الجيش السوداني ينفي وجود «هدنة مزعومة» مع «الدعم السريع» والأمم المتحدة تحذّر: أكثر من 20 مليون سوداني على حافة المجاعة
نفى الجيش السوداني امس وجود هدنة مع قوات الدعم السريع، مؤكدا أن التفاوض متوقف حاليا، في حين حذرت قوات الدعم السريع من نشوب حرب أهلية في شرق البلاد، فيما حذرت الأمم المتحده من مجاعة قد تطول اكثر من 20 مليون سوداني بسبب الحرب.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبدالله، في بيان مقتضب أن «الحديث عن الهدنة المزعومة غير صحيح ووفدنا لايزال موجودا بالبلاد والتفاوض متوقف حاليا».
وفي التطورات الميدانية، قالت «الجزيرة نت» إن الجيش السوداني وجه قصفا مدفعيا من منطقة «كرري» العسكرية شمالي مدينة أم درمان تجاه مواقع الدعم السريع وسط وجنوب المدينة.
وقال مصدر في الجيش السوداني إن قوات العمل الخاص التابعة لمنطقة أم درمان العسكرية نفذت هجوما على ما سماها مخابئ الميليشيا المتمردة داخل منازل المواطنين، وقد أسفر عن مقتل 23 من قوات الدعم السريع، فضلا عن الاستيلاء على عدد من المركبات المقاتلة، وفق المصدر.
وحذرت قوات الدعم السريع من نشوب حرب أهلية بين مكونات شرق السودان. وقالت ان ملامح هذه الحرب بدأت بتسليح بعض القبائل مما يعد خطرا على النسيج الاجتماعي.
وقال بيان صادر عن الدعم السريع إن التحركات العلنية لقيادات المؤتمر الوطني بشرق السودان، تتم بعلم الاستخبارات العسكرية، وتكشف عما قالت إنها مؤامرة يتعرض لها الشعب السوداني، وفق ما جاء في البيان.
تأتي هذه التطورات في حين شهدت العاصمة الخرطوم، صباح امس، اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة إن عدد من يعانون من «انعدام الأمن الغذائي الحاد» تضاعف في السودان، حيث أجبرت الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع نحو أربعة ملايين شخص على النزوح سواء داخل البلاد أو خارجها.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة في بيان امس «يعاني أكثر من 20.3 مليون شخص، يمثلون أكثر من 42% من سكان البلاد، من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد».
وتابعت «مقارنة بنتائج التحليل الأخير الذي تم إجراؤه في مايو 2022، تضاعف تقريبا عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد».
ووصفت المنظمة الأممية الوضع في السودان بأنه «حرج بلا شك»، خصوصا مع «ما يقرب من 6.3 ملايين شخص في مرحلة الطوارئ من مراحل الجوع الحاد».
وأشارت «الفاو» إلى أن الولايات الأكثر تضررا «هي تلك التي تعاني من النزاع النشط، بما في ذلك الخرطوم وجنوب وغرب كردفان ووسط وشرق وجنوب وغرب دارفور، حيث يواجه أكثر من نصف السكان الجوع الحاد».