تسعى بورصة الكويت إلى تطوير منظومة السوق ليصبح أكثر شفافية من خلال تنفيذ مجموعة من التحسينات والمشاريع التنظيمية لرفع مكانة سوق رأس المال محليا وإقليميا وحول العالم، بما يتماشى مع رؤية «كويت جديدة 2035»، وقد بدأت البورصة منذ بداية المرحلة الانتقالية في أبريل 2016 والتي ستستمر حتى عام 2024 في تطوير البنية التحتية للسوق وتنويع المنتجات وبيئة الأعمال لتلبية المعايير الدولية وتطوير عمليات وسياسات وإجراءات جميع عملياتها، وفي سبيل ذلك تمضي البورصة قدما لتصبح قاعدة مصدر جذابة من خلال تجزئة السوق وقواعد الإدراج الجديدة للمساعدة في زيادة السيولة وجذب الشركات للإدراج في البورصة وكذلك خلق فرص استثمارية بديلة، بالإضافة إلى المزيد من الشفافية من خلال تطوير إجراءات الإفصاح وجعل مؤتمرات المحللين الفصلية إلزامية لشركات «السوق الأول» وتنفيذ وتحسين المنتجات ولوائحها، مما يوفر للمستثمرين المزيد من الفرص لتحقيق الربح.
وفي هذا السياق، تمضي بورصة الكويت قدما نحو طرح العديد من المنتجات الاستثمارية الجديدة ضمن المرحلة الثالثة من تطوير السوق والتي سيتم تنفيذها على دفعتين، حيث تم الانتهاء من الدفعة الأولى في عام 2019، وستكون الدفعة الثانية خلال الفترة من 2020 حتى عام 2022، وتم طرح آخر الخدمات خلال الفترة الماضية والتي شملت تفعيل آلية «Netting» وهي صافي التزامات البيع والشراء والتي تتيح للعميل شراء السهم ثم بيعه خلال جلسة واحدة دون أن يسدد ثمن الشراء، كما قامت بورصة الكويت خلال العام الحالي بتطبيق قواعد تداول الشراء بالهامش او ما يعرف بـ «المارجن» ويتيح تداول الهامش للمتداولين الاقتراض وتملك كمية كبيرة من الأسهم لفترة زمنية محدودة.
وتعتزم البورصة استكمال باقي الخدمات الاستثمارية الجديدة بالإضافة إلى تحسينات في آليات التداول، وأثناء هذه الفترة التي تستمر حتى نهاية العام المقبل ستقوم كل من شركة بورصة الكويت والشركة الكويتية للمقاصة بالقيام ببعض الخطوات اللازمة للإعداد للدفعة الثانية والتي تحتاج الى وقت مناسب للإعداد والتأكد من جاهزية جميع الأطراف المشاركة في هذه المرحلة، حيث إن إعطاء الوقت المناسب للإعداد لهذه المرحلة يسهم في التطبيق السليم لها نظرا لطبيعة متغيراتها خاصة ما يتعلق منها بالوسيط المقابل المركزي CCP والعمل بنموذج الوسيط المؤهل والدخل الثابت وصناديق الاستثمار المتداولة (الأسهم والسلع).
وتجدر الإشارة الى أنه قد تم تطبيق مرحلتين من مشروع تطوير السوق الذي تشرف عليه أسواق المال، حيث تم إطلاق المرحلة الأولى في مايو 2017 وإطلاق المرحلة الثانية في أبريل 2018، وقد ساهمت إطلاق هذه المراحل في ترقية السوق إلى مصاف الأسواق الناشئة ضمن مؤشر FTSE Russell والانتقال إلى قائمة المراقبة للترقية إلى أسواق ناشئة ضمن مؤشرات MSCI وS&P Dow Jones.
ومن الخدمات التي تم طرحها في الدفعة الأولى في يناير 2019 كل من الاستخدام الشامل لإقراض واقتراض الأسهم وتطبيق البيع على المكشوف مشروطا بتطبيق اقتراض الأسهم، تحسين آلية تنفيذ صفقات خارج السوق Off-Market Trades، واستحداث جلسة التداول بعد الإغلاق، يتم التداول فيها على سعر الإغلاق واستحداث منصة تداول الصناديق الاستثمارية، ومنها الصناديق الاستثمارية العقارية المدرة للدخل REITS.
