عربي وعالمي

( الجيش السوداني ) يعلّق مشاركته في محادثات الهدنة.. والاتحاد الأفريقي: يجب ألا «يثبط» جهود الوساطة

علق الجيش السوداني مشاركته أمس في محادثات برعاية الولايات المتحدة والسعودية لوقف إطلاق النار متهما قوات الدعم السريع بالفشل في الإيفاء بالتزاماتها.

وأقر الوسطاء في المحادثات الجارية في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر انتهاك الطرفين الهدنة مرارا لكنهم تجنبوا حتى الآن فرض أي عقوبات على أمل إبقاء طرفي النزاع على طاولة المفاوضات.

وأفاد مسؤول في الحكومة السودانية، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن الجيش اتخذ القرار «بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة».

وأكد الاتحاد الأفريقي أن تعليق المحادثات يجب ألا «يثبط» جهود الوساطة، في الوقت الذي يعتزم فيه تقديم اقتراح بشأن حوار سياسي يمتد إلى المجتمع السوداني بأسره.

وقال محمد الحسن لبات رئيس ديوان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي والمتحدث باسم الاتحاد الافريقي بشأن الأزمة السودانية، لوكالة فرانس برس، «في مفاوضات صعبة، إنها ظاهرة كلاسيكية، أن يعلق حزب ما ويهدد بتعليق» مشاركته.

وأضاف «ولكن يجب ألا يثني ذلك الوسيطين، الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللذين نؤيدهما بقوة، عن مواصلة جهودهما». وجاء تصريح لبات بعد انتهاء الاجتماع الثالث لـ «الآلية الموسعة» بشأن الأزمة في السودان، والذي يجمع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحده والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والدول المجاورة للسودان.

وفي العاصمة، أفاد سكان فرانس برس بأن «المدفعية الثقيلة من معسكرات للجيش في شمال أم درمان تنفذ قصفا في اتجاه الخرطوم بحري».

وأكد آخرون تعرض «معسكر قوات الدعم السريع الكبير في الصالحة جنوب الخرطوم» لقصف مدفعي.

وقال الباحث المتخصص بالشأن السوداني في جامعة غوتنبرغ السويدية ألي فيرجي إن الوسطاء يسعون لتجنب انهيار كامل للمحادثات، خشية تصعيد ميداني كبير.

وأفاد «يعرف الوسطاء بأن الوضع سيئ لكنهم لا يريدون الإعلان بأن وقف إطلاق النار انتهى خشية تدهور الوضع أكثر». وتابع «الأمل هو أنه عبر إبقاء الطرفين على طاولة المحادثات، ستتحسن في نهاية المطاف آفاق وضع ترتيبات يمكن احترامها بشكل أفضل».

وتواصل الكثير من العائلات الاختباء في منازلها وتقنين المياه والكهرباء، بينما تحاول جاهدة تجنب الرصاص الطائش في المدينة التي تعد أكثر من خمسة ملايين نسمة، فر نحو 700 ألف منهم، بحسب الأمم المتحدة.

وأفادت وزارة الصحة السودانية في بيان امس بأن ولاية الجزيرة التي تعد محطة استقبال رئيسية للنازحين من الخرطوم، شهدت خروج «تسع مؤسسات صحية من الخدمة رغم الهدنة المعلنة وذلك بسبب ميليشيا الدعم السريع التي تتحرك في تلك المناطق وتهدد حركة الكوادر الطبية والامداد».

في دارفور الواقعة عند حدود السودان الغربية مع تشاد، «يتجاهل (القتال المتواصل) بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار»، بحسب طوبي هارورد من المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.

وعرقل القتال المتواصل إيصال المساعدات والحماية التي يحتاجها عدد قياسي من الأشخاص (25 مليون نسمة)، أي أكثر من نصف السكان، بحسب الأمم المتحدة.

ورغم الاحتياجات المتزايدة، تفيد الأمم المتحدة بأنها لم تحصل إلا على 13% من مبلغ 2.6 مليار دولار تحتاجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى