أفرزت جائحة كورونا جائحة موازية لا تقل عنها خطورة، ليس على حياة الناس بل على حياة العملية التعليمية برمتها.
فمع قرارات الإغلاق التي فرضتها الجائحة والتي شملت المدارس والجامعات كان لا بد من اللجوء الى بديل «التعلم عن بعد» من أجل مواصلة العملية التعليمية، وهذا ما أدى بدوره الى اندلاع وتفشي جائحة الغش بين طلبة المدارس وحتى الجامعات، وترافق ذلك مع تكاثر المواقع أونلاين التي تعرض خدماتها لهم.
وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن الغش الأكاديمي لم يكن يوما بهذه السهولة، فهناك مواقع تتيح للطلبة تقديم أسئلة للحصول على إجابات من الخبراء، وقد اكتسبت هذه المواقع ملايين المستخدمين الجدد خلال العام الماضي، كما أن سلالة جديدة من المواقع تتيح للطلبة عرض واجباتهم المدرسية في المزاد.
أحد هذه المواقع يعلن من دون مواربة عن خدماته: «نحن نعمل بسرعة ونولي عناية وثيقة للتعليمات ونقدم لكم ورقة بحث خالية من السرقات الأدبية».
العملية تحدث على الشكل التالي: ما إن يضع مستخدم طلبا للحصول على ورقة بحث في موضوع معين ويطرحها للمزاد حتى تنهال العروض من آلاف المواقع التي تتنافس على تقديم أرخص الأسعار.
وللتدليل على حقيقة ما يجري، بادر مدرس الى استخدام برنامج حاسوب لتوليد مجموعة فريدة من الأسئلة المختلفة لكل طالب في صفه.
وسرعان ما ظهرت تلك الأسئلة على مواقع تقدم خدماتها المأجورة لإجابات عن الأسئلة.
ونظرا لاختلاف الأسئلة تمكن المدرس من تحديد هوية الطلبة الذين وضعوها على هذه المواقع.
وتبين له في النهاية ان نحو 200 طالب كانوا ضالعين في عمليات الغش، أي نحو ربع عدد الطلبة في صفه.