تتواصل مسيرة الإنجازات عاما تلو الآخر لمصفاه ميناء عبدالله التابعة لشركة البترول الوطنية الكويتية، بعد أن نجحت في تشغيل العديد من الوحدات الجديدة التابعة لمشروع الوقود البيئي، ومنها على سبيل المثال وحدة تقطير النفط الخام، التي تعد الأكبر في الشركة ووحدة إنتاج الهيدروجين، ووحدة معالجة النافثا، ووحدة معالجة الكيروسين ووحدة تبريد الزيت، وكذلك وحدة معالجة الديزل، وقد سبق تشغيل هذه الوحدات التصنيعية الجديدة تجهيز وتشغيل العديد من الوحدات المساندة لها مثل وحدة إنتاج البخار، ووحدة مياه التبريد، ووحدة مياه مكافحة الحريق، ووحدة إنتاج هواء الآلات الدقيقة وغيرها من الوحدات.
كما أن المصفاة حاليا بصدد الانتهاء من تشغيل بقية المصانع الجديدة الخاصة بمشروع الوقود البيئي والتي ستجعلها من أكبر المصافي في الكويت والمنطقة.
التقت مدير دائرة ضمان الجودة بالمصفاة م.طارق الثويني ليحدثنا عن قرب حول تطور أعمال مشروع الوقود البيئي بالمصفاة، وكيفية المحافظة على استمرارية العمل والإنتاج وتشغيل الوحدات الجديدة، رغم الظروف الاستثنائية الناجمة عن جائحة «كورونا»، حيث أشار الى أن «البترول الوطنية»، ممثلة في مصفاة ميناء عبدالله، تمكنت وللمرة الأولى من إنتاج وتصدير نحو 180 ألف طن من وقود السفن منخفض الكبريت حسب اشتراطات المنظمة البحرية الدولية والتي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من يناير 2020.
وأوضح أن الشركة نجحت في تأمين السوق المحلي بما يزيد على 940 ألف طن من الديزل والبنزين، وتزويد وزاره الكهربا والماء بكمية تفوق المليون طن من وقود المحطات.
وأكد الثويني أن إدارة المصفاة حرصت على تنفيذ كل عمليات الصيانة المجدولة، بالإضافة إلى الصيانة الوقائية اليومية والصيانة الدورية للمصانع دون اللجوء إلى تأجيل أو إلغاء أي منها، وقد تم تحقيق ذلك رغم التقنين في أعداد العاملين وفق توجيهات السلطات الصحية.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
في البداية، ما استراتيجية الشركة لحسن سير العمل وتأمين السوق المحلي من المنتجات البترولية؟
٭ بداية، يشير الثويني إلى أن عمليات مصفاة ميناء عبدالله استمرت وفق الخطط المرسومة، مع تفعيل خطط الرقابة عن بعد، والاجتماعات الافتراضية واعتماد التوقيع الالكتروني للمحافظة على سير العمل بشكل منتظم مع الالتزام بالاشتراطات الصحية. وقد كان لذلك الأثر الكبير في تعزيز قدرة المصفاة على ضمان استمرار العمل في كل وحداتها ودعم وتأمين المخزون الاستراتيجي من البنزين والديزل وبقية المنتجات النفطية في السوق المحلي، وكذلك استمرار إمداد وزارة الكهرباء والماء بوقود المحطات الحيوي. ويضيف انه كان لهذه الخطط الفعالة الفضل في دعم جهود شركة البترول الوطنية الكويتية للالتزام والوفاء بمتطلبات عملائها في السوقين المحلي والعالمي خلال هذه الظروف الاستثنائية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة البترول الكويتية.
وفي هذا الصدد، فإن الشركة نجحت في تأمين السوق المحلي بما يزيد على 940 ألف طن من الديزل والبنزين، وكذلك تزويد وزارة الكهرباء والماء بكمية تفوق المليون طن من وقود المحطات، وفيما يخص التصدير، فقد تم تصدير أكثر من 150 شحنة من النافثا والكيروسين والديزل والمنتجات البترولية الأخرى.
نود إلقاء الضوء على رصيف الزيت الجديد رقم 33 في ميناء الشعيبة؟
٭ نجحت المصفاة في استئناف أعمال التصدير من رصيف الزيت رقم 33 التابع لها في ميناء الشعيبة، حيث تم خلال فبراير 2021 تحميل 30 ألف طن من الديزل ذي المحتوى الكبريتي المنخفض، والذي تم إنتاجه من وحدات مشروع الوقود البيئي، بعد توقف هذا الرصيف عن العمل لأكثر من 3 أعوام، خضع خلالها لعمليات صيانة وترميم واسعة.