المرحلة الرابعة
ووفقا لخطة بورصة الكويت فإنه من الآليات المطروحة ضمن إطار المرحلة الرابعة من استراتيجية التطوير تداول حقوق الأقلية وربط الاكتتاب بالإدراجات وتداول صناديق المؤشرات ومنصة لتداول السندات والصكوك والتي بدورها تزيد السيولة وتضفي مرونة إلى التداولات وتحسن من جاذبية البورصة الكويتية، وهذه الإجراءات الجديدة تسهل من حركة انتقال الأموال وتشجيع عمليات الإدراج، كما انها تضمن اكتمال زيادة رؤوس الأموال للشركات.
من جهة ثانية، أصدرت شركة أرقام كابيتال تقريرا عن شركة بورصة الكويت، حيث حددت السعر المستهدف لسهم شركة البورصة عند 1.44 دينار بارتفاع قدره 18% عن السعر السوقي البالغ 1.22 دينار بإغلاق جلسة 11 الجاري، كما أوصت الشركة المستثمرين بالشراء، وتوقع التقرير نمو الإيرادات بدعم من زيادة الاستثمارات، متوقعا ارتفاع الإيرادات من 24 مليون دينار خلال عام 2020 الى 29 مليون دينار خلال عام 2021 الى ان تصل الى 31 مليون دينار بحلول عام 2022، كما ارجع التقرير التوصية بالشراء الى نمو الأرباح المتوقع من 15 مليون دينار في عام 2020 الى 17 مليون دينار في 2021 الى ان يصل الى 19 مليون دينار بحلول عام 2022 ويصل الى 20 مليون دينار بحلول عام 2023 وهو الربح نفسه المتوقع خلال عام 2024.
وأشار التقرير الى ان العائد على حقوق مساهمي الشركة قد يصل الى 24.8% في عام 2021 حسب تقديرات أرقام كابيتال وتوقع ان يصل الى 24.5% في 2022 علما ان العائد على حقوق المساهمين في عام 2020 وصل الى 60.8%. كما أشار التقرير الى ان السهم لايزال يتداول في مضاعفات مقبولة بمكرر ربحية متوقع 9.5 مرات خلال عام 2020، ومتوقع ان يصل خلال عام 2021 الى 17.7 مرة. وأكد ان نموذج عمل بورصة الكويت المرن وتوقعاتها التشغيلية القوية يدعمان تفوقها إقليميا من حيث المؤشرات المالية، حيث يتوقع أن يصل مكرر ربحية سهم الشركة إلى 16.4 في العام 2022 مقارنة بتوقعات تحقيق سهم سوق دبي المالي لمكرر ربحية يصل إلى 46 بحلول العام نفسه.
ربحية مستدامة
وكانت شركة البورصة أعلنت عن نتائجها المالية للربع الاول المنتهي في 31 مارس 2021 وتحقيق أرباح قدرها 3.26 ملايين دينار مقابل 3.27 ملايين دينار في الفترة المقابلة من العام الماضي، كما سجلت إيرادات تشغيلية بقيمة 6.73 ملايين دينار بارتفاع 80.30% عن مستواها بالربع الأول من عام 2020 البالغ 3.74 ملايين دينار، وعلقت أرقام كابيتال، مؤكدة أن أرباح الربع الأول تمثل أساس لباقي أرباح العام ونموذج جيد يمكن البناء عليه لنمو الأرباح خلال الفترة المقبلة لعدم وجود إيرادات استثنائية، كما أشار التقرير إلى أن النتائج المالية للربع الأول عكست استدامة إيرادات الشركة وقدرتها على خفض النفقات وتحقيق أرباح فصلية تقارب ما حققته أثناء تدفق الاستثمارات الأجنبية التي تتبع المؤشرات بعد ترقية البورصة لمؤشرات الأسواق الناشئة.
