عربي وعالمي

«الحرب مازالت طويلة» رغم نجاح روسيا في «معركة الدبابات»… حتى الآن

لا يزال اصطياد الجيش الروسي للأسلحة الغربية المتطوّرة التي يستخدمها الجيش الأوكراني، مستمراً، خصوصاً ما يدور في «معركة الدبابات» التي تعد موسكو أن حسمها لصالحها، يعني انهيار أهداف كييف وحلفائها من «الهجوم المضاد» الذي انطلق في أوائل يونيو الماضي.

وفي تعليق لباحثين ومحللين سياسيين روس وأوكرانيين لموقع «سكاي نيوز عربية»، اختلفوا حول ما إن كان حسم معركة الدبابات لصالح روسيا يعني حسم الحرب نفسها، أم أنها ستكون طويلة الأمد، ولاسيما مع إعلان برلين التجهيز لإمدادت جديدة لكييف من دبابات «ليوبارد» فخر الصناعة الألمانية.

الاثنين، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن قواته دمرت كل «ليوبارد» التي قدّمتها بولندا والبرتغال إلى أوكرانيا وعددها 16، قائلاً إن «الغرب يصر ويطلب من قيادة القوات المسلحة لأوكرانيا مواصلة الهجوم بغض النظر عن الخسائر الكبيرة».

هل حُسمت معركة الدبابات؟

يقلل إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الأوكراني، من أهمية تصريحات شويغو حول تدمير «ليوبارد» وحسم المعركة، معتبراً أن ذلك «غير منطقي».

وعن مستقبل الهجوم المضاد بعد تدمير الدبابات المتطورة، يقول يواس:

– كييف ستواصل هجومها رغم الخسائر التي تعد بين الجانبين، وليس أوكرانيا فقط، لكن بوتيرة أقل، ويظل العامل الأهم هو توقيت شحن بقية الأسلحة الغربية.

– روسيا اهتمت باصطياد الدبابات الغربية، وبالأخص الألمانية، كنوع من الحرب النفسية، وإرسال رسائل للشعوب الغربية لتطالب حكوماتها بوقف دعم كييف.

– الدعم الغربي لم يتأثر بنتائج الهجوم المضاد حتى الآن. فجميع اتفاقيات الدعم العسكري عقود طويلة الأمد، وأوروبا تدرك أن حرب روسيا في أوكرانيا هدفها القارة بالكامل.

«الرهان ضاع»

من جانبه، اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في يونيو، بأن الهجوم المضاد «أبطأ مما هو مطلوب».

ويقول يفغيني فيتشسلاف، العضو السابق في الدوما الروسي (البرلمان)، والخبير في السياسة الدولية، إن «الغرب دفع بأوكرانيا إلى الهاوية؛ فالنتيجة محسومة بالنظر إلى الخسائر التي مُنيت بها كييف في المعدات والأفراد».

ويرى أن من ثمرات ضربات روسيا أن «هناك اتجاهاً عاماً في الشارع الغربي لوقف مساعدة كييف بالسلاح والتي تتم من جيوب دافعي الضرائب من دون نتائج على الأرض، فقد صرفت المليارات على مترات فقط ميدانياً»، أي أن كييف تقدمت مسافة صغيرة.

على هذا، فإن «موسكو حسمت معركة الدبابات بالفعل؛ فمعظم الميادين تحولت إلى مقابر للدبابات الألمانية والمدرعات الأميركية، وضاع الرهان الغربي على تلك الأسلحة»، بحسب فيتشسلاف.

في السياق، نقلت «وكالة نوفوستي للأنباء» الروسية، الثلاثاء، عن الأسير الأوكراني أندريه بريخودكو، من عناصر «كتيبة كراكين»، أن الأوكرانيين يخافون ركوب الدبابات الغربية بما في ذلك «ليوبارد»، لاعتقادهم بأن الروس سيصطادونها.

«الحرب مازالت طويلة»

بشكل عام، فقدت أوكرانيا 160 دبابة و360 عربة مدرعة خلال الهجوم المضاد، وهذا ما أحصته موسكو، وهو ما يمثل أكثر من 30 في المئة من حجم المعدات الغربية التي تم توريدها، كما تم إسقاط عشرات المسيرات و10 مقاتلات تكتيكية و4 مروحيات.

ورغم ذلك، لا يتوقع المحلل العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف، نهاية قريبة للحرب، «رغم خسائر كييف، لا يمكن إغفال قدرتها التي مازالت قائمة على استمرار الهجوم المضاد، فهناك ما يقرب من 9 ألوية أوكرانية متكاملة يتم تدريبهم على يد الغرب، مدعومة بأسلحة غربية، ما يعني أن الحرب ستكون طويلة الأمد».

نقطة نهاية الحرب بالنسبة إلى أرتاماتوف، هي «نزع السلاح من يد أوكرانيا بالكامل»، وهذا هو أحد الأهداف التي تؤكد موسكو انها شنت عمليتها العسكرية في أوكرانيا لتحقيقها.

وفي إشارة أخرى لطول هذه الحرب، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن عشرات الدبابات من طراز «ليوبارد» ستصل من ألمانيا والدنمارك إلى أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، حسب ما نقلته عنه صحيفة «رزيكزبوسبوليتا» البولندية، الاثنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى