزال ذلك يتطلب جهودا متسقة وشاقة، لذلك يجب علينا العمل بجد ولمدة طويلة دون كلل»
وأشار شي إلى أن «الغابات لديها القدرة على الحفاظ على المياه، وتحقيق منافع اقتصادية، وتعزيز إنتاج الحبوب، وهي الآن بمثابة مصرف للكربون. الغابات والأراضي العشبية ذات أهمية أساسية واستراتيجية للأمن البيئي لبلدنا، وعندما تزدهر الغابات والأراضي العشبية، تزدهر البيئة. الآن، دخلت مساعي الحفظ الإيكولوجي في الصين لحظة حاسمة بالتزامن مع تقدُم حماية البيئة من التغيرات الكمية إلى النوعية. يجب علينا تطبيق فلسفة التنمية الجديدة واتباع مسار إعطاء الأولوية للحفاظ على البيئة ومتابعة التنمية الخضراء. سنحمي وندير أنظمتنا الإيكولوجية التي تشمل الجبال والأنهار والغابات والأراضي الزراعية والبحيرات والأراضي العشبية والصحارى عبر اتباع نهج شامل، وسننفذ برامج التخضير بشكل منهجي، وسنزيد موارد الغابات والأراضي العشبية من حيث الكم والكيف. كل هذا سيساعد على تعزيز ودعم قدرة النظم البيئية على امتصاص الكربون، وتقديم مساهمات أكبر في حوكمة البيئة والمناخ العالمية، فضلا عن تحقيق تحديث الصين الذي يتميز بالتناغم بين البشرية والطبيعة»
وشدد شي على أن زراعة الأشجار وحماية الغابات واحتضان الطبيعة هي فضائل صينية تقليدية
وأضاف أننا سنواصل «روح سايهانبا»، التي تمثل نموذجا في التشجير، «وسنواصل إطلاق مبادرات لزراعة الأشجار بجميع أنحاء البلاد. وسنبتكر طرقا جديدة، وسنحسن الدعاية والتواصل، وسنقوم بأنشطة غرس الأشجار بطريقة منهجية واقتصادية وعملية. يجب أن يظل كبار المسؤولين على جميع المستويات ملتزمين ببرامج التخضير وجميع جهود الحفاظ على البيئة الأخرى، لضمان أن يعيش شعبنا في أرض تنعم بالجمال والسحر والثروة»