وتمكنت شركة البترول الوطنية الكويتية، ممثلة في مصفاة ميناء عبدالله، وللمرة الأولى من إنتاج وتصدير ما يقارب 180 ألف طن من وقود السفن منخفض الكبريت حسب اشتراطات المنظمة البحرية الدولية التي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من يناير 2020، وذلك بعد استكمال الدراسات الداخلية وإجراء بعض التعديلات الهندسية والتشغيلية على وحدات التصنيع الحالية، لتصبح قادرة على الإنتاج وفق هذه الاشتراطات حتى قبل الانتهاء من التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي.
ما آخر التطورات في أعمال مشروع الوقود البيئي بمصفاة ميناء عبدالله رغم جائحة كورونا؟
٭ يعتبر مشروع الوقود البيئي من أهم المشاريع التنموية الكبرى للقطاع النفطي الكويتي، ويهدف إلى تحديث وبناء وحدات جديدة في مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي، وهو ما تتيح لشركة البترول الوطنية إنتاج مشتقات نفطية صديقة للبيئة، كما يسهم في فتح أسواق عالمية جديدة أمام المنتجات النفطية الكويتية، وتزامن مراحل تسليم واختبار وحدات المشروع مع بداية الجائحة، حيث تم تقسيم العمالة بين مواقع العمل لضمان استمرارية الأعمال الإنشائية وعمليات التجهيز للتشغيل.
وبسبب توقف حركة الطيران، برز تحد جديد أمام أعمال تشغيل وحدات المشروع، وذلك نتيجة لعدم قدرة مصممي الوحدات الجديدة والمصنعين العالميين على التواجد في الكويت بمواقع تشغيل الوحدات، وكذلك الحال بالنسبة لبعض المعدات الرئيسية، وللتغلب على هذه المسألة تم الاعتماد على وسائل التواصل الإلكتروني وعقد الاجتماعات الافتراضية للحصول على الاستشارات الفنية اللازمة لتشغيل الوحدات الجديدة، وهو ما ساهم في التشغيل الآمن لعدد كبير من المعدات، والمحافظة على خطط التشغيل برغم التحديات.
ورغم الظروف والتحديات الحالية، إلا أن كوادر المصفاة تمكنت من إنجاز التشغيل الناجح والآمن لعدد من الوحدات المهمة التابعة لمشروع الوقود، حيث أوشكت المصفاة على الانتهاء من تشغيل كل وحدات المشروع، وتم مؤخرا تشغيل 5 وحدات جديدة، هي وحدة معالجة الكيروسين، ووحدة معالجة الديزل، ووحدة إنتاج الهيدروجين، ووحدة شعلة التكسير الهيدروجيني، ووحدة استخلاص الكبريت.
ما الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدات الجديدة؟
٭ تبلغ الطاقة الإنتاجية لوحدة معالجة الكيروسين بالهيدروجين الجديدة 39 ألف برميل يوميا، من الكيروسين عالي الجودة، وهي تتوافق مع المواصفات العالمية الصارمة المتعلقة بوقود الطائرات، ما يعزز من قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية، ويحقق أيضا قيمة مضافة للثروة الوطنية.
وتحتوي وحدة معالجة الديزل بالهيدروجين الجديدة على مفاعل يعد من أكبر المفاعلات في مشروع الوقود البيئي، ويتكون هذا المفاعل من خمس مناطق رئيسية، تتم التفاعلات الكيميائية فيها بدرجات حرارة وضغوط عالية، ويحتوي المفاعل على نظام تبريد خاص يساعد على تبريده بسرعة وكفاءة عالية، كما أن الوحدة تقوم بتنقية ومعالجة الديزل عالي المحتوى الكبريتي من الكبريت، وإزالة الشوائب الأخرى لإنتاج وقود نظيف ومطابق لأعلى المواصفات العالمية.
أما وحدة إنتاج الهيدروجين الجديدة، فإنها تعزز إنتاج الهيدروجين عالي النقاوة بنسبة تصل إلى 99.9%، حيث يستخدم الهيدروجين عالي النقاوة في مختلف العمليات التصنيعية في المصفاة لمعالجة ونزع الكبريت من المنتجات النفطية مما يجعل هذه المنتجات مطابقة للمواصفات العالمية ويقلل من الانبعاثات الكبريتية.
