الاحتلال يقصف غزة بـ«الفوسفور».. ودعوات لـ «يوم غضب شعبي»
مع دخول الحرب الإسرائيلية أسبوعها الثاني دون مؤشر على نهاية لأعنف هجوم منذ سنوات، شن الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات على قطاع غزه الفقير والمحاصر، فيما تواصلت المواجهات في القدس المحتلة وأراضي 48، وارتفع عدد الشهداء إلى ما يزيد على 220 توزعوا على كامل مساحة فلسطين.
وكشفت مصادر صحية فلسطينية أن حصيلة الشهداء والجرحى بفعل العدوان الإسرائيلي منذ الاثنين قبل الماضي تجاوزت 225 شهيدا و6039 جريحا، منهم أكثر من 200 شهيد بينهم 58 طفلا و35 سيدة و1300 جريحا، اضافة الى 21 شهيدا بينهم طفل و3728 جريحا في الضفة الغربية، وشهيد في القدس المحتلة و1011 إصابة.
وتسببت الغارات التي زلزلت القطاع بانقطاع التيار الكهربائي، ولحقت أضرار بمئات المباني، وأكد مسعفون استشهاد ما لا يقل عن ثلاثة فلسطينيين في ضربة إسرائيلية على سيارة في مدينة غزة.
واستشهد فلسطيني آخر في هجوم جوي على بلدة جباليا. كما استشهد مسن وطفلة في قصف عمارة سكنية في شارع الوحدة مساء أمس.
ومع تواصل أصوات القصف الإسرائيلي، هرع سكان غزة إلى المخابز والمتاجر والصيدليات لتخزين كميات من الخبز والسلع الأساسية.
وقالت منى القمع، وهي من سكان غزة، «شعرت بأني أموت. على نتنياهو أن يدرك أننا مدنيون ولسنا عسكريين».
وتصاعدت أعمدة ضخمة من الدخان الرمادي من مصنع «فومكو» للإسفنج شرق مخيم جبالبا. ووفق بيان للدفاع المدني، فإن المصنع استهدف «بقذائف فسفورية حارقة وقذائف دخانية أدت إلى اشتعال حرائق كبيرة داخل المخازن كونها تحتوي مواد سريعة الاشتعال».
وقالت وزارة الأشغال ان «أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية تضررت جراء العدوان المستمر بينها 800 دمرت كليا».
من جهتها، قالت شركة كهرباء غزة إن كميات الوقود المتوافرة كافية «ليومين أو ثلاثة كأقصى حد»، وإن خسائر الشركة جراء القصف بلغت ثمانية ملايين دولار. في السياق، أعلنت قوات الاحتلال اغتيال القيادي الكبير في حركة الجهاد الإسلامي حسام أبو هربيد، قائد لواء شمال غزة في حركة الجهاد، وتوعدت الفصائل برد قاس.
وقال جيش الاحتلال في بيان ان أبو هربيد «يقف وراء العديد من الهجمات على المدنيين الإسرائيليين باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات».
وزعم جيش الاحتلال، في بيان، أنه استهدف تسعة منازل أنها تستخدم «لتخزين الأسلحة» وتعود لكبار قادة حماس.
وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضا «مترو الأنفاق» أو شبكة أنفاق حركة حماس.
وبحسب الجيش، فإن 54 طائرة مقاتلة قصفت أنفاقا بطول 15 كيلومترا، وقال الجيش في قت سابق إن جزءا منها يمر في مناطق مدنية. من جهته، قال البريغادير جنرال الإسرائيلي يارون روزن، وهو قائد فرقة جوية سابق، إنه لا توجد أي إشارات على خفض الهجمات في إطار ما وصفه بأنه «حرب استنزاف». وأكد أن قوات الاحتلال «يمكنها الاستمرار في هذا إلى الأبد. ويمكن حماس أيضا الاستمرار في إطلاق الصواريخ لفترة طويلة جدا مع الأسف. لكن الثمن الذي يدفعونه يرتفع أكثر وأكثر».
في المقابل، ردت فصائل المقاومة من بينها حماس والجهاد الإسلامي بإطلاق المزيد من الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، والتي تجاوزت الـ 3100 صاروخ. واستهدفت امس أسدود جنوب تل أبيب، كما أعلنت كتائب القسام التابعة لحماس، قصف قاعدة تل نوف الجوية بدفعة صاروخية.
وقامت الفصائل بإطلاق دفعة صواريخ مكثفة من غزة على بئر السبع. وأعلنت حركة كتائب القسام التابعة لـ «حماس» أنها استهدفت بارجة إسرائيلية قبالة غزة برشقة من الصواريخ، وأنها قصفت حشدا لجنود إسرائيليين قرب نير عام بقذائف الهاون. كما أصيب جندي إسرائيلي في قصف استهدف دورية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ونشرت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد صور صاروخ القاسم الذي استهدف تجمعات عسكرية شرق خان يونس.
وقد دعت حركة «فتح»، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى إضراب عام اليوم في الضفة الغربية المحتلة «ضد استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم في القدس وغزة والضفة الغربية»، وإلى إعلانه «يوم غضب شعبي شامل، تتكثف به المواجهة الشعبية مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه (…) على مختلف الساحات وفي كل نقاط الاحتكاك».
وقال نائب رئيس الحركة محمود العالول لإذاعة «صوت فلسطين»: «نريد ان يكون يوما مميزا لحركة فتح».
ومع استمرار العميات العسكرية تتكثف الجهود الديبلوماسية لوقف العدوان وسط ادانة عربية ودولية واسعة، لكنها مازالت تصطدم بالدعم الأميركي لإسرائيل، حيث رفضت واشنطن للمرة الثالثة في سبعة أيام أن يتبنى مجلس الأمن الدولي بيانا حول الحرب يدعو الى «وقف أعمال العنف» و«حماية المدنيين وخصوصا الأطفال»، وفق ما افاد ديبلوماسيون. لكن الولايات المتحدة قالت إنها «لا يمكن ان تدعم في الوقت الراهن موقفا يعبر عنه» مجلس الامن، وفق ما صرح ديبلوماسي لـ «فرانس برس». بيد أن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعا البيت الأبيض الطرفين للانخراط في حل للصراع. وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إنه يريد وقف تصعيد العنف الإسرائيلي الفلسطيني في أقرب وقت ممكن، مؤكدا أن هدف إدارة بايدن لايزال خفض العنف وإنهاء الصراع، مشددا على حل الدولتين.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الدنماركي في كوبنهاغن، «نعمل على مدار الساعة عبر القنوات الديبلوماسية لمحاولة إنهاء الصراع. نحن مستعدون لتقديم دعمنا إن أرادت الأطراف التوصل إلى وقف لإطلاق النار»، مؤكدا تكثيف الاتصالات «في الكواليس»، وشدد بلينكن أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها لكنه في الوقت نفسه انزعج من تعريض صحافيين وعاملين بالقطاع الطبي للخطر.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية العالم، إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأكد أن الفلسطينيين سيتوجهون الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة اسرائيل بعد إخفاق مجلس الأمن في اعتماد موقف موحد. وقال اشتية «سنتوجه إلى الجمعية العمومية لإصدار هذا القرار، حيث لا أحد يملك حق الڤيتو هناك».