ومن جانب آخر، فإن أهمية وحدة استخلاص الكبريت (SRU) الجديدة تكمن في الناحية البيئية، حيث تقوم بمعالجة غاز كبريتيد الهيدروجين إلى عنصر الكبريت، مما يقلل من كمية المركبات الكبريتية المنبعثة إلى الغلاف الجوي، ويتم بيع عنصر الكبريت المنتج من عمليات التصنيع كمادة وسيطة للعمليات الصناعية الأخرى.
ما خطة الصيانة المجدولة في المصفاة؟
٭ نحن مستمرون في أعمال الصيانة المجدولة (الدورية) لوحدات المصفاة، والانتهاء منها في الوقت المحدد، مع تطبيق كل الاشتراطات الصحية لضمان سلامة الجميع، وهو ما يعد من الأنشطة الضرورية لضمان استمرار عمليات الإنتاج والمحافظة على فعالية وسلامة المعدات وتفادي الأعطال، كما أن استمرار العمل في أنشطة الصيانة الدورية في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة يعتبر تحديا كبيرا نظرا لأنها تتطلب تواجد أعداد كبيرة تصل لمئات الفنيين والمهندسين والعمالة من كل الاختصاصات، وان إدارة المصفاة حرصت على تنفيذ كافة عمليات الصيانة المجدولة، بالإضافة إلى الصيانة الوقائية اليومية والصيانة الدورية للمصانع دون اللجوء إلى تأجيل أو إلغاء أي منها، كما جرى تنفيذ أعمال الصيانة للخزانات والجزيرة الصناعية، وقد تم تحقيق ذلك رغم التقنين في أعداد العاملين للحد الأدنى بالمواقع وفق توجيهات السلطات الصحية.
ونظرا لأهمية العنصر البشري الذي يمثل الاستثمار الحقيقي، تحرص الشركة على استمرار تدريب الموظفين والعمل على تطوير قدراتهم الفنية ورفع كفاءتهم، من خلال الاستفادة من الموظفين ذوي الخبرات الطويلة، ووضع برامج تدريبية تتوافق مع احتياجات الموظفين، ويتم فيها التدريب العملي على إجراءات العمل، وكيفية التعامل مع مختلف الظروف الفنية وغيرها، وكذلك تتم الاستفادة من منصات التعليم الالكتروني عن بعد لتوفير مواد وبرامج تدريبية أخرى.
لم تتوقف أعمال المصفاة.. رغم «كورونا»
أوضح مدير دائرة ضمان الجودة بمصفاة ميناء عبدالله أنه منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» لم تتوقف المصفاة عن أداء أعمالها على مدار الساعة وفق الخطط المرسومة للإنتاج والتصدير، واضعة نصب أعينها ضرورة الحفاظ على الطاقة الإنتاجية والوفاء باحتياجات السوق المحلي والتزامات التصدير، وذلك دون الإخلال بالاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة بالكويت لضمان سير العمل بشكل آمن، والحفاظ على سلامة العاملين وعدم تفشي الفيروس في مرافق المصفاة، وقد قامت المصفاة بمتابعة العاملين لتحقيق التباعد الاجتماعي من خلال العديد من الإجراءات المشددة وتنفيذ إجراءات التعقيم لكل المرافق والمركبات التي تنقل عمالة المقاولين وتوفير وسائل الحماية الشخصية لجميع العاملين، كما تم تركيب الكاميرات الحرارية عند مداخل المصفاة لفحص العاملين قبل دخولهم لأماكن عملهم، وتوفير فرق عمل مساندة في حال اكتشاف إصابة في احدى الورديات، حيث يتم عزل طاقم الوردية بالكامل لحين انتهاء إجراءات الفحص، وتفعيل الطواقم المساندة.
منتجات ذات قيمة عالية
أشار الثويني إلى أن مصفاة ميناء عبدالله في شركة البترول الوطنية الكويتية تتبع إلى جانب زميلتها الأخرى مصفاة ميناء الأحمدي، أقصى المعايير لإنتاج منتجات ذات قيمة عالية تلبي احتياجات السوق المحلي من كل أنواع الوقود، وأيضا تصدير المنتجات النفطية للأسواق العالمية.
ومن منتجات المصفاة النافثا والديزل بأنواعه والكيروسين بأنواعه والفحم البترولي والغاز المسال، وأيضا تقوم بتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية التابعة لوزارة الكهرباء والماء.
وتشتمل المصفاة على عدد كبير من المرافق والمصانع الخاصة بتكرير النفط، منها 41 وحدة تصنيع أساسية، و29 وحدة مساندة، كما تحتوي المصفاة على وحدات خاصة تهدف إلى الحفاظ على البيئة، وهي تدير كذلك الجزيرة الصناعية ومرافق تصدير وخزانات يبلغ عددها 230 خزانا.